يوم بعد آخر أوقن أن الصعوبات التي تعاني منها المرأة في كل المجالات لن يزيلها سوى العقل والمطالبة الرزينة وبالإعلان عن تلك المطالب بكل وسيلة يدعمها العقل والمنطق وتقديم البراهين مرة بعد مرة حتى وإن تكررت المطالب، وان ملّ منها الناس وحولوها إلى سخرية سمجة لا تسمن ولا تغني من جوع. ماذا استفدنا من حملة التسعينات ؟ وماذا استفدنا من منال الشريف ؟ وماذا استفدنا من حملة 26 اكتوبر؟ ومن غالبية المتحدثات اللاتي ملأن شاشات القنوات التلفزيونية بضجيجهن وكن مثل الأطوات الرخيصة التي تستخدمها بعض القنوات للإثارة فقط انه فقط مزيد من الشعور بالمرارة على سوء الحال والنتائج السلبية والتهم المتبادلة ومحاولات الصيد في الماء العكر من قبل بعضهم وبعضهن مما يتيح لهم أن يحاولوا النيل من الدولة أولاً ومن المرأة ثانياً ومن الأفكار الواعية ومن صوت الحق المتزن ذلك الصوت الذي لم يوقف تعليم المرأة بعد انتهاء المرحلة الابتدائية على اعتبار أن هذا يكفي كما كان بعضهم يدعي أن تعليمها مفسدة يجب أن تحارب وتمنع. لقد آمنت أن الانقسام الاجتماعي الذي نعيشه إزاء كل رغبة بالتغيير إذا ما صحبت بضجيج مبالغ فيه من كل صاحب صوت ممن يعرفون وممن يجهلون وممن يتربصون بالناس والبلاد شراً ويصورون الأمور بغير حقيقتها ويحملونها مالا تحتمل لإشاعة الرعب بين الناس تارة لاستثارة الخوف على الدين، وأخرى لاستثارته على المجتمع من شر قادم، فراحوا يتفنون في اساليب تلك الإثارة بالصورة والقصيدة والقصة وبالبكاء وبالنواح على الدين الذي يروجون للإساءة إليه من قبل كل من يخالفهم وعلى الشرف المهدور !! إن كل ذلك ما هو إلا تأجيل لصوت القرار المناسب وأصحابه الذين تثبت الأيام أنهم يفاجئوننا دوماً بإعلان القرار في الوقت المناسب. القرار الذي يقطع الباطل المصطنع بالحق الأصيل القرار الذي ينبري قليل من الناس لمقاومته بأبشع الصور وأسوأ التهم ولكنهم سرعان ما ينكفئون وتختفي أصواتهم حين يدركون أن الشمس لا يحجب نورها بالغربال. وما الأمس ببعيد حين أقر عمل المرأة في المحلات التجارية وقرأنا وسمعنا بعده أخباراً كثيرة عن الموظفات اللاتي صورن ك ( ..... ) وقبضت عليهن الجهات الحكومية في مواقف مسيئة للدين والأخلاق والشرف الرفيع!! وهذا أحد أهم أساليب من يحتسبون بالباطل على الحق وكأنهم يروجون لفكرة الإساءة تلو الإساءة والتخويف تلو التخويف ليهاب الناس الشر القادم وكل هذا لأنهم يدركون تماماً أنهم مخطئون في حق الدين أولاً وفي حق المجتمع ثانياً لأنهم لا يسمعون إلا أصواتهم ولا يستوعبون إلا أفكارهم بغض النظر عن قربها أو بعدها من الصواب الديني والصلاح الاجتماعي ولو اقتربوا من ذلك قيد أنملة لأنصفوا أنفسهم قبل أن ينصفوا المجتمع الذي كشف لهم تناقض مواقفهم بين باطل واضح يروجون له وحق أوضح يتجنبونه! إن الصواب اليوم هو أن نهدأ وأن نستمر في عرض همومنا وتكرار طرحها بعقل وأناة فكفانا ثرثرة حطت من قدرنا بما فعله السفهاء منا، والسفهاء من غيرنا الذي أقحموا رؤوسهم بيننا. Twitter: @amalaltoaimi