قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أن الله يحب الرفق ويرضاه. ويعين عليه مالا يعين على العنف". فكيف تستطيع أخي المسلم- من خلال هذا الحديث النبوي الذي بين يديك أن تعامل الناس بخلق الرفق/ الذي يحبه الله ويرضاه؟ * أو كيف يمكن أن تكون العلاقة بين الناس مبنية على أساس الاحترام.. والثقة.. والمحبة فيما بينهم؟ * تعال معي لنتعرف سوية على مبادئ وأسس من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية في التعامل بخلق العطف.. والرحمة.. واللين. 1) الرفق مع من حولك.. والرحمة بهم.. وتحسين خلقك معهم، يدعوهم لمحبتك.. والإصغاء إليك.. وامتثال أوامرك. قال تعالى: " فبما رحمة من الله لنت لهم. ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك" ( آل عمران- 159). 2) الترحيب بمن تتعامل معهم: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله: جئت أطلب العلم. فقال عليه الصلاة والسلام: "مرحباً بطالب العلم". 3) الثناء على من يستحق الثناء والتشجيع، وقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعض شباب الصحابة، وجودة قراءتهم فقال: " خذوا القرآن من أربعة: من ابن أم عبد ( يعني: عبد الله بن مسعود) ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وسالم مولى أبي حذيفة" * فتشجيع الأب لأبنائه يكسبه محبتهم، واحترامهم، وثقتهم. 4) إعطاء الأبناء حرية النقاش.. والإصغاء إليهم.. وتوجيههم برفق ولين وإرشادهم إلى الصواب.. من منهج السلف الصالح ( في التربية والتعليم). لمن حولهم.. 5) غض البصر عن الأخطاء البسيطة، والتغافل عن الهفوات مع المتابعة من حسن سياسة الوالد مع أبنائه والمعلم مع تلاميذه والرجل مع إخوانه وأصدقائه، وهذا يزيل التوتر من نفوسهم. 6) استعمال الألقاب.. والألفاظ الحسنة.. يجعل نفسية من تتعامل معه في أريحية.. وإقبال على تفهم ما ترشد إليه.. بخلاف سوء الخلق.. واستعمال ألفاظ التجريح.. فإنها منفرة.. قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : "ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك.." الآية. 7) لابد للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر من التجمل بخلق الرفق حتى ينجح. * جاء فتى من قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: " ائذن لي في الزنا.. فزجره القوم.. ووقعوا فيه.. لكنه عليه الصلاة والسلام أدناه منه، وقال له: " أتحبه لأمك؟" فقال: لا والله جعلني الله فداك. فقال: " ولا الناس يحبونه لأمهاتهم". قال: " أتحبه لابنتك؟". قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك. قال: " ولا الناس يحبونه لبناتهم". قال: " أتحبه لأختك؟" قال: " لا والله جعلني الله فداءك. قال: " ولا الناس يحبونه لأخواتهم". قال: أتحبه لعمتك؟.. أتحبه لخالتك؟. والشاب يقول: لا.. أسلوب نبوي مقنع.. يحمل معاني الرحمة والشفقة والعطف واللين.. وهكذا يجب أن نحمل الإسلام.