تنتاب الملايين من مواطني جنوب أفريقيا حالة من القلق والتلهف الشديدين مرتين أسبوعيا بسبب الستة أرقام التي يمكن أن تترجم إلى ثروة هائلة أو ببساطة ترفع عن كاهلهم عبء صعوبات غير محتملة. ويصطف الناس في طوابير طويلة أمام ماكينات اليانصيب المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد حيث يستعد الملايين من المفعمين بالامل كي يحصلوا على فرصة، ويفوزوا بالملايين من خلال مسابقة اليانصيب الوطنية. وحولت مسابقة اليانصيب الوطنية، التي بدأت قبل 30 شهرا، العشرات من السكان إلى مليونيرات. وتخلص الكثيرون الذي فازوا بعدة ملايين من الراندات (الراند هو عملة جنوب أفريقيا) من براثن الفقر المدقع وأصبحوا في عداد الأثرياء، ويشار إليهم باعتبارهم استحقوا الفوز بجدارة. ولكن الغالبية العظمى من المقامرين تتجدد لديهم الاحلام بالثراء والسعادة ثم تتحطم المرة تلو الاخرى في لعبة تتمثل فرص الفوز فيها من واحد إلى 13.5 مليون. ومن بينهم كثيرون لا يسمح دخلهم بإنفاق 2.50 راند (25 سنتا أمريكيا حيث أن 10 راندات تساوي دولارا أمريكيا واحدا)، وهي ثمن تذكرة يانصيب لوتو واحدة، ولكنهم يفعلون ذلك. ورغم ارتفاع أسعار المواد الغذائية مؤخرا، فإن مبلغ 2.50 راند مازال يمكن أن يشتري أربعة أصابع موز أو نصف رغيف أو كيس صغير من الدقيق أو السكر. وأثارت الخطط الخاصة بإجراء مسابقة يانصيب يومية نقاشا حاميا حول ما إذا كان بوسع المواطنين الفقراء الاستمرار في إهدار النقود. وتقول شركة أوثينجو لليانصيب أن أسعار تذاكر المسابقة الجديدة التي تسمى (كينو) تتراوح بين 1.50 إلى ستة راندات، وستمنح جوائز تصل إلى ستة آلاف راند اعتبارا من الشهر الحالي. وقال مبوليلو موسي المتحدث باسم وزارة التنمية الاجتماعية إن معظم من يعتمدون على الاعانات الاجتماعية ينفقون المبالغ الضئيلة التي يحصلون عليها من الحكومة للاشتراك في مسابقة لوتو. وأضاف موسي في معظم الحالات، يخسر أفقر الفقراء نقودهم. وقالت سالي جاجا، وهي مدرسة من مستوطنة سويتو، لصحيفة سويتان لماذا يجب إجراؤه يوميا؟ إن (يانصيب) لوتو هو مجرد لعبة للآمال الزائفة. وتشير دراسة أجريت مؤخرا إلى أن 18 بالمائة من محدودي الدخل (الذين يكسبون ما بين راند إلى 799 راندا شهريا) يشترون تذاكر المسابقة بنقود كانوا يعتزمون إنفاقها على الطعام اليومي. وذكر اتحاد العمال في جنوب أفريقيا الذي يعرف باسم كوساتو أن إجراء مسابقة يانصيب يومية هو مثال بارز على إعادة توزيع النقود من الفقراء إلى المحظوظين. وانتقد البعض شركة أوثينجو لأنها خصصت 30 بالمائة فقط من أرباحها للاعمال الخيرية خلال السبع سنوات التي سيسمح لها خلالها بالعمل. وقال اتحاد العمال ان القول بأن مسابقة اليانصيب اليومية ستخدم مصلحة الفقراء يبعث على الغضب. ومنذ بدء مسابقة اليانصيب الوطنية في آذار/مارس عام 2000 ظلت المئات من الجمعيات الخيرية تتذمر طوال شهور مطالبة بحصتها من الارباح. وتم أخيرا صرف النقود في نيسان/إبريل هذا العام. وحتى الآن تم توزيع نحو 500 مليون راند، ما يوازي أرباح مسابقة اليانصيب في أسبوع واحد، على مشروعات خيرية مستحقة. @@ ( جوهانسبرج - من بنيتا فان ايسن )