قال تعالى (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد).. خلق الانسان من طين، خلق عيسى من غير أب، خلق ناقة صالح وفصيلها على نحو ذلك كما جاء في الروايات، قضية الاستنساخ البشري قضية متشعبة الجوانب تتطلب بحثا جديا من اطراف عديدة، وتخصصات مختلفة اهمها الدين والاخلاق. ومن اهم الحقائق الاسلامية الاساسية للحديث في هذه القضية، اهتمام الاسلام بكرامة الانسان الذي هو خليفة الله في الارض. وحفظ الانساب، وتحريم زواج المحارم، وتطبيق نظام المواريث، والاهتمام بالوالدين والاحسان اليهما، وقد قرن الله رضاه عز وجل برضاهما، وحرص الاسلام ايضا على تكوين الاسرة السعيدة المترابطة القوية الجذور وتوفير كل ما يقوي الروابط بين الوالدين وذريتهما ويوفر اسباب النجاح لاستمرار العلاقة الزوجية وتكوين مجتمعات قوية صالحة، فمن هذا المستنسخ الغريب؟ حتى لو ان هناك تشابها كبيرا بين المستنسخ والمستنسخ منه؟ وما الصلة بينهما؟ ومن يكون؟ فاذا كان الاستنساخ من خلية فما نسبته من الشخص الذي انتزعت منه ا لخلية امرأة كانت ام رجلا؟ وبالطبع ليس له اب قطعا لان النسبة تابعة للاب وعن طريق التلقيح الطبيعي لتكوين الكائن الحي (ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين) والاغرب ايضا اذا اخذت الخلية من جسد امرأة فهل هي ام لهذا المستنسخ البشري؟ والمعروف ان النسبة للام اذا كان الكائن خلق من بويضتها بالتأكيد، ولن تكون له أب، ولامجال للجزم بأنه اخ لصاحب الخلية لان الاخوة تتطلب مشاركة الاخوين في احد الابوين. مسألة محيرة ومعقدة.. وقيام ضجة عالمية بين مؤيد ومعارض، لما تنطوي عليه من سلبيات ومشاكل وجرائم قد تحدث نتيجة لذلك، كانتاج كائن حي خارج نطاق الاسرة، واستخدام المجرمين للهروب من العدالة، وظهور العديد من المشاكل الاخلاقية، والنتائج الاجرامية، كما انه لايتم نجاح اي عملية الا وتسبقها تجارب فاشلة قبل ان ينتج الكائن الحي المطلوب (كائن حي نتيجة تجربة فاشلة نهايته سلة النفايات) لا اعتقد ان امورا كتلك توافق احكام الشريعة الاسلامية مهما كانت الظروف. بالرغم من انها علم والعلم فريضة اسلامية، والكون كله مجال للبحث العلمي بلا حدود. ولكن قضية الاستنساخ البشري ليست مجرد قضية علمية تخص العلماء وحدهم، وانما هي قضية انسانية عامة تخص الانسان اينما كان، قضية دينية واخلاقية قبل ان تكون علما، وآثارها بعيدة المدى على حياة النوع البشري كله في مستقبل الايام.. وبناء على معلوماتي المتواضعة في هذا المجال كتبت، واسئلة كثيرة تتبادر للذهن، ويحتار لها العقل.. ومن ضمنها هل هناك حقوق تترتب شرعا بين الخلية وصاحبها؟ ولو اعتبر بحكم الاجنبي فما حكمه من حيث زواجه ممن لو كان ابنا او اخا لصاحب الخلية؟ اما بالنسبة لاستنساخ الاعضاء فأمرها يهون على ما اظن، والله اعلم.. وما اكثر رجال الدين والفقهاء في بلادنا الحبيبة، وفقهم الله واعانهم على تحقيق الحقائق وايضاحها، وبيان احكامها الشرعية في هذا المجال وفي كل مستجدات الحضارة المعاصرة فيما هو صلاح للبشرية او وبال عليها، ونحن في امس الحاجة لهم ولهذا التوضيح. وما كتبته انما هو قطرة في بحر. أنيسة الشريف مكي