أبى محمد الصندل الا ان يقدم احتفاليته في جمعية الثقافة والفنون بالاحساء بقسم الفنون التشكيلية بمعرض لم يكن طبيعيا البتة, عندما قدم المعرض الضوئي الثاني لعام 1423ه بصورة مغايرة عما تقدم عليه المعارض بصالة الفنون التشكيلية بالجمعية. فقد افسح المجال في رحاب الجمعية للحضور للتجول في عالم التصوير الضوئي من خلال المحاضرة القيمة للدكتور طارق الجهني, حيث اعطى تفصيلا كاملا لمراحل التصوير وبدايته, فكان الحسن بن هيثم العالم العربي, الذي وضع رسما تخيليا للكاميرا في التاريخ, لتتوالى بعدها الاكتشافات لهذا العالم الرحب والفسيح فسكروبد ودفنشي انجولا حيث ساهما في البدايات في عالم التصوير, ومنها الى عصر النهضة في عام 1800م, وتسجيل الصور سكيونر, ومنها الى توماس لتصل الى دقوري واول كاميرا في العالم, ومنها الى وليم هنرى واول كتاب فتوغرافي. وقد اعطت المحاضرة جوا تصويريا مليئا بالمعلومات, وكانت طبيعة التكنولوجيا والتطورات في هذا المجال غزيرة في حين كان للمداخلات نصيب في ذلك, وتمتع المحاضر بروح مرحة, وبالاجابة عن اسئلة الحضور. بعدها افتتح المعرض حيث شارك فيه 24 مصورا من الاحساء وخارجها, وهم ابراهيم جبر, ابراهيم العبدالله, بشار ال جعفر, بكر العبدالمحسن, حسين البوالرحى, ريتشارد مادكيتتف, زكي البوصالح, زكي غواص, سعيد الوايل, سامي السيحة, سارة بنت عبدالله الرميح, سليمان الهويديني, د. طارق الجهني, عادل الجرى, عباس الشبركة, عبدالله السعيد, غالب الخضراوي, فاطمة الانصاري, فتحية ال غزاوي, قابيل غواص, محمد البناي, مصلح جميل, يوسف السالم. وقد تميزت اللقطات الحية لعدسات المصورين بالتعبيرات الجميلة في لحظات السعادة لوجه طفل او حتى فراشة ملونة من رصد معبر لحظة المشاهدة. وفي نهاية الاحتفالية تم تكريم المصور الفوتوغرافي علي بن عبدالله المبارك, لما قدمه من تقنية وابداع في مجال التصوير الضوئي, وانطلاقا من اهداف الجمعية لخدمة الفن والمبدعين فيه, قدم مدير الجمعية عبدالرحمن المريخي درعا تذكارية للمصور علي المبارك والهدايا والجوائز التقديرية للمشاركين في المعرض وقد كان للتنظيم الرائع دور في نجاح المعرض متمثلا في رئيس قسم الفنون التشكيلية بالجمعية محمد الصندل, وقد حضر افتتاح المعرض الفنان ابراهيم الحساوي, والشاعر الغنائي سامي الجمعان ويوسف الخميس, والكاتب احمد الدبولي, والكاتب محمد الصفراء, الفنان التشكيلي سامي الحسين وجمع غفير من الجمهور والمهتمين بالفن التشكيلي. بدورنا وخلال الجولة رصدنا انطباعات الحضور حول المعرض وقد اكد احمد الرويلي ان هذا من عادات الجمعية, التي دائما تفاجئ الجميع بأعمالها المتميزة, وعموما كنت اتمنى ان ارى اكثر من صورة تراثية للاحساء. فيما اشار الفنان ابراهيم الحساوي الى ان هذا المعرض يجسد صورا حضارية تؤكد مدى عمق المصور ورؤيته ومشاهدته يعكس بحق الجهود التي بذلها الجميع. وقال الشاعر سامي الجمعان : التصوير الفوتوغرافي هو في المقام الاول موهبة وكل هؤلاء الفنانين مبدعون مع صور حملت البراءة وجمل في الشروق والطفولة كلها صور جميلة حملها الفنانون المبدعون. واشار الفنان التشكيلي سامي الحسين الى ان الجمعية كعادتها تقدم اعمالها بحسن الاختيار وهو مجهود يشكرون عليه دائما وابدأ. فيما قدم المريخي شكره وتقديره للحضور في ظل الومضات الحرة التي تشهد على عصر نسميه عصر الصور. واشار رئيس قسم الفنون التشكيلية محمد الصندل الى ان الجمعية تقدم الشيء اليسير لمحبي فن التصوير الضوئي والمعرض هو خير شاهد على ما قدمه المشاركون من تجارب وابداعات. في حين ابدى الدكتور طارق الجهني سعادته لهذه المشاركة وخص الجمعية لاتاحة الفرصة لالقاء هذه المحاضرة. احد المشاركين يشرح للمبارك لوحة فوتغرافية