تكاد تكون آثار الاستيطان البشري في المنطقة الشرقية أكثر وضوحاً منها في أي جزء من المملكة والسبب في ذلك يرجع إلى عدة عوامل أهمها الموقع الجغرافي بالإضافة إلى إشرافها على جزء كبير من ساحل الخليج العربي الأمر الذي جعلها تقدم دوراً هاماً في الاتصالات البشرية التجارية بين شعوب تلك الحضارات منذ أكثر من خمسة آلاف سنة وقد بينت المسوحات الأثرية التي أجرتها وكالة الآثار بوزارة المعارف حتى الآن أن هناك أكثر من 300 موقع أثري في المنطقة تمثل فترات مختلفة يتراوح تاريخها من العصور الحجرية حتى العصور الاسلامية وهناك العديد من المعالم التاريخية التي تعود إلى فترات إسلامية متأخرة وتبرز التطور الحضاري وتعد مثالاً لتطور العمارة التقليدية للمنطقة . تقع ثاج على بعد حوالي 80 كم غربي مدينة الجبيل ، وهي اليوم قرية صغيرة على طرف السبخة المعروفة بسبخة ثاج ، وقد أشارت البحوث الأثرية التي أجرتها البعثة الدانمركية عام 1388ه وتلك التي أجرته وكالة الآثار والمتاحف في الموقع خلال عامي 1403-1404ه إلى وجود مدينة متكاملة يحيط بها سور خارجي ضخم مبني بالحجارة لا تزال آثاره واضحة حيث يصل طول أحد أضلاعه إلى 900 متر ، ويشاهد في الموقع التلال الأثرية والأسس الجدارية للمنازل السكنية . ومن المكتشفات الأثرية قطع فخارية وزجاجية وحلي وأدوات زينة وغيرها من المعثورات ويمكن إرجاع عصر بناء المدينة إلى الفترة الإغريقية المعروفة بالعصر السلوقي ويعود تاريخ هذا العصر إلى أوائل القرن الثالث قبل الميلاد .وتشغل ثاج مساحة من الأرض تقدر ب 20كم مربعا تقريباً إلاّ أن المنطقة التي تحتوي على مواقع أثرية تقدر بحوالي ب 4 كم مربعة . والموقع الأثري لثاج عبارة عن مدينة متكاملة يحيط بها سور خارجي ، وخارج السور تتواجد مبان أثرية تعود لنفس الفترة ، وربما تكون توسعة للمدينة بعد أن اكتظت بالسكان أو لها علاقة بالقوافل ، أو لشيء آخر. ويحد ثاج من الشمال الحناءة على بعد 11 كم ومن الشرق تلال البتيل ومن الجنوب سبخةالخويصره أمّا من الغرب فيحدها كثبان رملية . وتقع ثاج على الطرف الشرقي لوادي المياه ، وتعتبر ثاج من موارد المياه القديمة حيث تتوفر فيها مياه عذبة وتم حصر خمس عشرة بئراً داخل السور الأثري وسبع آبار تقع في محيط ثاج الأثري خارج السور الأثري في الجهة الجنوبية والشرقية منها وهي مطوية بالأحجار .