دعا رئيس الوزراء الصهيوني ارييل شارون الفلسطينيين الى تشكيل حكومة سلام تحل محل قيادتهم الحالية بينما سفك جيشه دماء عشرات الفلسطينيين قتلا وجرحا عشية مغادرته فلسطينالمحتلة الى واشنطن حيث سيلتقي مع الرئيس الأمريكي جورج بوش غدا، وقد ترأس الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس الأول اجتماعا للجنة المركزية لحركة فتح في اطار مشاوراته لتشكيل حكومة جديدة سيجري اعلانها خلال أسبوع. وكانت حكومة عرفات قدمت استقالتها في شهر سبتمبر تحاشيا لحجب الثقة عنها في المجلس التشريعي. وقال جزار صبرا وشاتيلا في خطابه في جلسة افتتاح الدورة الشتوية للكنيست الاسرائيلي (البرلمان) من اجل الوصول الى السلام، يجب اقتلاع حكومة القتل وتشكيل حكومة سلام محلها. وطالب البلدوزر مجددا باستبعاد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات نهائيا لان بقاءه في السلطة برايه يجعل التوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل امرا مستحيلا. وقال موجها كلامه الى الفلسطينيين بشأن الانتفاضة التي اسفرت عن مقتل اكثر من 1800 فلسطيني ونصف العدد تقريبا من الاسرائيليين ان معاناتكم غير مجدية. ان الدم المسفوك قد ذهب هدرا، أقول لكم: قولوا كفى، غيروا بانفسكم نظام التعسف الذي جركم من كارثة الى اخرى. وقال أعتقد أن جيراننا الفلسطينيين سيصلون بأنفسهم الى مرحلة يقررون فيها الانعطاف تاريخيا في علاقاتهم مع اسرائيل مؤكدا انه يثق في ان السنة المقبلة ستكون سنة المنعطف. وفي رسالة غير مباشرة الى واشنطن، قتل جيش شارون خلال 48 ساعة ثمانية فلسطينيين عشية زيارته الى الولاياتالمتحدة، فقد استشهد فلسطينيان واصيب ثالث عندما اطلقت قوات الاحتلال امس الاثنين النار على السيارة التي كانوا يستقلونها بالقرب من جنين شمال الضفة الغربية. كما استشهد ستة آخرون أمس الأول الأحد منهم محمد حسين عبيات (25 عاما) الناشط في كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح في بيت لحم في انفجار من صنع اسرائيل كما أكدت المصادر الأمنية الفلسطينية أنه استشهد في انفجار بالقرب من كشك هاتف. واكدت كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح في بيان ان عبيات هو احد عناصرها ودعت الى الثأر له سواء في الاراضي المحتلة عام 1948 او المحتلة عام 1967 . ومن بين شهداء الأحد طفل في الرابعة من العمر قضى تحت انقاض منزله المدمر اثناء عمليات للجيش الاسرائيلي اوقعت 25 جريحا فجر أمس الأول في رفح جنوب قطاع غزة. وافادت مصادر عسكرية ان فلسطينيين كانا تسللا الى فلسطينالمحتلة من الاراضي المصرية استشهدا صباح الاحد في اشتباك مع الجنود الاسرائيليين الذين اصيب اثنان منهم بجروح طفيفة، قرب الحدود في صحراء النقب جنوبفلسطينالمحتلة. كما استشهدت يسرى صوالحة (40 عاما) فيما اصيبت فتاتان صغيرتان بجروح الاحد حين فتحت دبابة اسرائيلية نيران رشاشاتها على سيارة اجرة قرب جنين يوم الأحد، الى ذلك أصيب رضيعان وامرأة بشظايا قذيفة اطلقتها الدبابات الاسرائيلية في رفح تجاه مخيمي خان يونس ودير البلح جنوب قطاع غزة. ووصفت حالة الجرحى بين خطرة ومتوسطة حيث نقلوا جميعا الى مستشفى في رفح للعلاج. كما اعتقل الجيش الاسرائيلي يوم الاحد في الضفة الغربية ثلاثة اعضاء في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أعلن عن اسمي اثنين منهم وهما في رام الله خالد بكر وفي الخليل محمد ابو عايشة. وانتقدت الولاياتالمتحدة العمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة التي تتسبب بمقتل مدنيين، لا سيما بعد التوغل في خان يونس الذي اسفر عن مقتل 17 فلسطينيا وجرح مائة آخرون بينهم عدد كبير من المدنيين، لكن اسرائيل لا تعبأ عادة بالموقف الأمريكي الذي يريد من شارون انتهاج سياسة التهدئة تمهيدا للهجوم على العراق. كما أعلنها السفير البريطاني لدى اسرائيل شيرارد كاوبر كولز صراحة بأن الاراضي الفلسطينية هي اكبر سجن في العالم ، وفق ما اوردت صحيفة يديعوت احرونوت. واكد دبلوماسي في السفارة في تل ابيب طلب عدم ذكر هويته ان السفير ادلى بهذا التصريح خلال لقاء مطول مع منسق الانشطة الاسرائيلية في الضفة الغربيةوغزة الجنرال عاموس جلعاد. واوضح المسؤول ان الصحيفة نقلت بشكل دقيق اجمالا فحوى الحديث، غير انها كانت اختيارية للغاية في انتقائها مقاطع منه. وقال الدبلوماسي البريطاني بحسب الصحيفة ان الاراضي (الفلسطينية) هي اكبر معسكر اعتقال في العالم يقيم فيه 3.5 مليون نسمة. وقام السفير بجولة على الاراضي الفلسطينية وقال لجيلاد انه لاحظ نقاط وجود يهودية غير شرعية وطرقات جديدة واجراءات مضايقة واذلال غير مبررة للسكان عند الحواجز. كما أكد بحسب الصحيفة ان الممارسات الاسرائيلية تنتهك معاهدة جنيف حول الاراضي المحتلة، واتهم القوات الاسرائيلية بقلة الاحتراف. وقال افهم ان ثمة مشكلات امنية، واعرف ان هناك عند اعلى الهرم اشخاصا اكفاء، لكن على الارض هناك اعمال محددة وتصرفات يقوم بها الجنود، لا تخدم مصالح اسرائيل. وحكم على خمسة جنود في مايو بعقوبات تصل الى السجن خمسة اشهر بتهمة القيام باعمال نهب خلال الهجوم العسكري على الضفة الغربية. كما وردت اتهامات مماثلة خلال الحصار الذي فرضه الجيش الاسرائيلي على مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله (الضفة الغربية) في سبتمبر. وافاد الدبلوماسي ان كاوبر-كولز عبر عن قلقه المتزايد وتصرف بناء على تعليمات لندن. وصعدت لندن اللهجة اخيرا حيال اسرائيل. واكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في الاول من اكتوبر ان قرارات الاممالمتحدة تنطبق على اسرائيل بقدر ما تنطبق على العراق، مشيرا بذلك الى وجوب انسحاب القوات الاسرائيلية من اراضي الحكم الذاتي الفلسطيني التي اعادت احتلالها اخيرا. وحول الحكومة الفلسطينية المرتقبة، اكدت مصادر مقربة من العقيد محمد دحلان مسؤول جهاز الامن الوقائي بقطاع غزة سابقا أنه استقال من منصبه كمستشار لعرفات لشؤون الامن. وقالت ان العقيد محمد دحلان قدم امس للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات استقالته من منصبه كمستشار الرئيس لشؤون الامن لأنه لا يرغب في تبوء أي منصب رسمي في السلطة الفلسطينية. وكان العقيد دحلان استقال قبل عدة اشهر من منصبه كمسؤول لجهاز الامن الوقائي الفلسطيني بقطاع غزة. ودحلان عضو في المجلس الثوري لحركة فتح وهو من المقربين من الرئيس عرفات. من جهة ثانية، طالبت القيادة الفلسطينية أمس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بالابتعاد الكلي عن توفير الحماية السياسية والامنية لقتلة مسؤول في الشرطة الفلسطينية قضى ثأرا على أيدي فلسطيني من المنتسبين لحماس. وفي بيان وزعته وكالة الانباء الفلسطينية قالت القيادة عقب اجتماعها امس برئاسة عرفات بمدينة رام اللهبالضفة الغربية انها تطلب من قيادة حركة حماس الابتعاد الكلي عن توفير الحماية السياسية والامنية للقتلة وان تشجب هذه الجريمة البشعة وان تساعد على تسليم المطلوبين للعدالة والقضاء. واكدت القيادة على ضرورة وحتمية تسليم قتلة العميد راجح ابو لحية فورا ودون تاخير الى القضاء الفلسطيني.