تحدثنا الاسبوع الماضي عن اهمية الفيتامينات والمعادن في حياتنا ونواصل في هذه الحلقة إلقاء الضوء على هذه المركبات الموجودة في غذاء الانسان ومدى اهميتها لكن جهله بها يجعله يفرط في تناول بعضها ويتجاهل البعض الآخر مما يسبب له اضطرابا صحيا كان بامكانه تجنبه لو انه عرف كيف يتناول غذاء متوازنا. فمثل ما اكتشف الباحثون الفيتامينات والمعادن في النباتات والمحاصيل التي يتناولها الانسان اكتشفوا ايضا ومنذ عدة سنوات أن الغذاء الذي يحتوي على الفواكه والخضراوات والحبوب يقلل من مخاطر الإصابة بعدد من الأمراض بما فيها السرطان وأمراض القلب والسكر وارتفاع ضغط الدم عندما يقارن بالغذاء الذي يحتوي على اللحوم . وفي الوقت الحاضر اكتشفوا أن منع حدوث هذه الأمراض هو بسببب توافر المواد المضادة للأكسدة. خاصة الفيتامينات والمعادن والأنزيمات التي تساعد على منع حدوث السرطان والأمراض الآخرى بحماية الأنسجة والخلايا من التأكسد. واكتشفوا ايضا أن الفواكه والخضراوات والحبوب تحتوي على مجموعة أخرى من العناصر الغذائية التي تحفز على منع المرض. وتسمى الصبغات الكيميائية. وهي مواد فعالة بالنبات ومسئولة عن تكوين اللون والطعم ومقاومة الأمراض . ولمعرفة كيفية عمل هذه الصبغات وكيفية حمايتها الجسم من السرطان لابد أن تعرف كيف يتكون السرطان؟. إن الصبغات الكيميائية تحارب السرطان بعرقلة خطوة أو عدة خطوات تؤدي إلى السرطان . مثلاً السرطان يبدأ عندما تغزو المادة السرطانية سواء من الغذاء الذي تأكله أو الهواء الذي تتنفسه الخلية. ولكن إذا ما تمكنت مادة السلفورفان SALFORPHANE إحدى الصبغات النباتيه المتوافرة في البروكلي إلى الخلية فإنها تحفز مجموعة من الأنزيمات تمسح المادة السرطانية وتطردها خارج الخلية قبل أن تسبب أي ضرر. نوع آخر من الصبغات النباتية عرف بأنه يمنع السرطان وهو مادة فلافونيدFLAVONOIDS المتوافرة في الحمضيات والكرز فهي تمنع الهرمونات المسببة للسرطان من الدخول إلى الخلية . وكذلك مادة الجنستين GENISTEIN المتوافرة بالصويا تقتل الخلايا السرطانية بمنع تكوين الشرايين الصغيرة التي تغذي السرطان كما ان مادة اندولزINDOLES المتوافرة في بعض الخضراوات مثل الملفوف والزهرة تزيد من نشاط المناعة وبالتالي تسهل للجسم إفراز السموم . وتمنع مادة سابونينزSAPONINS المتوافرة في اللوبيا والعدس خلايا السرطان من التكاثر. اما مادة حمض ب- كومارك وحمض كولوروجينيك متوافرة بالطماطم فإنها توقف بعض الاتحادات الكيميائية التي تؤدي إلى السرطانات . وهكذا فإن القائمة طويلة لأن الطماطم وحدها تحتوي على أكثر من 10.000 نوع من الصبغات النباتية المختلفة. بالرغم من انه لا توجد دراسة على الإنسان لمعرفة أي نوع من الصبغات النباتية توقف السرطان فإن الأبحاث التي أجريت على أكثر من 200 دراسة تدعم وتأكد ان الغذاء الذي يحتوي على الحبوب والفواكه والخضراوات يقلل خطر الإصابة بالسرطان . والدراسة على الحيوانات أثبتت أن بعض النباتات الصبغية تمنع المواد السراطانية المحفزة لنمو بعض أنواع معينة من السرطان . مثال ذلك :- فينثايل ازو ثيوسيانيتPHENETHYL ISOTHIOCYANTE((PEITC)) المتوافر في الملفوف والسلق واللفت. فهو يمنع نمو سرطان الرئة في الفئران لأنه يحمي الحمض النووي للخلايا من المادة السرطانية الفعالة الموجودة في التبغ . الباحثون تمكنوا من عزل بعض الصبغات النباتية مما أدى إلى قيام بعض الشركات ببيعها كمصدر غذائي على هيئة حبوب مركزة . ولكن يجب ألا تعتبر بديلا عن الغذاء الطازج . وبسبب أن هناك آلافا منها متوافرة والالآف تكتشف باستمرار فإنه لايوجد مركب غذائي يحتوي على كل المواد التي تحارب السرطان ولحسن الحظ فإن من السهل أن تحصل على جرعة صحية من النباتات الصبغية في كل وجبة مكونة من الفواكه والخضراوات والحبوب. وتختلف عن الفيتامينات بأنها لاتتدمر بالطبخ أو التحضير . ففينثايل ازو ثيوسيانيتPHENETHYL ISOTHIOCYANTE((PEITC))المتوافر في الملفوف والجنستين المتوافر في الصويا متوافرة أيضاً في التوفو تبقى حتى لوعملت بشكل شوربات أو سلطات وبالطبع فإن الذي يطبخ قليلاً تحصل على كل المنافع مثل الصبغات النباتية والفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية.