أين انت اليوم يا سراجا اضاء الكون بنوره؟ أين أنت يا من اشعل بالافئدة نار الفجيعة؟ لاتقل أنك راحل في رحلة ابدية.. ذاهب غير آيب...؟! كل بعد يهون.. وكل صخب بعده سكون.. وكل مسافر ترجى عودته.. الا بعدك يا نوار الدنيا ليس مثله بعد.. وصم بالقلب حسرة.. وبالروح حرقة.. وبالعين دمعة.. ورسم على الملامح حزنا طويلا لايستكين. @ أواه.. عليك أيها الغالي.. لن تعود بعد اليوم.. لن تزف مقدمك تباشير الصباح.. لن تقف على شرفات الحياة.. طيور ابتسامتك.. لن نسمع بعد اليوم.. عبارة (اخراج عبدالله بن صوت الحربي). @ فقدك المكان الذي عطرته بحضورك البهي. فقدك الزمان الذي أضاء وجودك زواياه المعتمة.. سافرت سفرا طويلا.. لا ترجى من ورائه عودة. سافرت صوب جزر الغياب.. حيث أقلتك مراكب الموت عبر دروب الجنائز.. بعد ان حثك على الرحيل البحر الغادر.. @ أردت ان تكتشف تفاصيل المكان.. وآثار الزمان وترسم بلوحة بصرك روعة كل شيء كروعة روحك الطاهرة النقية المتجردة من اوثان الانا وأبت نوارس البحر الا ان تحلق معك بعيدا وترافقك مع آخر خيط من خيوط الشمس الآيبة.. ليلة رحيلها.. أردت أن ترافقها الى حيث تخومها البعيدة. @ سرقتك منا يا أغلى الناس.. الا تدري انك انت نبض الافئدة.. وضوء العيون. آلا تدري.. اننا بدونك ليل ليس له نهار.. ودار ليس لها مزار؟! أبكيك.. وسأظل أبكيك.. العمر كله. @ استقبلتك المدينة.. قبل رحيلك بأسبوع.. وطفت بيوتها بيتا بيتا.. الاحباء والاصدقاء وكأنك تودعهم وتلقي عليهم النظرة الاخيرة قبل الرحيل المر.. وكنت تسير بشوارعها وتسترجع طفولتك الجميلة.. حتى اصدقاء الطفولة والدراسة التقيت فيهم واستعدت معهم ذكريات الطفولة.. ولم تفوت وجودك بالمدينة.. فكنت تصلي كل الاوقات بالحرم النبوي والضحى في مسجد قباء. @ أواه.. عليك (خالي) بكيتك.. وليت البكاء يرد غائبا.. ليت الدموع وان سكبت تعيد الروح لجسدك الطاهر. ليت الارواح تساق فداء لروحك الغالية.. لفديناك بأرواحنا وكل ما نملك لتبقى بيننا حيا. @ ليتك ترى افئدة احبتك ذابت من حرائق لوعتك.. وفجيعتك... @ ليتك ترى عيون الصغار والكبار.. نساء ورجالا.. الذين اغدقت عليهم جودك وكرمك.. وحبك وحنانك.. وهي تسكب جمر فقدك.. وتزفر لوعة غيابك وتمطر عليك سحائب الدعاء الذي خشعت من صدقه القلوب. @ ليتك ترى كل البيوت.. في المدينة.. والرياض.. والقصيم وهي تفتح ابوابها تستقبل المعزين فيك.. وتدفقهم زرفات.. زرفات.. وقد كساهم الذهول وآلمهم المصاب.. ورسم الحزن معالمه على وجوههم.. لانهم احبوك وعرفوا فيك الدين والخلق القويم والاستقامة والامانة وصلة الرحم والتواصل مع الآخرين والسؤال عنهم وعن احوالهم. كنت رمزا للحيوية والشباب والنشاط والعطاء اللامحدود كنت تضفي على المكان الذي تكون فيه بهجة وحبورا.. وتعلق قناديل الامل والابتسام والحيوية والحب في مكان تعطره في حضورك. @ ولكن ما أراحنا ما نقله المشيعون.. عن ذلك النور الذي يشع منك والبياض الذي غطاك.. ونطقك للشهادة وبعدها سلمت الروح.. رحمك الله رحمة واسعة وجعل جنة النعيم مثواك وصبرنا الله على فقدك وصبر ابناءك (تركي سلطان ماجد نواف نايف تهاني أماني نجلاء). @ لك فقط يانايف.. كم كان والدك شديد التعلق فيك لانك الاصغر وكم كنت انت ايضا متعلقا فيه. نايف.. قبل سيارة والدك كما كنت تفعل كلما غاب.. قبلها طويلا لان غيابه سيطول انه غياب أبدي.. وحينما تكبر سوف تكتشف حقيقة غيابه.. وسوف تعرف كم كان ابوك انسانا عظيما.. قلما تجد مثله.