بغداد - أ ف ب - أعرب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس عن استعداده للتعاون في ملف المفقودين الكويتيين خلال غزو النظام السابق للكويت عام 1990، مؤكداً سعيه لإنهاء هذا الملف «الإنساني». كما أبلغ السفير المصري الجديد في بغداد رغبته في تطوير العلاقات مع القاهرة. وقال المالكي، خلال استقباله رئيس بعثة الصليب الاحمر الدولي الجديد ماكنا بارت، ان «قضية المفقودين الكويتيين قضية انسانية وليست سياسية ونحن على استعداد تام للتعاون مع الاخوة في دولة الكويت»، وأضاف «اكدنا التزامنا بالتعاون بخصوص المفقودين والاموال والممتلكات الكويتية في رسالتين بعثناهما سابقاً الى الاممالمتحدة والحكومة الكويتية، ونسعى لإنهاء هذا الملف الانساني ولا مصلحة للعراق بحجز رفات المفقودين». وكانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر أعلنت ان اجتماعاً رفيع المستوى يضم ممثلين عن العراق والكويت سيعقد الخميس في الكويت لكشف مصير الاشخاص الذين فقدوا خلال حرب الخليج الثانية (1990-1991). وأنشئت اللجنة الثلاثية واللجنة الفنية الفرعية المنبثقة منها عامي 1991 و1994 على التوالي، بهدف كشف مصير المفقودين في هذه الحرب. وساعدت هذه الآلية حتى الآن في كشف مصير اكثر من 300 مفقود بينهم 215 كويتياً، و82 عراقياً، و12 سعودياً وآخرون من مختلف الجنسيات. وتؤكد الكويت انها لا تعرف مصير 605 اشخاص نقلوا الى العراق خلال فترة الاحتلال وهم 571 كويتياً و14 سعودياً وخمسة مصريين وخمسة ايرانيين واربعة سوريين وثلاثة لبنانيين وبحريني وعماني وهندي. واعترف النظام العراقي السابق بأنه اخذ اسرى لكنه اكد فقدان اثرهم بعد انتفاضة الشيعة التي تلت حرب الخليج. إلى ذلك، عبر المالكي، خلال استقباله السفير المصري في بغداد أشرف شاهين أمس عن الرغبة في تطوير العلاقات مع القاهرة وتذليل المصاعب التي تعترض ذلك. ونقل بيان عن المالكي «حرصه على تطوير العلاقات. والزيارة المقبلة ستدفع العلاقات الى الامام بين البلدين (...) ونسعى الى مد جسور قوية وسنعمل على الوصول بالعلاقات الى مستوى التكامل، وتذليل الصعوبات التي تقف في طريق تطويرها». وأشار البيان الى زيارة مرتقبة للمالكي لمصر الشهر المقبل. وجدد المالكي دعوة الشركات المصرية الى «المساهمة في بناء واعمار العراق فحضور رجال الاعمال المصريين يخدم مصالح البلدين». من جهته، قال شاهين «أحمل إليكم رسالة واضحة من فخامة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ان مصر تفتح ذراعيها للعراق (...) وبناء علاقات تعاون استراتيجية فالمستقبل واعد». ووصل السفير الى بغداد قبل اسبوعين بعد غياب القاهرة عن العراق ديبلوماسياً منذ اغتيال القائم باعمالها عام 2005. ولم يكن للقاهرة تمثيل ديبلوماسي منذ خطف ايهاب الشريف واغتياله في تموز (يوليو) 2005 في عملية اعلن تنظيم «القاعدة» مسؤوليته عنها. وكان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط زار العراق في تشرين الاول (اكتوبر) 2008 في اول زيارة على هذا المستوى لمسؤول مصري منذ عام 1990. وشاهين هو سادس سفير عربي في بغداد بعد سفراء الاردن وسورية والكويت والبحرين والامارات العربية المتحدة. وأعلن اليمن في ايلول (سبتمبر) انه سيرسل سفيراً لكن لم يتم حتى الآن تأكيد موعد وصوله. وتتمثل تونس ولبنان بقائمين بالاعمال في العراق.