ذكرت تقارير صحفية أمس أن نحو 70 متمردا يساريا من تنظيم القوات المسلحة الثورية لكولومبيا (فارك) قتلوا في غارة جوية شنتها القوات الحكومية على جنوب غربي كولومبيا. وصرح الكولونيل خوسيه هريرا قائد الشرطة في إقليم كاوسا بأن طائرة مقاتلة من طراز الشبح، التي يمكنها تفادي الرادار، ألقت قنابل على شاحنتين تقلان مقاتلي فارك في بلدة بيلالكازار وقال هريرا هناك أنباء سارة للمواطنين الكولومبيين، فقد تم ضرب شاحنتين تحملان اسطوانات غاز (عبوات متفجرة) ومقاتلين من رجال حرب العصابات ويعتقد أن هناك 70 قتيلا من المتمردين. ولم تؤكد المصادر المستقلة عدد القتلى في الهجوم. ويبدو أن الغارة الجوية جزء من هجوم عسكري واسع النطاق على الجماعات الكولومبية المتمردة بناء على أوامر من الرئيس الجديد ألفارو أوريب. وكان نحو 3000 جندي من القوات الحكومية قد شنوا هجوما جويا وبريا يوم الاربعاء الماضي على حي شعبي كبير في ميدلين، ثاني أكبر مدن كولومبيا، لتدمير معقل لكل من المتمردين والميليشيات شبه العسكرية اليمينية. وأسفر الهجوم على حي كومونا 13 عن وقوع أكثر من عشرة قتلى، غير أن دعاة حقوق الانسان اتهموا الحكومة يوم الجمعة الماضي بأنها تستهدف المتمردين اليساريين وحدهم وأنه لا يتم القيام بعمل ضد الميليشيات شبه العسكرية اليمينية. ويشن المتمردون اليساريون حربا أهلية في كولومبيا منذ ما يقرب من أربعة عقود. ومنذ بضع سنوات نشأت جماعة يمينية شبه عسكرية لمقاتلة اليساريين، زاعمة أن الحكومة لا تفعل ما فيه الكفاية. وترتبط كلتا الجماعتين بطريق أو بآخر بتجار المخدرات في كولومبيا. وتوجه انتقادات للرئيس أوريب، وهو سياسي يميني تقلد منصبه في أغسطس الماضي، لكونه غير حازم مع أفراد الميليشيات شبه العسكرية المعروفين - مثلهم في ذلك مثل رجال حرب العصابات - بأساليبهم الوحشية. وكانت الحكومة الامريكية قد طلبت مؤخرا تسليمها رئيس الميليشيات شبه العسكرية كارلوس كاستانو، واثنين آخرين من قيادات الميليشيات لاتهامهم بتهريب المخدرات. ومازال كاستانو مطلق السراح.