أقام اتحاد الكتاب المصري ندوة حول "الادب العبري" اكد فيها د. محمد ضيف استاذ الادب العبري بجامعة المنوفية ان الذين يعملون في مجال الدراسات العبرية ضد اسرائيل واهدافها، ومع مشروعية ارض فلسطين، وعلى وعي كامل بالمخطط الصهيوني، لكن لا يصل صوتهم الى من يهمهم الامر في العالم العربي. وعن اللغة العبرية قال د. ضيف: احتاج اليهود في فلسطين الى لغة مشتركة، وهي اللغة العبرية التي ارادوا ان يحيوها بعد ان كانت ميتة لحوالي 2000 سنة، وجعلوها لغة ثقافة وفكر، واقاموا الجامعة العبرية عام 1925 في القدس الغربية، وانشأوا صحفاً عبرية، وكان الادب وسيلة من وسائل تمهيد الطريق لايجاد دولة استيطانية استعمارية، واصبح هناك ادب يعبر عما يسمى الاستيطان اليهودي القديم، وقد قام هذا الاستيطان على العدوان، اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي قامت بحرب، وهي حرب عام 1948، وشارون يقول: ان حرب 48 مازالت قائمة، اذن المخطط مازال موجوداً، فشارون يتمنى ان يأتي الى اسرائيل الخمسة عشر مليون يهودي الذين يعيشون في العالم. وأوضح د. ضيف ان القرار السياسي في اسرائيل يوجه الكتاب والادباء الى الكتابة عن النكبة، أي احداث النازي، وما يكتب عن سلبيات المجتمع الاسرائيلي لا يلقى حظاً من النشر والتنويه، وكثير من المؤرخين ونقاد الادب في اسرائيل يسيرون على نمط ان الحروب محطات للادب، فهناك مثلاً ادب 48، وادب 76، وادب الانتفاضة، ورغم حديث بعض الادباء والمؤرخين الجدد عن وخز الضمير الا انهم لا يقبلون التنازل عن الدولة التي اقيمت عام 1948، وجميع اليمينيين واليساريين لا يتنازلون عن الدولة، والتطرف السياسي والادبي يتنافى ويتصاعد في اسرائيل، ولا يمكن ان يكون هناك تطبيع، وتوجد مقولة لاحد الكتاب الاسرائيليين يقول فيها: كل يساري ينتهي الى اليمين. اكد د. محمد محمود ابو غدير رئيس قسم الادب العبري بجامعة الازهر ان معرفتنا بالعدو مازالت ناقصة، وان اسرائيل مجموعة من الجزر المتفرقة، وهزيمتنا منها قبل عام 1973 كانت بسبب جهلنا بها، وفي اسرائيل يكتبون كل شيء، لكننا لا نقرأ. اسرائيل من حيث الظاهر دولة ديمقراطية، لكن المجال الوحيد الذي ليست فيه ديمقراطية هو الادب العبري، حيث يتكرر منع مسرحيات معينة، ويحظر نشر بعض الكتب ويمنع ترجمتها الى العبرية. واشار د. ابو غدير الى ان الحركة الصهيونية في بداية الهجرة في اوائل القرن العشرين طالبت بتجميل الادب العبري، وانخرطت الغالبية العظمى في هذه الحملة، خاصة الشباب، اما كبار الادباء فقد رفضوا هذا التوجه. وقد دعا الصهاينة الى اختراع ادب جديد هو ادب النكبة، أي الادب الخاص بمذابح النازي لليهود، لكن هذه الدعوة وجدت من يرفضها من كبار الادباء اليهود، وهؤلاء الادباء خدموا الصهيونية بالطريقة التي يرونها. واضاف ابو غدير: لا يوجد ادب في اسرائيل يعبر عن الدخول في اتفاقات سلام، واغلب الادب العبري ادب حرب وليس ادب سلام، اسرائيل تعرف كل شيء عنا، ونحن لا نعرف الا القليل عنها، وقد توقفنا عن الترجمة لان كل من يقترب منا يصاب بلعنة التطبيع، ونحن ضد التطبيع، وللاسف اصبحت الترجمة تتم الان في اسرائيل. وبين ابو غدير ان أي اديب في اسرائيل لا يحظى بعضوية اتحاد الادباء الا اذا كانت لديه اعمال تتحدث عن النكبة حتى لو لم يرها، فالادب العبري مجند وسياسي، لكن في نفس الوقت الاديب الاسرائيلي ليس دمية، ولا يوجد من يحاول ان يفرض عليه شيئاً.