ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن فترة هروب معمر القذافى فى أيامه الأخيرة عاشها متنقلا من بيت لبيت وهو لا يأكل سوى الأرز، مما أصابه بإنهاك شديد بعد أن قضى نحو 42 عاما من حياته متمتعا بسلطة مطلقة في ليبيا.ونقلت الصحيفة عن منصور ضو آمر الحرس الشعبي الذى رافق القذافي أثناء هروبه قوله: “إن الحصار الذى فرضه الثوار الليبيون على القذافى لعدة أسابيع دفع بصبره على حياة الهروب والتنقل بين منازل مدينة سرت للنفاد”. وتابع ضو في مقابلة أجراها أمس السبت في مقر الاستخبارات العسكرية في مصراتة “لطالما قمت أنا وغيري من المحيطين بالقذافي بنصحه بضرورة التنحي أو مغادرة البلاد، غير أن العقيد ونجله المعتصم لم يلتفتا مطلقا لتلك الخيارات”. مضيفا: “القذافي فر إلى سرت يوم سقوط طرابلس في 21 أغسطس الماضي، وكان المعتصم قد قرر التوجه للمدينة معتقدا انها حصن منيع يمكن لوالده أن يحتمي به رغم قصف حلف شمال الأطلنطي “. وأشار الى القذافي كان على علم بأن الليبيين أنفسهم هم من ثاروا ضده وإنه شعر بالندم في وقت لاحق وقرر عدم الهروب خارج البلاد معتبرا ان ذلك “التزاما أخلاقيا”قائلا: “لقد دفع حياته ثمنا لذلك”. وأوضح انه بصرف النظر عن الهاتف الذي استخدمه للإدلاء بالتصريحات التليفزيون السوري التي أصبحت منفذا رسميا له كان القذافي “مقطوع عن العالم”، متابعا لم يكن لديه جهاز كمبيوتر، وعلى أي حال كان نادرا ما يوجد كهرباء في الاماكن التي يختبئ فيها. وأضاف ضو انه قبل اعتقال القذافي كان من المفترض أن يخرج موكب يضم نحو 70 سيارة من المدينة في الثالثة صباح الخميس بصحبة 10 من حاشيته غير أن سوء التنظيم أدى إلى تأخر خروج الركب إلى الثامنة صباحا، وكان القذافي يستقل إحدى تلك السيارات بصحبة مدير الأمن وأحد أقاربه وسائق السيارة. وتابع “تمكنت طائرات حربية تابعة للناتو وكذلك مقاتلون من قوات الثوار من رصد الركب بعد نحو ساعة من تحركه، وقام أحدهم بتوجيه صاروخ نحو السيارة فانفجر بالقرب منها مما أدى إلى انتفاخ الوسادات الهوائية بها، أصابتني بعض شظايا القصف، وحاولت بعدها أنا والعقيد وآخرون الهرب عبر مزرعة إلى الطريق الرئيسي حيث توجد أنابيب الصرف الصحي، ومع استمرار القصف أصابتني الشظايا مرة أخرى فسقطت فاقدا الوعي، وعندما أفقت وجدت نفسي في المستشفى”. وفي مقابلة منفصلة مع منظمة هيومن رايتس ووتش نفى ضو أن يكون قد أمر في أي وقت من الأوقات باستخدام القوة ضد الثوار الليبيين.