الممثل والمؤلف المسرحيّ الشّاب أحمد بن حمضة الفائز في مهرجان المسرح الشبابي الخليجي 2013 الذي أقيم مؤخرا في الكويت بجائزة أفضل مؤلف عن مسرحيتة « ما وراء العتمة»، اخترق العتمة، وأوصل النصّ المسرحيّ السعودي إلى الصدارة الخليجية، إلا أنه لا ينفي في الوقت نفسه وجود ما يسمّى «فقر النصّ المسرحيّ السعودي» كماً ونوعاً. شقّ ابن حمضة طريقه للصعود في السنوات الأخيرة عبر عدد من الأعمال المسرحية المتميّزة التي حصدت جوائز أولى في مسابقات محلية وخارجية، وعن بدايته ورؤيته وأهمّ محطّات مسيرته الفنية، ودور مهرجان المسرح الشبابي الخليجي في تشجيع المواهب الشابة، كان لنا مع ابن حمضة هذا اللقاء : مهارات التمثيل متى بدأت علاقتك بالمسرح؟ - البداية كانت بتحفيز من الأصدقاء الذين لاحظوا أنّ لدي موهبة في التمثيل فشجّعوني على استثمار هذه الموهبة ومنهم الصديق الشاعر يحيى العبد اللطيف الذي لفت انتباهي أيام الدراسة الجامعيّة لهذه الموهبة ودفعني في هذا الاتجاه. وبالفعل في العام 1425 ه، التحقت بدورة لتأسيس مهارات التمثيل مع المخرج زكريا المؤمني، حيث كانت الشخصية الأساسية في المسرحية تمرّ من خلال أربع مسرحيات هي: مسرحية «أوديب « ومسرحية «عطيل «لشكسبير، ومسرحية لعبد الرحمن المريخي، ومسرحية»جراح بن ساطي» لسامي الجمعان. زمن الكلام لكنّ الدورة لا تكفي لتكوّن انطلاقة حقيقية.. فمتى كانت الانطلاقة الحقيقية لك؟ - بعد حصولي على دورة أساسيات الممثل عملت برفقة المسرحيين زكريا المؤمني، نوح الجمعان، سامي الجمعان، علي الغوينم، وعلي الشويفعي، وتأثرت بهم. ومن المسرحيات المتميزة التي شاركت فيها مسرحية «زمن الكلام»، في مهرجان المسرح الشبابي في قطر عام 2009 وحصلت على جائزة أفضل ممثل متميز. وفزت أيضاً بمسرحيّة «السقوط من نصّ دافئ» في مهرجان الأحساء المسرحي الأوّل عام 2010 بجائزة أفضل مؤلّف، وهي من إخراج علي الشويفعي. وفي العام 2013 شاركت مرة أخرى في مهرجان المسرح الشبابي الخليجي في الكويت كمؤلف مسرحية «ما وراء العتمة»، وفزت بجائزة أفضل مؤلف، وهي من إنتاج رعاية الشباب بالأحساء. صراع الشخصيات ما الفكرة التي تعالجها مسرحيتك «ما وراء العتمة»؟ - المسرحية تعالج فكرة اكتشاف الذات من خلال تناولها حكاية ثلاث شخصيات ترجع لمستويات ثقافية متعددة تلتقي صدفة في مكان فنتازي، لكنّ الشخصيّات يجمعها همّ واحد وهو البحث عن الذات واكتشافها وما يعترض ذلك من معوّقات، تتساءل الشخصيّات عن سبب وجودها في ذلك المكان الغامض. تتجادل الشخصيّات ويتحوّل الجدال إلى صراع يتطوّر فتتضح من خلال تطوّره هويّة هذه الشخصيّات المغلّفة بالرمزية. فالأوّل مثقف مهاجر يعود ليجد نفسه في مكان يجهله، كما أنّ المكان يجهل هذا الرجل العائد أيضا. أما الثاني فهو فنّان يرفضه مجتمعه، الشخصية الثالثة هو أقرب إلى أن يكون إعلامياً رافضا للواقع وصريحاً جداً في جداله معه. أزمة النص بصفتك كاتبا لنصوص مسرحية، ما رأيك فيما يقال: هناك أزمة نص في المسرح السعودي؟ هل هناك بالفعل فقر في النصوص المسرحية في السعودية؟ - في الحقيقة البحث في مسألة أزمة النص المسرحي أخذت مداها حتى على مستوى الوطن العربي، ما يدلل على أن أزمة النص المسرحي لا تخص السعودية فقط ، بل تشمل باقي أجزاء الوطن العربي، ما يوجد تساؤلا حول مدى حقيقة هذه الأزمة، وما إذا كانت كمية أم عددية، نوعية أم قيمية. ولو سحبنا هذا التساؤل وأسقطناه على السعودية خاصة، فأعتقد أن الجواب سيكون بأن الأزمة أزمة كمية، وكذلك نوعية حسبما أرى، ما يسبب فجيعة يجب تداركها ولملمة أضفارها. فعندما تقل النصوص، ومع قلة هذه النصوص يكون المحتوى رديئا، وهنا يجب علينا أن نتساءل عن السبب؟ وربما تتضح فجائعية الأزمة فيما يخص مسرح الطفل بالذات، فربما يظل مسرح الكبار نوعا ما متعافيا، لكن فيما يخص مسرح الطفل تجد قلة النصوص، وكذلك قلة التوجه لمثل هذا المسرح. ويعود ذلك - من وجهة نظري - لعدة أسباب أهمها: عدم وجود البنية المناسبة لتهيئة ودفع وتشجيع كتاب المسرح، ما يسبب أزمة توجه لدى الكثير من الكتاب خاصة الشباب لكتابة النص المسرحي، وحتى على مستوى النصوص المسرحية المطبوعة تجد الندرة، ما يؤكد إن إشعال الرغبة وتهيئة الأجواء المناسبة لنمو المسرح تحتاج لجهات مؤسساتية كبرى تلتفت لذلك، ولا يكفي الجهد الشخصي، وإلا - وأقولها متحسرا - سيأتي يوم نقرأ فيه الفاتحة على روح المسرح ونقول كان. نصيب وافر ماذا يمثّل لك ولجيلك مهرجان مسرح الشباب الخليجي؟ - مهرجان مسرح الشباب الخليجي هو بوّابة لكلّ الشباب ليتطوّروا ويعبّروا عن إبداعاتهم. المهرجان بدأ عام 1985 وهو ينعقد كلّ سنتين والتطوّر ملحوظ عليه في كلّ دورة ويطمح إلى تقديم أفكار جديدة، والسعودية كان لها نصيب وافر من الجوائز.