كنت أشعر بنبرات القلق في صوت طفلي الذي كان يخبرني بأنه لم يجد الا قائدا سعوديا لمركب الرحلات البحرية في المنتجع البحري، لا اكذبكم القول شعرت أنا بدوري بالضيق وأنا أقبل على مضض أن يكون سعوديا هو من يأخذنا في هذا الرحلة. نبرر دائما لأنفسنا اننا سنكون محرجين ونحن نتكلم على سجيتنا امام ابن بلادنا بينما نكون متحررين اكثر ونحن نتكلم على السجية امام من لا يعرف لغتنا!! كان الوقت لايسمح بالانتظار او بإلغاء الرحلة فكان لابد ان نمتطي ذلك القارب الصغير الذي صعدنا اليه ونحن نأسف اذ لم نجد بغيتنا.. وها نحن نضع اقدامنا في الماء البارد ونصعد الى المركب الصغير.. لانحن نلقي عليه تحية المساء ولا هو ينظر الى من خلفه، شاب مكافح من شباب بلادي حماهم الله يسعى الى النجاح.. ترتفع اصوات الاطفال وضحكاتهم مكونة سيمفونية ولا اروع، في لحظة كانت الشمس تغيب خلف الافق قطع ذلك الشاب الهادئ صوت الامواج وهو يؤشر بيده الى نجمة بدأت تشع في ذلك المساء الجميل قائلا : أترون تلك النجمة؟ عندما تكون أيها الصغير على حاجبك الايمن تستطيع ان تستدل على القبلة.. أعني، تستطيع ان تؤدي الصلاة وانت مطمئن وهناك الدب الاكبر وعدده سبع من الانجم تستدل بها على القطب الشمالي ويدور باتجاه مضاد لاتجاه عقارب الساعة يحدد لنا دائما اتجاه البوصلة.. و... وهنا شاطئ ارامكو الترفيهي!!.. وهذه مدينة الملك فهد الساحلية.. وتلك مدرسة التدريب على الانقاذ.. و.. وتسرب ذلك الضجيج واصبح اسئلة تعانق النجوم: كيف أرحل من نجمة الى نجمة؟ كم مسافة بين نجمتي ونجمتها؟ كم وكيف؟؟ وكم ولماذا؟؟؟؟؟؟ هنا تلتفت الي رفيقاتي وفي صوت واحد : الحمد لله اننا تأخرنا عن بقية المراكب!! تصل الرسالة.. هو ابن الوطن، نعم يا صالح نعتذر فمركبك الصغير يحمل الشهامة والمروءة.. هو يأتي بعد ان يذهب الآخرون، هو يأتي يحمل الامل بغد مشرق، يحمل النور بعد ان تنطفئ كل المصابيح التي سرعان ما يذهب زيتها، نعم يا صالح لن نبحث بعد عن الآخرين فمركبك الصغير سيحملنا مع الدفء والنور، سيكون مركبك يا صالح رفيقنا ولن تبعد المسافات بإذن الله فلغتنا رابط أقوى والحديث على السجية دائما هو لغة الانقياء.