فتح برنامج أرامكو السعودية للإثراء المعرفي المقام في الظهران، آفاقا كبيرة أمام العقل البشري، وأتاح له مجالا واسعا في التفكير وإعمال الذهن؛ ليعيش تجارب حية في قالب مغامراتي تفاعلي في "معرض 101 اختراع "غيرت وجه العالم، وصنفت حسب فتراتها الزمنية المتعاقبة؛ ليسهل استيعابها ووصول أثرها على المتلقين. وكان لتحريك جذوة الابتكار أدوات ووسائل تربط الزائرين خاصة صغار السن منهم بماهية ومحتوى تلك المخترعات، وذلك بعد أن يتم عرضها عبر شاشات سينمائية كبيرة وفق ترتيب وتصنيف محدد حيث يقف المشاهد وسط القاعة؛ ليعيش لحظة تاريخية في قلب تكوين هذا الاختراع، ومراحل تكوينه لتزداد بعد ذلك حالة الشغف في الاستزادة من المعلومات حول المعروض بالدخول على محتوى حاسوبي يتضمن كامل المعلومات عن العالم الذي يريد أن يبحر في تفاصيل اختراعه. ومما يزيد متعة الرحلة كما يقول المشرف على جناح الورش تركي النامي وفيصل القحطاني هو ضرورة وجود ورش عمل خاصة للأطفال ليرتبطوا مباشرة بالتطبيق الفعلي وإحياء روح التجارب والمحاولة في نفوسهم، وليتدربوا على بعض من المخترعات التي شاهدوها عبر الشاشات المرئية، ومن ذلك كيفية فك وتركيب المحركات وتصنيع الدوائر الكهربائية والمجالات المغناطيسية وكيفية توصيل الأسلاك النحاسية وتزويد المحركات بالطاقة، وكذلك جهاز دوار إنجما المتخصص في فك الشفرات والرسائل، وورشة أخرى عن عالم الخرائط وكيفية استخدامها وحسابات الأطوال، وذلك بتحديد نقطة وصول معينة يرغب الطفل الوصول إليها في الخريطة، ثم يبدأ البحث عن الطرق الموصلة بمسافات قصيرة بهدف تبصيرهم بمعنى الإنجاز وتحديد الأهداف وبناء الخطط للوصول للغاية المراد الوصول إليها. وعن طبيعة التدريب الفعلي الذي يتم داخل هذه الورش، قال تركي النامي: فريق التدريب يتولى إحضار بعض من الأدوات المساندة في عملية التدريب، ومنها بعض الأجهزة التي شاهدوها في العرض المسبق، ومنها على سبيل المثال نبذة مختصرة عن جهاز "إنجما" وتعريفهم بأنه جهاز دوّار كهروميكانيكي مع لوحة مفاتيح استخدمه الألمان للتشفير وفك شفرة الرسائل في الحرب العالمية الثانية، وانهم اعتقدوا في بادئ الأمر أن الشيفرات غير قابلة للفك والتفسير، لكن محللي هذه الشفرات أنقذوا بصنيعهم هذا آلاف الأرواح وكان سببا في تطوير أول الحواسيب الإلكترونية، وعن فكرة تقريب الاختراع لأذهان الأطفال والغرض منه، يجري تعريف الاطفال بان الشفرة نظام للكتابة السرية تستبدل من خلاله الكلمات في النص العادي، اعتمادا على مفتايح رموز معدة مسبقا وينطوي فك التشفير باستخدام ذلك المفتاح، واطلاعهم أولا على مخترع الآلة وقت اختراعها بدءا من مخترعها آرثر شيربيوس، الذي سجل مخترعه في عام 1918 لفك شفرة النصوص مرورا بتتابع تعديلها وتطويرها واستخدامها، وعن العبرة من عرض الاختراع لفت فيصل القحطاني الى أنه واحد من المخترعات التي غيرت في حياة الشعوب، ونقلتهم إلى مصاف الدول المتقدمة تقنيا نتيجة تطور الحواسيب الرقمية والتجديد في مواصفاتها وأهدافها، مضيفا أن فصول التنمية العقلية تغرس في داخل الطفل شغف ومحبة التعلم وتجعله يفكر كثيرا فيما يراه من أدوات أمامه، وكيفية مجال تصنيعها وما هي الأجزاء التي يتكون منها ليدخل تجربة ومحادثة مع العقل بأن لديه من الطاقة والقدرة ما يمكنه من الوصول إلى مرحلة الإبداع والابتكار ، وأشار القحطاني الى أن المعرض يضم العديد من المخترعات الدقيقة التي هي مثال للإعجاب وفاتحة لتساؤلات عميقة خاصة ما يتعلق بعالم الطيران وصناعة المحركات، مشيرا إلى أن المعرض يتوافد عليه الكثير من الزوار ويعيشون أمتع اللحظات المعرفية النادرة. .. وأسرة تلتف حول جهاز عرض الابتكارات