" أفخر بمواطنتي ، وأعتز بمشاركتي لكم .. فما أنا إلا مواطن قبل كل شيء ، وكلنا شركاء في الهدف والمصير ، وعلى الشريك أن يعطي الشراكة حقها ، وذلك يكمن في الكلمة الصادقة والعمل المخلص ، فبناء الأمم مرهون بمفاهيم الوطنية بكل أشكالها وصورها" . بهذه العبارة التي تمتزج فيها روح المواطنة الصادقة بعظمة المسئولية الحقة يصارحنا صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز في كلمته " الوداعية " لنا نحن في الشرقية التي اختتم زيارته لها بالأمس مدشنا جولة من جولات الخير التي اعتدنا عليها في شتى مناطق ومحافظات المملكة . كلمات سموه البسيطة بساطة الإنسان السعودي والشامخة شموخ أرضه وسمائه وكل حبة رمل في صحرائه ، مثّلت نبراساً يتوج مسيرة التوحيد والبناء التي بدأها المؤسس الملك عبد العزيز طيّب الله ثراه حتى عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، مسيرة لوطن قال عنه سموه "تتمثل فيه أبلغ صور التلاحم بين شرقه وغربه ، شماله وجنوبه ، وطن جسّد ويجسّد الإنسان السعودي بكل معاني الوطنية " ، ولهذا لم يكن غريبا أن تنبع الكلمات من القلب.. من قائد يحلم في وطن أكثر أمنا واستقرارا ونماء ورخاء إلى مواطن هو في القلب غرس وثمر وحصاد أيضا . ولأن سمو ولي العهد مواطن أولاً جاءت عباراته من القلب إلى القلب ، رأت في ابن الوطن ملاذا وأملا وحلما ، وكانت الكلمات التي تقطر حبا لنا نحن في الشرقية وساما مميزا يطوق هاماتنا ، لذا كانت عبارة سموه " إن رؤية أهلي وقومي وأبنائي في المنطقة الشرقية ... مصدر سعادتي وفرحي " تتويجا لكل مشاعر المحبة القائمة بيننا كمواطنين وبين قيادتنا ، تلاحم لا ينفصم وتعبير يتجاوز الشفاه إلى ما هو أبعد بكثير . لذا نكون سمو الأمير مصدر فخر ومنبع وفاء .. نكون نحن في "شرقية الخير " كما وصفتها ، شامخين كهامة المواطن في جسد وطن أكثر شموخاً .. وإذا كنت يا صاحب السمو تطوقنا بهذه الكلمات النبيلة والمشاعر الوارفة ، لا نعرف كيف نردُّ الدَّين ، ولا نعرف كيف نجيب على وجودنا كعلامة فارقة في الذاكرة . نعود لنكرر ما قلناه بالأمس يكفينا هذا الأمل القادم الذي يزرع الاخضرار ، وينشر على العتبات كل أقمار الحلم التي لا تعرف الوداع . اليوم