تتكاثر البلابل في شرق المملكة وفي الأحساء خصوصاً بشكل كبير، فالنخيل والبساتين هي المكان المفضل لتكاثر تلك الطيور، وهناك العشرات من الشباب الذين يهوون تربية تلك الطيور، حيث يصطادونها بواسطة الشباك أو حين تكون صغيرة في أعشاشها. وترتبط البلابل بأصحابها الذين يربونها منذ الأيام الأولى لها في الحياة بشكل كبير. ولا تستطيع ان تفارقها، وبعضهم يعلمها حركات معينة لكي تؤديها.. اليوم التقت ببعض هواة تربية هذه الطيور: بين الذكر والأنثى يقول علي الحمود: البلبل طائر مشهور بصوته الجميل، وبألوانه الزاهية، والذكر يكون عادة أكبر من الأنثى، وناصيته سوداء، وتوجد فيها غرتان في الجانب الأيمن والأيسر، ومنقاره أطول ودقيق، ليتماشى مع حاجته، وتحت ذيله ريش أصفر يميزه، ولونه مائل إلى الرمادي المتوافق مع البيئة التي يعيش فيها. وعن طريقة اصطياده يقول الحمود: تصطاد البلابل عن طريق الشباك الخاصة، أو التربص بأعشاشها التي تكون عادة في سعف النخيل اليابسة أو في أغصان أشجار الليمون الملتفة حول بعضها، فإذا اكتشف الصيادون مكانه فأنهم يتابعون مراحل احتضانه البيض (4 بيضات عادة)، التي تستمر غالباً بين 16 إلى 17 يوماً، وحين تفقس يربط الصياد الفراخ الصغيرة في العش نفسه أو في فرع شجرة أو سعف النخيل، لحين ينمو الزغب وبعض الريش فيه. وهم يخشون من طيرانها حين تتعلم الطيران. وحين يأخذونها من أعشاشها يربونها كما كانت تفعل أمهاتها، ويتميز البلبل بأنه سريع التأقلم مع الإنسان، وان كان في البداية لا يستجيب للمربي، ولكنه يفعل ذلك حين يجوع، حيث يحرك جناحيه ويفتح منقاره ويصدر صفيراً فيقوم المربي بإطعامه تغريره بالخبز والماء أو الفواكه المطحونة، أو اصطياد بعض الحشرات المناسبة لميوله الغذائية فيلتقطها بنفسه. كيفية تعليم الحركات ويذكر صالح العتابي ان المربي يغذي البلبل بواسطة القطارة أو الأصابع، حينها يتعلق البلبل بأصابع المربي حين يحركها، وعندما يقوم المربي بالتصفير مع تحريك يده لندائه يستجيب البلبل بمحاولات تقوى على إثرها أجنحتها ويتعلم الطيران. ويعتقد البعض ان البلبل يعوض حنانه الذي افتقده بسبب أخذه من والديه بلمسات من يد المربي الذي يطعمه حتى يصبح بالغاً، لذلك يطيعه ويلاحقه من مكان إلى آخر. وهنا تكمن المتعة لدى المربي الذي روضه وجعله أليفاً. خطر الانقراض ويذكر علي الحمود ان العمالة الأجنبية التي تعمل في المزارع دخلت على خط اصطياد هذه الطيور، بعد ان وجدوا إقبال الناس على شرائها، لذلك تجدهم يبيعونه في أقفاص على الطرقات التي تربط بين القرى. ويعتقد الحمود ان هناك إبادة تتم بشكل عفوي لهذه الطيور من قبل محبي تربيته، فبعضهم يسيء صيده، بصيد كميات كبيرة، وهذا سيؤدي ربما إلى انقراضه، كما حدث قبل سنوات في البحرين، التي استوردت أعدادا كبيرة منه وأطلقتها في البساتين وفرضت غرامة مالية على من يقوم بصيدها. ويلقي صالح العتابي اللوم على بعض هواة تربية الطيور، الذين يقومون برمي تلك البلابل للصغار ليلعبوا بها حتى تموت في أيديهم.