الرجل (بن افليك) ليس الشخص الذي تريده ان ينقذ من الهلاك النووي على ايدي الروس. غير ان هذا العبء بالتحديد ملقى على عاتقه في فيلم (اقصى ما نخشاه) وهو الرابع من روايات توم كلانسي التي تصل الى الشاشة الكبيرة. وافليك هو الممثل الرابع الذي يلعب النجومية في دور خبير السي. اي. ايه جاك رايان ولكنه ليس اليك بالدوين الذي لم يكن اقل مهارة في القيام باول ادوار رايان في التسعينات بل انه ليس حتى ستيفن بالدوين. بن افليك اسر عندما يهب على الشاشة بالنسيم في دور مساعد الا انه يصبح متعثرا عندما تسند اليه مهمة البطولة. الا ان ذلك ليس الثغرة الوحيدة في طاقم فيلمه الاخير ففي اقتباسهما السينمائي لرواية (اقصى ما نخشاه) حول الكاتبان دانيال باين وبول اتاناسيو (الناقد السينمائي السابق لصحيفة واشنطن بوست) الى مبتدىء في الثامنة والعشرين من عمره. ولكن الفيلم ليس مبنيا على العودة الى قصة قديمة، بل ان احداثها تدور في الحاضر. الا ان رايان، في الكتاب وفي الافلام السابقة، هو من خبراء السي. اي. ايه. المخضرمين وقد ترقى من وظيفة محلل حتى اصبح مديرا لوكالة الاستخبارات وعليه، تتواجد شخصيته في زيغ زمني يبدو اشبه باهانة موجهة الى المعجبين بالمؤلف ورواياته، وعددهم كبير جدا. (كلانسي بدوره لا يبدو انه قد مانع في التحريف الزمني. وهو المنتج المنفذ للفيلم). ثم هناك الحبكة: قنبلة نووية كانت قد "فقدت" في العام 1973 (وبالله، كيف تفقد قنبلة نووية؟) يتم العثور عليها في العام 1973 في الشرق الاوسط ويشتريها زعيم نيونازي اوروبي (يلعب دوره الن بيتس)، ويخبئها داخل ماكينة سجائر ويضعها داخل ملعب كرة القدم في بالطيمور خلال مباريات البطولة (سوبر باول)، على امل انه اذا انفجرت ستحمل الشكوك وعدم الثقة المتبقية منذ مرحلة الحرب الباردة الولاياتالمتحدة على اتهام روسيا، فيدمر البلدان العظيمان بعضهما بعضا. وتشار المصادفات ان يكون رايان قد انتهى لتوه من كتابة دراسة عن الرئيس الروسي الجديد (يلعب الدور كياران هيندز) وهو واثق من ان الزعيم الروسي ليس مسؤولا عن الانفجار. وطبيعي ان لا احد يصدقه لا مدير السي. اي. ايه (مورغان فريمان)، ولا وزير الدفاع (فيليب بيكر هول) المعتبر من الصقور في الادارة الامريكية، ولا وزير الخارجية (رون ريفكين) المصنف في فئة الحمائم، وحتما ولا الرئيس متبلد الذهن (جيمس كرومويل). وكل هؤلاء الممثلين يطغون بحضورهم على بن افليك ومع ذلك يشعرون ان مواهبهم لم تستغل على الوجه الاكمل. وعليه، عندما تنفجر القنبلة في النهاية ينجو رايان من الموت باعجوبة عندما تسقط طائرة الهليكوبتر التي يستقلها بفعل عنف الانفجار، ببعض الخدوش على وجهه الصبياني، لكي يهرع للقيام بمهمة صانع السلام. وتخرج كاثي (بريدجت موينيهان) ايضا من الانفجار ببعض الخدوش، مع انها كانت واقفة قرب حائط كله نوافذ في المستشفى ويقذفها الانفجار الى الجانب الاخر من الغرفة. ويأتي الانفجار في منتصف مدة عرض الفيلم، ولذلك نشهد عواقبه التي تبدو شبيهة بمضاعفات حادث 11 سبتمبر الدخان والفوضى وصفارات الاسعاف والاطفاء والرماد الذي يغطي كل شيء، بل وان عمال الانقاذ يشيرون الى موقع الانفجار بتعبير هو نفس التعبير الذي استعمل، في وصف موقع برجي مركز التجارة العالميه في نيويورك. غير ان المخرج فيل الدن روبنسون بالكاد يأبه لألوف الاشخاص الذين ماتوا في الانفجار، واقل من ذلك اهتمامه بالاشعاع، بل كل ما يهمه هدير المقاتلات النفاثة والصواريخ الزاعقة التي تنطلق للرد على الهجوم النووي. والامر الاكثر اثارة هو النشاط السري الذي يقوم به عميل السي. اي. ايه (ليف سكرابير) من اجل اكتشاف زارع القنبلة النووية، ويضفي سكرابير الى المشاهد الكثير من الحضور والجاذبية والفكاهة الى المشاهد الى درجة تجعل البعض يفكر انه كان من الافضل ان يسند عليه دور جاك ريان بدلا من افليك. الفيلم من توزيع بارامونت ويكثر فيه العنف ومشاهد الكوارث ويستغرق عرضه 118 دقيقة.