اكد مستثمرون زراعيون على اهمية التوجه الاستثماري في قطاع الزراعة الوطنية، من اجل الوصول الى منتج نظيف وصحي بدلا من الاستثمار في قطاع استيراد مواد غذائية من مصادر غير مأمونة وانتاج يحتوي على مواد ضارة. ويرى هؤلاء ان من الاهمية بمكان في الوقت الحاضر تكثيف العمل على تطوير الانتاج الزراعي المحلي بما يشمل قطاعات الدواجن والاسماك والابقار والسعي الدائم لحل مشاكل هذا القطاع والتي تدور اغلبها حول الجانب التسويقي وجانب استخدام الوسائل الاحدث في الانتاج والتي تضمن للمستهلك المحلي منتجات ارقى وافضل مثلما هو حاصل في قطاع الالبان على سبيل المثال. جاء ذلك على اثر ما اوردته وزارة التجارة مؤخرا من صدور استمرار حظر الاستيراد على المشروبات الغازية ولحوم الدواجن بانواعها، ولحوم الفسيلة البقرية القادمة من دول غرب اوروبا لاحتوائها على هرمونات صناعية محرمة وذلك في بيانات صدرت في اوقات متفرقة خلال الاسابيع الثلاثة الماضية. وقالت الوزارة انه بناء على ماورد من الجهات الرسمية المختصة من ان الوكالة البلجيكية للامن الغذائي قد اعلنت عن اكتشاف بعض الهرمونات التي تسبب الاصابة بالسرطان في اغذية حيوانية وفي المشروبات الغازية وان الاختبارات العلمية كشفت ان 15 دولة في الاتحاد الاوروبي من بينها بلجيكا وايطاليا وهولندا والمانيا وفرنسا واسبانيا وايرلندا تستخدم هرمونات غير مشروعة في علف حيوانات انتاج اللحوم وكذلك المشروبات الغازية وهي هرمونات تسبب السرطان والعقم. وذلك على الرغم من حظر استخدامها في دول الاتحاد الاوروبي كما تم اكتشاف شراب سكري "قطر الجلوكوز" صنعته احدى الشركات البلجيكية من نفايات الادوية الملوثة بهذه الهرمونات وباعته لشركات اوروبية استخدمته في صناعة اغذية الحيوانات والمشروبات الغازية ولم يتم التصريح بأسماء هذه الشركات او المشروبات الغازية حتى الآن. بناء على ذلك قررت الوزارة فرض حظر مؤقت على استيراد جميع المشروبات الغازية ومنتجاتها ولحوم الدواجن المبردة والمجمدة والمعلبة ومنتجاتها من دول الاتحاد الاوروبي بسبب تلوثها بالهرمونات الصناعية الضارة بصحة وسلامة الانسان. واشارت الوزارة الى معلومات من اللجنة الدائمة للاغذية والصحة الحيوانية التابعة للاتحاد الاوروبي التي قررت وقف عمل 65 شركة تقوم بتصنيع الاغذية الحيوانية وكذلك منع بيع منتجات 300 مزرعة لانتاج الخنازير والدواجن حيث تم الزام هولندا بإرسال قائمة باسماء الشركات المتورطة واعلام دول الاتحاد الاوروبي بنتائج التحقيقات والتحاليل المخبرية. وبموجب تلك المعلومات قررت الوزارة حظر التعامل مع شركة كارا انترناشيونال الايرلندية المخصصة في معالجة النفايات التي باعت الى احدى الشركات البلجيكية منتجات تحتوي على هرمونات اصطناعية محرمة. ونوهت الوزارة بأن الوضع الصحي القائم في بلاد اوروبا يحتم استمرار الحظر المفروض على استيراد لحوم الفصيلة البقرية ولحوم الاغنام من دول الاتحاد الاوروبي بدون استثناء بسبب انتشار مرض جنون البقر في تلك الدول واستمرار بعض هذه الدول في استخدام طحين بقايا اللحوم والعظام والهرمونات الضارة في تغذية الحيوانات. على ضوء كل ذلك يعرب المستثمرون الزراعيون عن املهم في الاستفادة من المعلومات التي اوردتها الوزارة والتي تتحدث عن امراض خطيرة يتم استيرادها فهي اشبه ب "السم في العسل" معتبرين ان البديل المحلي هو الافضل من بين الخيارات لتوفير حاجة البلاد من المواد الغذائية.