مما لاشك فيه ان العودة الى المدرسة بما تحمله من بهجة وفرحة وسرور لاولادنا بعد الاجازة الصيفية الطويلة وذلك بملاقاة اصدقائهم ومدرسيهم وأساتذتهم، الا انها تحمل الكثير من المخاطر والامراض التي يمكن ان تصيب الطفل وتؤدي الى العديد من المتاعب له ولاسرته. ومن اهم هذه المخاطر هي الامراض المعدية التي تنتقل للطفل في المدرسة وعنها يحدثنا الاستاذ الدكتور/ محمد سامي الشيمي الاستشاري واستاذ طب الاطفال فيقول ان الاطفال في المدرسة معرضون اكثر للاصابة بالامراض المعدية بنسبة تصل من 2 الى 18 ضعفا وذلك على حسب العديد من العوامل خاصة طبيعة المرض الذي يصاب به الطفل. وقد اثبتت العديد من الدراسات الحديثة ان الامراض المعدية اذا وجدت تنتقل بين الاطفال في المدارس، بسرعة وذلك لان الميكروبات المسببة لها تكون اشد خطورة ووطأة ومقاومة للمضادات الحيوية بنسبة تصل من 2 4 اضعاف مما يسبب طول فترة المرض للطفل واحتياجه للعلاج لمدة اطول عن الظروف العادية. وتعتمد خطورة العدوى في المدرسة على العديد من العوامل مثل عمر الطفل حيث ثبت انه كلما قل عمر الطفل تكون اصابته اكثر واشد، كذلك حالته الصحية بصفة عامة وقوة جهاز المناعة لديه بصفة خاصة. كما ان درجة حرارة الجو تؤثر على نوعية المرض حيث تختلف الامراض التي تصيب الطفل في الشتاءعنهافي الصيف فتكثر الاصابة بأمراض الجهاز التنفسي في الشتاء بينما تكثر الاصابة بالنزلات المعوية في الصيف. كما ان تصميم ومكان بناء المدرسة والفصول ومدى كثافتها بالطلاب وطريقة توزيع اماكن الجلوس بالفصل يمكن ان يكون لها دور كبير في اصابة الطفل بنزلات البرد والامراض الاخرى. واخيرا لا ننسى نوعية الميكروب نفسه، حيث ان هناك العديد من الميكروبات سريعة الانتشار وخاصة في الاماكن المزدحمة والتي يمكن ان تصيب عددا كبيرا من الاطفال في وقت قصير جدا. ومن اهم هذه الامراض، يقول الدكتور/ سامي الشيمي. ان امراض الجهاز التنفسي من اهم هذه الامراض والتي تنتقل عن طريق الرذاذ وتسببها العديد من الفيروسات مثل الانفلونزا والميكروبات المختلفة مثل الميكروب السبحي والسعال الديكي والدرن وهي تؤدي الي اصابة الطفل بنزلات البرد واحتقان الحلق واللوزتين والتهابات الاذن الوسطى والجيوب الانفية علاوة على النزلات الشعبية والالتهابات الرئوية. اما امراض الجهاز الهضمي واهمها النزلات المعوية والاسهال والتهاب الكبد الوبائي (أ) والتي تصيب الاطفال من مرتين الى 3 اضعاف اكثر في المدرسة وتسببها بعض الفيروسات والطفيليات المختلفة والبكتيريا وتحدث العدوى بها عن طريق تناول بعض الاطعمة والمشروبات الملوثة وكذلك من دورات المياه. كذلك الامراض الجلدية والتي تنتقل عن طريق التلامس وتؤدي الى الالتهابات الجلدية والاصابة بحشرات الجلد مثل الجرب والقمل وخلافه. ويجب ان نؤكد هنا ان الكثير من هذه الامراض تكون خطيرة جدا على صحة وحياة الطفل وتنتقل خاصة في الاماكن المزدحمة مثل الحمى الشوكية والهربس والحصبة والغدة والسعال الديكي وخلافه ولذا يتم تطعيم الاطفال ضدها للوقاية من خطورتها. وتجدر الاشارة هنا الى ان معظم هذه الامراض قد تنتقل للطفل عن طريق زملائه في المدرسة او من العاملين بالمدرسة وخلافهم. كما ان الكثير من هذه الامراض تصيب الاطفال اساسا ونادرا ما تصيب الكبار مثل شلل الاطفال والجديري والحصبة وخلافه، وان بعض هذه الامراض يمكن ان يحملها الطفل الى اخوته في المنزل ويؤدي الى اصابتهم. والاخطر من ذلك انه يمكن ان ينقلها الى امه وابيه خاصة الام الحامل مثل الحصبة الالمانية والجديري وفيروس السيتوميجالو والذي ينتقل بنسبة 8 20% الى المخالطين للطفل ويمكن ان تؤدي هذه الامراض الى اصابة الجنين بالتشوهات الخلقية اوالوفاة. وعن كيفية وقاية الاطفال من هذه الامراض فان المسئولية تقع بدرجة كبيرة على الام والاب. فيجب فحص الاطفال دوريا قبل دخولهم المدرسة للاطمئنان على صحتهم وخاصة جهاز المناعة لديهم والتأكد من استكمال التطعيمات الاساسية لهم قبل دخول المدرسة وهي ضد 10 امراض هي شلل الاطفال والدفتريا والتيتانوس والسعال الديكي والانفلونزا البكتيرية والتهاب الكبد الوبائي والتهاب الحصبة والحصبة الالمانية والغدة النكفية والجديري كذلك يجب مراجعة الطفل يوميا قبل الذهاب للمدرسة ومنعه من الذهاب للمدرسة اذا ظهرت عليه اي علامات للمرض حتى لاتزداد اصابته وطأة ويؤدي كذلك الى نقل العدوى لزملائه، مع الاهتمام بتغذية الاطفال والتأكد من نظافة وجودة الطعام والشراب الذي يأخذه الطفل معه الى المدرسة وبقدر الامكان عدم تناوله اغذية خارجية غير معلومة المصدر في المدرسة. كذلك الاهتمام بالنظافة الشخصية للطفل مع اكسابه عادة غسل اليدين جيدا خاصة في دورات المياه. ولايمكن ان ننسى مسئولية المدرسة والمدرسين واهمية ان تكون الفصول جيدة التهوية وليست مزدحمة بالطلاب وضرورة ملاحظة الاطفال عند قدومهم صباحا للمدرسة والاهتمام بالنظافة الشخصة لديهم ونظافة ابنية المدرسة خاصة دورات المياه والطرقات واماكن الازدحام بالمدرسة. واخيرا، فان اطفالنا هم أمانة في اعناقنا يجب ان نحافظ عليهم حتى يمكن ان نربي جيلا سليما يخدم وطنه وربه ويكون لبنة في بناء هذا المجتمع.