أكثر من مرّة، أعلنت المملكة، أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، وأن هذه البلاد منذ تأسيسها، تراعي دوماً سيادة كل دولة، عربية كانت أو غير عربية، وتؤمن بحق الشعوب في تحديد مصيرها وخياراتها. أكثر من مرّة، وبدون دعاية، أو ركوب موجة، أو بحثٍ عن مصلحة آنيّة، تقف المملكة مع الشعوب العربية، وتساندها وتساعدها، ولا تبخل بمالٍ أو جهد، سياسي أو دبلوماسي من أجل ذلك. ولكن، ومع كل هذه التأكيدات والمواقف، نجد من بين هؤلاء العرب، من يخرج ليقود حملة استعراضية، تحاول النيل من المملكة، وتفعل المستحيل لتشويه هذه المواقف ناصعة البياض.. مستغلين الاضطرابات والاحتجاجات التي تعم بعض العواصم العربية، والقفز على مسبباتها الداخلية جداً، والبحث عن «شمّاعة» خارجية يؤسفنا أن نكون نحن. عندما تتخذ دولة مثل إيران موقفاً عدائياً من المملكة، فإننا نتفهم دوافع هذا العداء، غير المنطقي أو المنهجي، لكن عندما تتسرع أبواق دولة عربية ما وتوابعها في عاصمة أخرى، للإشارة إلينا، فإنه من الضروري أن نستعجب ونستغرب، وربما نندهش من هذا التأويل المفجع. بعض الأنظمة العربية، التي تجاهلت تماماً رغبات شعوبها، واضطرت تحت وطأة الضغط الشعبي أن تتخلى عن منهجيتها الروتينية، لم تجد غير الأحاديث الحمقاء عن المؤامرة الأجنبية، وعن القلة المندسة، وعن العناصر المأجورة، متناسية أنها بجرة قلم، أهانت شعبها هي، وعندما يتحدث بعض مأجوريها في بعض وسائل الإعلام العربية، عن تدخلات سعودية، فإنهم تناسوا ما فعلته المملكة من أجلهم، وكيف ساعدتهم ووقفت إلى جانبهم.. لماذا لم يعتبروا هذه تدخلات سعودية؟! من المؤسف، أننا نجد بعض الأقلام أو الأصوات، تداري سوأتها، على حسابنا، رغم أنهم أول من يعلمون أننا، لا نرتبط بأجندات معينة، ولا بمشاريع وهمية، ولا نستخدم لغة الشعارات والعنتريات التي أدت بنا وبأمتنا إلى الهاوية. أصحاب الشعارات الفارغة، لم يفعلوا شيئاً، واكتفوا بأن يكونوا حراساً أمينين للدولة العبرية، وأصحاب الحناجر العالية، والأسلحة الكرتونية، هم وحدهم الذين ناضلوا في الإذاعات والبارات، حتى باتوا لا يدركون ما يقولون ولا ما يفعلون، أولئك المتلونون المتخبطون، الذين لم يصدقوا أن هناك من يعارضهم أو ينتفض عليهم، يعيشون الآن ورطتهم الأخيرة، لذا يوزعون التهم يميناً ويساراً، لكن حيلهم المكشوفة لن تنطلي على أحد، حتى هم يعرفون أنهم أنفسهم أول الكاذبين والمخادعين.