اذا اردت ان تحكم على عراقة بلد والى اي مدى وصل في مستوى التطور فانظر الى الطرق بطول مسافاتها التي تربط اجزاءه المترامية وستعرف على الفور الاجابة. وقد حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين على الاهتمام بجميع القطاعات التي تعود بالفائدة على ابناء هذا الوطن الغالي.. ومن اهم هذه القطاعات قطاع شبكة الطرق الذي بدوره يسهل عملية الانتقال من مكان لآخر في بلد مترامي الاطراف متنوع التضاريس مثل المملكة ولتسهيل حركة النقل والمرور واختصار المسافات وخفض تكاليف النقل بين المدن وتقليل نسبة الحوادث نفذت وزارة المواصلات مجموعة من الطرق السريعة المزدوجة وفق احدث المواصفات في العالم. حيث وصل مجموع اطوال الطرق التي تم تنفيذها في المملكة 152 ألف كيلو متر من الطرق المسفلتة واكثر من 106 آلاف كم من الطرق الزراعية الممهدة. وبلغت التكاليف الاجمالية لانشاء شبكة الطرق في المملكة من بداية الخطة الاولى للتنمية حتى العام 1420ه اكثر من 132 مليارا وانفق على برامج الصيانة حوالي 15 مليار ريال ومن اهم هذه الطرق طريق الرياضالطائف بطول 750 كم وطريق مكةالمدينة 421 كم وطريق جدة/ مكة بطول 60 كم وطريق الرياضالدمام بطول 383 وطريق المدينةالمنورةتبوك بطول 680 كم وطريق القصيمحائل بطول 305 كم. 300 مليون لانشاء طرق جديدة بالشرقية ومن المناطق التي اخذت نصيبها من شبكة الطرق اسوة ببقية المناطق هي المنطقة الشرقية حيث تمت ترسية مشروعات جديدة بقيمة 300 مليون ريال سيتم تنفيذها خلال 36 شهرا ويتكون المشروع من عدة مراحل وتقوم بتنفيذها شركات وطنية وقد اعتمدت هذه المبالغ في ميزانية العام المالي الحالي 1422/1423ه. ومن هذه الطرق طريق الهفوف/ سلوى/ البطحاء بطول 282 كم. كما تم تنفيذ الجزء الثالث من طريق البطحاء حرض العبيلة بطول 89.90 كم. ومن الطرق السريعة المنفذة ربط مطار الملك فهد بطريق ابن خلدون باجزائه الثلاثة بطول 56 كم. كما قامت وزارة المواصلات بتنفيذ عدد من المشاريع التي سميت بالعقبات وهي 56 عقبة واخرها عقبة المحمدية التي تم وضع حجر الاساس لها عام 1422ه حيث تربط هذه العقبات بين السراة وتهامة في المنطقة الجنوبية والجنوبية الغربية. واعتمدت وزارة المواصلات مبلغ 200 مليون ريال لصيانة كافة الطرق بالمملكة في ميزانية العام الجاري 1423ه. وتنتشر هذه العقبات في المنطقة الجنوبية التي تعتبر من اصعب المناطق واكثرها وعورة لذلك فقد واجهت وزارة المواصلات صعوبة بالغة عند تنفيذ الطرق في المنطقة.. وبسبب هذه الصعوبة فقد نهجت الوزارة نهجا يتمثل في انشاء طرق العقبات التي تربط المنطقة بالمناطق المجاورة وسنركز هنا على الطرق المنفذة في المناطق الجبلية والآثار التنموية الايجابية لهذه الطرق والتي نفذت خلال العشرين سنة الماضية. الطرق في المناطق الجبلية تشكل سلسلة جبال السروات المحاذية لخليج العقبة والبحر الاحمر مانعا طبيعيا يفصل بين سهل تهامة والسفوح الشرقية لهذه السلسلة وتنحدر السفوح الشرقية تدريجيا الى الشرق بينما تنحدر السفوح الغربية بشدة باتجاه سهل تهامة غربا. وكانت البداية في انشاء الطرق في هذه المناطق عام 1383ه وكانت بمواصفات منخفضة نسبيا ويعود السبب في ذلك الى ان التقنيات الفنية كانت محدودة بالاضافة الى قلة الموارد وعلى الرغم من ذلك فقد اسهمت هذه الطرق في البداية في خدمة المواطنين والمزارعين في المناطق النائية. ومع تزايد الموارد وتقدم تقنيات التصميم والانشاء بدأت الوزارة في تحسين مستويات الطرق القديمة القائمة وانشاء طرق جديدة ومن اكبر التحديات التي كانت تواجه هذه العملية هو تحديد مسارات هذه الطرق الرأسية والافقية والتي تمر عبر اراض بالغة الوعورة، نظرا لان الامر لايقتصر فقط على تقليل تكاليف التنفيذ من خلال تقليل كميات القطع، بل يتعدى ذلك الى امور هامة اخرى، منها تثبيت الصخور في مناطق القطع، وحماية المنحدرات، وتثبيت باطن الانفاق، والتأكد من سلامة الجسور. ويتطلب انشاء الطرق في الاراضي الوعرة اما قطع الصخور بأعماق عالية وحفر الانفاق، بتحديد اختيار البديل المناسب وفقا لاعتبارات فنية واقتصادية، مع الاخذ في الاعتبار متطلبات الصيانة اللاحقة. وقد امكن التغلب على اهم المشاكل التي غالبا ما تنتج عن القطع الصخري في المناطق الجبلية والمتمثلة في تساقط وانجراف الصخور، من خلال انشاء شدادات تثبيت الصخور واعمال التكسية لتثبيت المنحدرات في اماكن القطع كما يتم حماية الطريق بتغطية الانحدارات الجانبية بالشباك. اهم طرق العقبات ان طبيعة بعض المناطق في المملكة وبالذات المنطقة الجنوبية الغربية تحتم انشاء طرق تتوافق مع طبيعة المنطقة لذا تم انشاء العديد من طرق العقبات في المنطقة التي تخترق مناطق شديدة الوعورة وصعبة المسالك منها طريق عقبة شعار 14 كم طريق عقبة ضلع 11 كم طريق عقبة الجوة 16 كم طريق عقبة الباحة 25 كم بالاضافة الى عدد آخر من العقبات التي تم انشاؤها في المنطقة. طريق عقبة شعار هذا المشروع احد اهم الطرق التي تم انشاؤها في منطقة عسير، ويبدأ من طريق ابها/ الطائف في نقطة تقع شمال ابها وعلى مسافة 27 كم منها ويبلغ ارتفاع المنطقة الجبلية في نقطة بداية الطريق 2150 مترا عن سطح البحر ويمر الطريق عبر منطقة صعبة المسالك حتى يصل الى مدينة محائل التي ترتفع عن سطح البحر 339 مترا ويحتوي الطريق على 32 جسرا يبلغ متوسط ارتفاع اعمدتها 65 مترا كما يوجد في العقبة 11 نفقا يبلغ اجمالي اطوالها 2186 مترا. وقد ساعد تنفيذ هذا الطريق في ربط اجزاء شبكة الطرق بعضها ببعض وكذلك ربط المناطق الواقعة اعلى السراة بمنطقة تهامة الساحلية وبحق فان هذا الطريق تحفة هندسية جذابة يمتد بانسياب عبر سلسلة جبال السروات وقد بدئ في تنفيذ هذا المشروع عام 1397ه واستغرق تنفيذه خمس سنوات تقريبا وبلغت تكاليف تنفيذه 375 مليون ريال. طريق عقبة ضلع يبدأ طريق عقبة ضلع من ابها الواقعة على قمة جبال السروات ويمتد حتى يصل الى الطريق المؤدي الى الدرب الواقعة في سهول تهامة ويبلغ طول الجزء الواقع في المنطقة الجبلية الوعرة 11 كم وبها 13 جسرا يبلغ اجمالي اطوالها 3400 متر ونفقان طولهما 660 مترا وقد ساهم هذا المشروع في خدمة المنطقة من خلال استكمال ربط شبكة الطرق في سهول تهامة والطرق الواقعة في اعالي جبال السروات بالاضافة الى خدمة بعض القرى والهجر والتجمعات السكانية الواقعة على مسار الطريق. وقد بلغت تكاليف انشاء هذا الطريق 425 مليون ريال تقريبا وقد تعرضت هذه العقبة لانحرافات كبيرة وانهار العديد من الجسور بسبب جريان السيول التي حدثت عقب هطول الامطار الغزيرة التي سقطت على المنطقة عام 1402ه. طريق عقبة الباحة يربط طريق عقبة الباحة الطرق الواقعة في منطقة الباحة في اعالي جبال السروات بالمخواة الواقعة في السهل الساحلي ويبلغ طول الطريق في المنطقة الجبلية 25 كيلو مترا وفيها عدد من الجسور و24 نفقا وقد نفذت بمواصفات هندسية عالية الجودة وبلغ تكاليف انشائها 540 مليون ريال تقريبا واستغرق تنفيذها خمس سنوات. طريق عقبة الجوة يربط عقبة الجوه طريق عسيرنجران بالفرشة الواقعة في تهامة قحطان ويبدأ الطريق من سراة عبيدة ويبلغ طول الطريق في المنطقة الجبلية الوعرة 16 كيلو مترا ويتميز بالانفاق العديدة المنفذة على طول الطريق من نوع قالري والتي تتميز بفتحاتها الجانبية التي تعطي النفق اضاءة طبيعية جيدة ويبلغ عدد هذه الانفاق 23 نفقا بطول اجمالي 1871 مترا وقد بلغت تكاليف انشاء الطريق 523 مليون ريال تقريبا واستغرق تنفيذها خمس سنوات. تقنية تصميم وتنفيذ طرق العقبات تربط العقبات مناطق مرتفعة جدا عن سطح البحر بمناطق منخفضة الارتفاع من خلال المرور بمناطق وعرة المسالك ويتطلب تنفيذ هذه الطرق عددا من الامور الهامة منها: 1 انشاء جسور ذات ارتفاعات شاهقة: يتطلب انشاء طريق العقبات انشاء جسور لعبور الاخاديد تفاديا لعمليات القطع في المنحدرات ومن اهم العوائق التي واجهت هذه العملية هو الوصول الى مواقع الجسور وقد تطلب ذلك انشاء العديد من الطرق المؤقتة الشديدة الانحدار وقد استخدمت الجسور المكونة من كمرات الصلب في القطاعات العليا الشديدة الانحدار بينما استخدمت الجسور الخرسانية في المناطق المنبسطة بالقرب من السهول. 2 شق الانفاق: يتطلب انشاء الطرق في المناطق الجبلية شق انفاق عبر الكتل الصخرية وقد استخدمت الطريقة النمساوية في شق معظم الانفاق في المملكة ومن اهم خصائص هذه الطريقة اعتمادها للكتلة الصخرية المجاورة مباشرة لمنطقة حفر النفق كعامل مشارك في تحمل العبء مع عناصر الاسناد الاخرى وهذا ما يسمى "الحلقة الخارجية" التي يتم تثبيتها بتلبيس جدرانها عن طرق الرش ببطانة خرسانية رملية وكذلك رتق حجارتها بشكل منظم ويعين تسليح الحفرة ببطانة الانفاق المؤقتة شبه الصلبة على الحد من تشوه جدران محيطها كما يمنع في الوقت نفسه التخلخل المضر بكتلة الصخر والذي قد يؤدي الى ضعف كبير في قوة متغيرات الصخور الاساسية. اما ما يتعلق بجانب الامن والسلامة في الانفاق بعد فتحها لحركة المرور فان الامر يتطلب انارة وتهوية بعض الانفاق ذات الاطوال العالية وكذلك تزويد الجدران الجانبية بالعواكس التي توضح حدود النفق. 3 نظرا لان تنفيذ طرق العقبات يتطلب قطع مناطق صخرية بارتفاعات كبيرة فان الامر يتطلب حماية ميول القطع تفاديا لتساقط الصخور باتجاه الطريق وهناك عدة اساليب لذلك ويتحدد النوع المناسب وفقا لعدة اعتبارات اهمها نوعية الصخور.. ومن اهم الاساليب التي استخدمت في تثبيت الصخور في العقبات التمليط بالجونيت عتبة الشد، الألواح الشبكية، مسامير التثبيت. 4 كما يتطلب الامر تحديد مسار الطريق الرأسي والافقي لتحقيق ميل طولي مناسب يسمح بعبور جميع المركبات وبالذات الشاحنات بيسر وسهولة بالاضافة الى ضرورة تكثيف متطلبات السلامة المتعلقة بحماية جوانب الطريق تفاديا لسقوط المركبات وتزويد الطرق بما تحتاجه من عواكس واشارات ودهانات وايجاد مواقف طوارئ يمكن استخدامها في حالة تعطل المركبات. اثر تنفيذ الطرق في المناطق الجبلية على تنمية تلك المناطق تكون المناطق الجبلية في الغالب منعزلة عن المناطق الاخرى بسبب صعوبة المسالك والطرق التي تربط بينها وهذا ما كان عليه الحال في السابق في بعض المناطق الجبلية الوعرة في المملكة فعلى سبيل المثال كانت المناطق الجنوبية الغربية ذات التضاريس الوعرة منعزلة الى حد ما عن باقي المناطق حيث كانت الدواب هي وسيلة النقل وهذا اثر بالطبع على نمو المنطقة من النواحي الاقتصادية والزراعية والسياحية وغيرها. ومع بزوغ فجر التنمية في البلاد والبدء في انشاء الطرق التي ربطت تلك المناطق بعضها ببعض وربطتها كذلك بالمناطق الاخرى انعكس ذلك على جوانب الحياة المختلفة في تلك المناطق وظهر اثر الطرق في تنمية المنطقة حتى اصبح ذلك واقعا ملموسا وكان لانشاء الطرق اثر ايجابي على توسيع الانتاج الزراعي والحيواني حيث ساهمت الطرق في نقل وتوزيع هذه المنتجات الى مناطق الاستهلاك حيث كان من الصعب توزيعها دون وجود طرق مناسبة فلما تهيأت الطرق المسفلتة تسنى نقل هذا الانتاج الزراعي والحيواني الوفير الى المناطق الاخرى التي هي في امس الحاجة اليه وادى هذا الى الاستغناء عن استيراد مثل هذا الانتاج من خارج المملكة وبذلك اسهمت الطرق في تحقيق العديد من الفوائد الاقتصادية لسكان تلك المناطق بالذات وللوطن بشكل عام. من جانب آخر فان المناطق الجبلية من اكثر مناطق المملكة جمالا وتنوعا في الموارد الاقتصادية الطبيعية حيث تشتهر بتوافر الامكانيات السياحية لاعتدال مناخها خاصة في فصل الصيف وبسبب وعورة المنطقة فقد كانت تعاني من صعوبة حركة الانتقال بين مناطقها المختلفة مما اثر سلبيا على تنميتها سياحيا. وكان لشق الطرق في هذه المناطق وتنفيذ طرق الربط اثر ايجابي فعال في تطوير النشاط السياحي وشهدت تلك المناطق اقبالا متزايدا من المصطافين نظرا لسهولة انسياب الحركة المرورية الى المواقع السياحية كما ساهمت الطرق وبشكل عام في نشر التعليم وتوفير الخدمات الصحية وتنمية الجوانب الاجتماعية والصناعية وغيرها من الجوانب ذات الصلة المباشرة بحياة الفرد. 10 مليارات ريال لانشاء سكك حديدية لربط المملكة بعضها البعض تسعى المملكة ممثلة في وزارة المواصلات والمؤسسة العامة للسكك الحديدية الى تطوير هذه المشاريع الحيوية حيث يوجد حاليا خط يربط المنطقة الشرقيةبالرياض مارا بالاحساء ويخدم شريحة من المواطنين والوافدين سواء عن طريق نقل الركاب او البضائع وتسعى الوزارة لتطوير هذا المشروع بحيث يكون من الرياض الى المدينةوجدة ومن الجبيل الى الدمام بحيث تتم الاستفادة منه بشكل اكبر لما يتوافر في مدينة الجبيل من مصانع. ويتكلف مشروع ربط مدن المملكة بطرق السكك الحديدية حوالي 10 مليارات ريال وسوف تكون للقطاع الخاص حصة كبيرة من هذه المشاريع وفتح مجال الاستثمار في هذا المجال.