لم يسعفني الحظ لألتقي واستمع للأخت العائدة الى الله "هناء ثروت" وان كنت أشك ان امرأة علمت بمكان المحاضرة وموعدها ولم تذهب إلا ان يكون هناك حائل منعها من ذلك، ومع اختلاف الأسباب التي تدفع بالإناث وأنا واحدة منهن الى الذهاب والاستماع الى صدق التجربة نجد غالبيتهن الى جانب الاستفادة والاتعاظ او حتى الفضول يجذبهن سحر نجوميتها السابقة، لا سيما انها من أولئك القلائل من الفنانات المعتزلات التي لم تكن من المبتذلات فقد كانت أدوراها التلفزيونية محافظة الى حد كبير مما يؤكد صدق اعتزالها وبذرة الخير داخلها وخشية الله سبحانه ومما لا يوقع في نفوسنا تلك الصدمة بين تاريخها الفني وبين اعتزالها وتحجبها كما يحدث مع بعضهن هدانا الله جميعا وإياهن ويؤكد ذلك الزوج والقرين محمد العربي الذي سار على النهج ذاته وكذلك اسرته بكاملها بما فيها اتجاه أخيه الى تقديم البرامج الدينية. ما فكرت فيه وأنا استمع الى بعض الأخوات وهن يبدين استعدادهن للاستماع الى محاضرتها ترى لو كانت "هناء ثروت" "س" من الناس هل سيفكر احد بالاهتمام بتجربتها ورحلتها في طريق الهداية؟ اذا هل هناك سحر سوى سحر النجومية الذي أفل وبقيت صاحبته وأصبح لها سحر اوقع وأشفع وأنفع في نفوس الناس ولا سيما الفتيات والنساء وأنا هنا لا أهاجم نجوميتها فأنا كنت من أشد المعجبات بها وأكثرهن احتراما لها لا حترامها لنفسها في أدوارها واليوم بلا شك انا من أشدهن ثناء عليها ولو سنحت لي الفرصة لكنت قد شددت على يديها لان القليل من عابري طريق الفن لا يأخذهن في طريق الشموع التي لا يكون نهايته إلا احتراق من عبر وأقلها بلاء الدنيا في أواخر حياتهن مرضا وفقرا والله وحده سبحانه أعلم بما ينتظرهن في الآخرة ان لم تشملهن رحمته. هي ادركت ذلك كله قبل المنزلق ولبسها معنى ما تسمت به فأصبحت هانئة في الدنيا بتذوقها حلاوة التوبة والعودة الى الله ولعلها تأمل الا يحرمها الله هناء الآخرة وحلاوتها ونحن نأمل لها ذلك ولنا وللمؤمنين وللمؤمنات.. أفكر من جديد في نجوميتها الحالية التي تحاول ان تسطع على فكر كل فتاة قد تغرها الحياة بغرورها ودورها كامرأة مسلمة قبل ان تكون صاحبة تجربة فليبسني اليقين بان هناك اناسا خلقوا ليصبحوا نجوما وقد يخطئون مواطن الاضاءة وهذا ليس عيبا ما داموا قد عادوا الى الطريق وخشوا عذاب الحريق فتحسسوا مواطن الإضاءة الصالحة ولزموها.