تُغطي مياه البحار والمحيطات أكثر من 70 بالمائة من سطح الكرة الأرضية. وتُقدَّر كمية المياه التي تحتويها المحيطات والبحار بالبلايين والببلايين من الأطنان التي لا نعلم عنها إلا القليل. فعلماء البحار وحتى الآن لا يستطيعون توقع أو تسجيل الحالة العامة للبحار بشكل كان. لذلك تم مؤخراً تأسيس ما أُطلق عليه اسم التجربة العالمية لاستقطاب معلومات المحيطات Global Ocean Data Assimilation Experimen, مُهمتها وضع الخُطط المناسبة لتحسين أداء سير عملية جمع معلومات مفصلة عن البحار والمحيطات سوف تُطلق أعداد هائلة من الطوافات مزودة بأجهزة رصد بحرية غاية في التقنية المتقدمة وظيفتها العمل على جمع معلومات بشكل يومي وعلى مدار الساعة في سائر أنحاء البحار والمحيطات. وسوف تُبث إشارات عبر الأقمار الصناعية وتُرسل إلى مراكز استقبال تقوم بتجميع وتحليل هذه المعلومات بشكل متواصل لملء الفراغ الذي طالما حال دون معرفة أسرار البحار والمحيطات أو حتى تخمين تغييراتها المستقبلية. لقد بدأ التخطيط لهذا المشروع في عام 1998م, تزامن ذلك مع الإنتهاء من بناء نوع جديد من الأقمار الصناعية التي صممت لهذا الغرض. وقد تَمَّ إرسال جيسون-واحد Jason-1, أول هذه السلسلة من الأقمار الصناعية إلى الفضاء في شهر ديسمبر الماضي. سيعمل هذا القمر على قياس إرتفاع البحار بواسطة مقياس إرتفاع Altimeter, والوصول بدقة فائقة لمعرفة طوبوغرافيا Topography سطح البحار والمحيطات. ستقوم الأقمار اللاحقة برصد سرعة الرياح على سطح البحار ورصد خواص أخرى متعددة. ولكن الإعتماد على الأقمار الصناعية وحدها لا يكفي لأنها تستطيع فقط قياس ومعرفة الخواص اللحظية للبحر أو المحيط, أما توقع ما سيحصل في المستقبل فهو شي لا يمكنها القيام به. لذا كان من الضروري إطلاق آلاف الطوافات على سطح البحار تعادل الواحدة منها حجم أنبوبة الأكسجين التي يحملها الغواص للتنفس في رحلات الغوص. زُودَت هذه الطوافات بحواس إلكترونية Sensors ثُبتت لأداء أغراض عدة, فمنها ما يقيس درجة الملوحة ومنها ما يقيس درجة حرارة ماء المحيط إلى عمق يصل إلى 2000 متر تحت سطحه. يوجد الآن ما يقارب 400 طوافة متكاملة تعمل في مختلف أنحاء المحيطات. سيتم إطلاق ما يقارب 3,400 طوافة لهذا الغرض, خلال الثلاث سنوات القادمة. يُمكننا بعد إكتمال هذا المشروع توقع التغيرات المناخية التي تتعرض لها الأرض بدقة متناهية ولفترات زمنية طويلة و قصيرة. وسوف تَستغل شركات الملاحة البحرية هذا النظام لخدمة أساطيلها في إختيار أفضل خطوط سير بحرية, مما يجنبها بعض المخاطر التي قد تتعرض لها بين الحين والآخر جرَّاء التغيرات المفاجئة التي تحدث في الطقس.