عزيزي رئيس التحرير تعودت دائما ان أكتب عن نجاح الأمهات في تربية أولادهن وبناتهن .. وكيف تضحي الامهات بسعادتهن وحياتهن ووقتهن ومالهن في سبيل سعادة الأبناء والبنات ..وقد أوردت عدة قصص حقيقة من الواقع الذي عشته عن أمهات اعددن أبناءهن وبناتهن إعدادا طيب الأعراق وتبوأ الأبناء والبنات مواقع مستقبلية ناجحة والفضل يرجع لله سبحانه وتعالى ومن ثم لأمهاتهن .. بينما الآباء لاهون يلهثون وراء توفير لقمة العيش للأسرة بأكملها. ولكن ولمزيد من الأسف ان بعض الأبناء الذين يفشلون في حياتهم بصورة عامة يرجعون فشلهم الى ( تدليع) أبنائهم وبالأخص الوقوف في وجه آبائهم القساة أو بعبارة أخرى تربيتهم تربية دقيقة القصد منها تحقيق نجاحهم وإنقاذهم من الفشل. وبالأمس القريب اطلعت على جريمة في احدى الصحف العربية ارتكبها ولد عاق أقدم على قتل والده وذلك أن فاجأه وأمسك بماسورة حديدية وانهال بها على رأس أبيه حتى سقط قتيلا .. وذلك بسبب محاولة الوالد ثني ابنه عن ترك التصرفات السيئة والانتباه إلى دراسته .. كانت نصيحة الأب الصادقة المخلصة والتي اعترف بها الابن بعد أن فاق من سكرته وجاءته فكرته اتهم والدته في أسباب هذه الجريمة الشنعاء حينما تم القبض عليه بعد تحديد مكانه وتوجهت قوة من رجال المباحث وألقت القبض عليه .. وفي التحقيقات وقف الابن مذهولا غير مصدق أنه أنهى حياة والده وقال الابن القاتل: والدتي هي السبب فلا تلوموني .. فهي دائما التي كانت تحرضني على السير على هواي وفعل ما يحلو لي .. وكانت النتيجة الطبيعية أنني تحولت الى إنسان فاشل .. كل زملائي في الدراسة تقدموا وحصلوا على شهادتهم أما أنا فبقيت بلا شهادة لا هم لي سوى إنفاق فلوس والدي في السهرات ..حاولت الوقوف مع نفسي كثيرا لكني كنت أفشل في تقويمها .. حتى الفتاة التي أحببتها كانت طامعة في فلوسي تمسكت بها لأني أحببتها ولأن والدي رجل له خبرة فقد كان يعلم ذلك ورفض الموافقة على زواجي من هذه الفتاة واردت ان انتشلها من حياة الفقر التي عانت منها ورغم ذلك ويكمل الابن اعترافه بالقول: وفي ليلة الحادث عدت وأنا فاقد الوعي وبدون ان أدري ضربت والدي على رأسه ..لكني الآن نادم على جريمتي فقد ضاعت حياتي كلها ..والسبب (أمي). تصوروا يا سادة يا كرام ما يقوله هذا الابن العاق والفاشل والذي يرجع جريمته إلى اهتمام والدته واعتبر هذا الاهتمام "تدليع" لذا أنا أدعو جميع الأمهات بان يحذرن من إعطاء أولادهن ( النور الأخضر) في تصرفاتهم والا تكون لهن معاملة تختلف عن معاملة الآباء .. لابد وأن يتفق الطرفان .. الوالد والوالدة على خطة تربوية.. ليست قاسية ولا لينه ..حتى لا توجه التهمة في حالة الفشل إلى أحد منهما .. لان النجاح عادة لا يوجه لاحد من أولياء الأمور بل للابن نفسه هكذا هي الحياة. د/ محسن الشيخ آل حسان