عزيزي رئيس التحرير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نظرا لاهتمامكم بآراء القراء وقول الحقيقة من غير زيف ولا خداع.. أبوح بما في خاطري من منبركم الحر.. فكلمة الحق مسئولية.. وأردت أن أكتب كلمات وكلمات نابعة من الصميم تعقيبا على ما كتبه الأخ الفاضل عارف بن دليل الروقي في زاوية (نهار جديد) "قبل أن ينكسر الزجاج" في جريدة (اليوم) الجمعة 9 من جمادى الأولى 1423ه. فأقول: جزاك الله خيرا على كلمة الحق التي كتبتها في حق المرأة الزوجة.. فنحن بحاجة لأمثالك نسأل الله أن تكون كذلك.. فالكاتب الحقيقي هو الذي يشعر بهموم القارىء ويتفاعل معه.. ويكون هاجسه القضايا الساخنة في المجتمع.. ومنها معاملة المرأة الزوجة.. @ ان المرأة كرمها الاسلام ورفع قدرها.. @ لقد جعل ديننا الحنيف للمرأة حقوقا وواجبات وصانها من الانحراف.. وهو الرباط المقدس "الزواج". @ ان الحياة الزوجية.. حياة لها قدسيتها.. ولابد من الحب حتى تعمر هذه الحياة.. فالحب حياة الحياة.. فبدافع الحب المرأة تعمل وتسعى لإرضاء زوجها حتى تحصل على رضا خالقها.. ولنا في سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة.. في معاملة زوجاته خاصة والنساء عامة.. فكان هينا لينا.. حنونا.. مع نسائه وهذا لا ينافي الرجولة.. بل الرجولة بعينها.. @ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتنا ولنرى كيف حافظ رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشاعر أم هانىء.. فلقد استجار بها عدو من اعداء المسلمين فأجارته فجاء علي بن أبي طالب يريده فمنعت عليا من قتله واحتكمت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "قد أجرنا من أجرت يا أم هانىء" أي انقذنا من تعهدت بإنقاذه وحافظ رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهدها.. فهذا يدل على نبل خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان عليه الصلاة والسلام يسمع آراء زوجاته ويقبل أن يراجعنه فيما يرضين به فلا يسخطه ذلك.. حتى أصبح سائر النساء يقتدين بزوجاته عليه السلام. @ واني أعجب من حال هؤلاء الرجال الذين لا يعترفون بالمرأة.. ويعدونها شيئا لا قيمة له، ولا رأي ومشاعر واحاسيس.. أسألكم بالله.. @ إذا كانت المرأة في نظركم كذلك لم تزوجتم واستحللتموهن بشرع الله. @ إذن.. يفترض أنك لا تتزوج.. لأن المرأة لا تساوي عندك شيئا فلماذا "تحط من قدرك وقيمتك ورجولتك" وتتزوج امرأة لا قيمة لها فعليك أن تظل عزبا عن الزواج.. @ ان من يعامل زوجته بهذه المعاملة هو انسان يعيش في قرارة نفسه مفككا وربما متأثرا ببيئته التي نشأ فيها بأن المرأة لا قيمة لها.. وهذا منتهى التخلف والرجعية والجاهلية.. @ ان ديننا الحنيف ينظر الى البيت بوضعه سكنا وأمنا الى العلاقة الزوجية بوصفها مودة ورحمة وألفة وأنسا.. والمرأة تريد من زوجها كل الحب والاحترام.. تريد من زوجها أن يكون أبا وأخا وحبيبا.. فالمعاملة الطيبة تترك أثرها العميق في نفس المرأة فتأسر القلب وتندي جفاف الحياة.. فأنت أيها الزوج اذا عاملت زوجتك هذه المعاملة الجافة.. كيف تطلب منها أن تعطيك الحب.. والاحترام.. عليك بتقوى الله فيها.. وأن تعصم زوجتك من انفتاح قلبها أو جوارحها على الخطيئة.. فمعاملتك تلك تكسر قلبها وتخطو بها للهاوية وتكون أنت من أوقعها فيها بمعاملتك الخشنة.. @ ان المرأة قادرة على اسعادك والمحافظة على بيتك اذا أعطيتها الحب والعزة واحترام شخصيتها.. فالحياة معقدة تتطلب التعاون بين الرجل والمرأة فكلاهما يجب أن يسعى لإسعاد الآخرحتى تتكون في مجتمعنا أسر سعيدة ويشب اطفالنا سعداء لأنهم وجدوا الأمن النفسي والعاطفي. آمنة السبيت