يعد عام 2007م بدايةً لارتفاع معدل التضخم المالي المقلق في المملكة ، وذلك بعد الارتفاع الحاد لأسعار البترول إلى 147 دولارا والتي تراجعت بعد انطلاق شرارة الأزمة الاقتصادية العالمية في صيف 2008م لتقترب من 29 دولارا ما استدعى الحكومة إلى اتخاذ العديد من السياسات للتقليل من تأثيره على معيشة المواطن و المقيم بدءاً بالقرار الملكي الذي يعكس غلاء مستوى المعيشة، وذلك بزيادة سنوية 5 في المائة في رواتب موظفي الحكومة لمواجهة غلاء المعيشة على مدى ثلاث سنوات لتصل في السنة الثالثة إلى 15 في المائة من الراتب الأساسي . و الآن و بعد تثبيت علاوة غلاء المعيشة في رواتب الموظفين فقد لمسنا ارتفاعاً حاداً في أسعار المواد الغذائية الأساسية ما يشير إلى موجة جديدة من معدل التضخم المالي في ظل ارتفاع أسعار برميل النفط التي اقتربت من 125 دولارا. ويعتقد الخبراء الماليون والاقتصاديون أن التضخم المالي سيكون على المستوى العالمي جراء ارتفاع أسعار البترول ، وبالتالي سيتأثر الاقتصاد السعودي منه، وذلك بالتأثير في معدل التضخم المستورد. أما التضخم الناتج عن مستويات الإيجارات فمن المتوقع أن يرتفع بنسبة قليلة ، يعتقد الخبراء الماليون والاقتصاديون أن التضخم المالي سيكون على المستوى العالمي جراء ارتفاع أسعار البترول ، و بالتالي سيتأثر الاقتصاد السعودي منه، و ذلك بالتأثير في معدل التضخم المستورد . و ذلك لأن الإيجارات تشكل انعكاساً للطلب على العمالة الوافدة، التي ستتسارع معدلاتها على الأرجح مع استقرار نمو الاستثمارات المحلية. وأتوقع أن يصل معدل التضخم في حدود 5,9%، ويعتبر هذا المعدل مرتفعا وفقا للمعايير التاريخية، لكنه يندرج ضمن حدود طبيعية بالنسبة لاقتصاد صاعد وسريع النمو. وهناك عدد من المخاطر التي تؤيد هذه التوقعات، أولها استمرار ضعف الدولار الأمريكي لمدة طويلة، فهذا من شأنه - في حال تساوي كل العوامل والمعايير الأخرى – أن يجعل من الصناديق الإستثمارية في السلع الزراعية أكثر جاذبية للمستثمرين بعملات أخرى غير الدولار الأمريكي، ويدفع بذلك أسعار الأغذية العالمية نحو الصعود. ومن ناحية أخرى، فإن الأحداث المناخية التي يصعب توقعها ستكون بشكل متزايد، وستؤثر على المعروض من الأغذية والسلع. وعليه فإنه من الأهمية إعادة النظر في سلوكيات المستهلك للترشيد في الإنفاق ، بل يجب علينا ربط الأحزمة إذا شهد العالم ارتفاعاً حاداً في أسعار البترول في مستويات 150 دولارا. جامعة الملك فهد للبترول والمعادن [email protected]