أخي حسن: لك وللقراء اجمل وازكى تحية فسلام الله عليكم اجمعين، ولقد استكتبتني مواقف واحداث لكتابة مثل هذه السطور، فالمرء في المجتمع الاسلامي فرد ضمن مجموعة وله حق النصح عن الخطأ والنصرة فيما لو اخطئ في حقه منطلقا ينطلق منه المجتمع بمجموعه وافراده من حديث رسول الهدى قائد هذه الامة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم من قوله (انصر اخاك ظالما او مظلوما) ونصره ظالما برده عن ذلك الظلم ونصره مظلوما برد الظلم عنه. أخي حسن.. قد يكون وقع عليك ممن لا يعرفك ظلم وجدناه مستغربا ليس لان الظلم لا يقع لا.. ولكن لأننا مجتمع مسلم ويفترض فبنا ان نكون اكثر عملا بقوله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم) وحق علينا امام ذلك بذل شيء مما نعرفه لانصافك، وربنا يقول (ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد). أخي حسن.. عرفتك منصفا من خلال عدة مواقع، فأنت من موقعك مع عائلتك كم رأيت من مواقفك المؤشر الذي حرصت معه على صلاح ذريتك وحفظ مسؤوليتك نحوهم، ولعلني واياك وذا العلاقة نذكر كيف تقدم لابنتك من حظي بها ليس لانه ذو منصب او جاه واشهد الله على ما سمعته منك قبل وبعد من حرصك على ذي الدين كما اوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، وعرفتك منصفا من خلال توليك مسئولية عملك الرسمي بحسب المواقع واذكر كم حرصت حرصا شخصيا على تبني مواقف تخدم الدعوة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكم كانت مواقفك مشرفة في هذا المجال وانت تحيط ولي الامر بجلي ما يحدث مدعما الصورة بما ييسره الله لك من رأي سديد ناصح امين، ولعلي لا انسى نبل مواقفك مع المحتاجين الذين ليس لهم وسيط يقدمهم فتتبنى قضية الواحد منهم وكأنها لك ليس لأمر الا ابتغاء ما عند الله كما يظهر ونحسب، وكم سعيت لمصلحة الوطن ومساعدة المحتاج ايا كان، وما زلت اذكر ما قلته لمن اتاك يريد تقديم شأن قريب له وهو عزيز عندك فقلت له ناصحا هل قريبك وحده في هذا الامر فاذا ظننت انك مقدم عندنا لوصولك الينا فمن لمن لم يصل، فأنت وغيرك امام تنفيذ النظام سواء. فبوركت بعدالتك وغيرتك واخلاصك، وبورك الوطن بامثالك ممن يعملون وان نهشتهم ذئاب الليل الذين خالفوا امر نبيهم صلى الله عليه وسلم حين قال (كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع) فكيف ينجو من تلبس بما نهى الله عنه في قوله تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا) وكيف لهم النجاة ما لم يتوبوا ومن شروط التوبة عليهم رد المظالم الى اهلها ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم قد نفى الايمان عن من فعل مثل ما يفعل اولئك فقد قال (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) وقال صلى الله عليه وسلم (إياكم والظن فان الظن اكذب الحديث، ولاتحسسوا ولا تجسسوا ولاتنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا كما امركم الله، المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ها هنا التقوى ها هنا التقوى ها هنا(ويشير الى صدره) بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وعرضه وماله، ان الله لا ينظر الى اجسادكم ولا الى صدوركم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم (وأشار بأصابعه الى صدره) وليس لأحد كائن من كان ان يزكي احدا على الله (فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى). أخي حسن الجاسر.. اهنأ بمن تكفل بالمدافعة عن المؤمنين اذ قال تعالى (ان الله يدافع عن الذين آمنوا) ولعل من قد ظلمك ان يؤوب الى رشده ويتقى الله في قوله وفعله ويرفع ما بدر من ظلمه والا (فلا تهنوا ولاتحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين) ثم اهنأ بثقة ولاة الامر فيك ومن وراء ذلك ثقة العدول واولى النهي بشخصك الكريم ومواقفك المشرفة ومنهجك المستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وثم مما يصدر من توجيهات ولاة الامر المؤكدة على حفظ ما ضمن الشرع بحفظه وردع المفسدين ايا كان موقعهم. أخي الاستاذ الفاضل حسن الجاسر.. عذرا ان لم اقدر ان ابين اكثر من هذا والا فحقك اكبر مما قلنا ولكن وانت كما عهدتك قد احتسبت الاجر عند الله ووكلت امر اولئك الى الله فأسأل الله ان يرفع قدرك ويشرح صدرك ويعظم اجرك.. والسلام