تحمل الحملة الإعلامية لتوعية ضويف الرحمن “الحج عبادة وسلوك حضاري” التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة مطلع الأسبوع الجاري، العديد من المفاهيم الدينية والسلوكية فضلا عن أنها تؤكد ضرورة الالتزام بتعليمات وتنظيمات الحج وتحذر المخالفين من العقوبات، انطلاقا من حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على العناية بالحجاج. ويؤكد المفتي العام ووزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وعدد من كبار علماء المملكة أن الحملة التي تدخل عامها الرابع ستسهم في مواجهة المخالفات ومنع التجاوزات، مشيرين إلى أنها تأتي تأصيلا لمفهوم الحج النظامي دون سواه بالحصول على التصريح الرسمي للحج. وتشمل الحملة جانبين توعوي وتحذيري، يتمثل الأول في حملات تركز على الإحساس بمسؤولية الحاج والمعتمر وهو يستعد لأداء الفريضة وحفزه على المبادرة لتغيير سلوكياته، والثانية؛ جانب تحذيري، بالالتزام بتعليمات وأنظمة الحج وأن تأدية الشعيرة بدون بتصريح يعد تعديا على الحجاج وأهداف الحج. وتسعى الحملة عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ووسائط الإعلام الجديد facebook وtwitter وYouTube، إلى رفع مستوى الوعي لدى الحجاج والمواطنين حول المخالفات السلوكية المصاحبة لرحلة الحج وتسيء إلى شعائره التعبدية: كالحج من دون تصريح، أو الافتراش في المشاعر المقدسة وإعاقة حركة الآليات والمشاة، وحملات الحج الوهمية، ومنع المركبات الصغيرة من دخول المشاعر أثناء موسم الحج، والارتقاء بمستوى النظافة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. ** المفتي العام: التحايل على الأنظمة مخالف للشرع ولولي الأمر اعتبر المفتي العام ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن التحايل على التعليمات المنظمة للحج من قبل الدولة مخالف للشرع ولولي الأمر، وصاحبه فعل نافلة وارتكب محرما، مشيرا إلى أنه لا يجوز إدخال الحجاج إلى المشاعر المقدسة دون تصريح حج، لأن إدخالهم يعد مخالفة لولي الأمر، مبينا أنه لا يجوز التحايل على الأنظمة والأوامر. وأكد المفتي العام أن حملة “الحج عبادة وسلوك حضاري” التي أطلقها الأمير خالد الفيصل وما تتضمنه من أهداف وبرامج تحمل معاني شرعية وحضارية كبيرة تؤكد حرص المملكة على أن يؤدي كل حاج فريضته كما جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتطرق المفتي العام إلى بعض الظواهر السلبية في الحج، موضحا أن الله تعالى حرم سفك الدماء في البلد الحرام، أو أخذ لقطته، أو قطع شجره، أو إخلاء خلاه، حيث جعله الله مكانا تشتاق إليه أفئدة الناس وتهفوا إليه نفوسهم، معرجا بعد ذلك إلى بعض المسائل السلبية للحجاج، مثل: الافتراش، حيث اعتبره نقصا في أجر الحاج لأنه به يؤذي المسلمين والحجاج ويغلق عليهم طرقاتهم، إما التدخين، فطالب آل الشيخ بسن عقوبة مالية على المدخنين في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. وأكد أن الإسلام اعتنى بسلامة الأنفس والأبدان والأموال والبيئة والأفكار، وما يؤمن الحج من الأخطار والمؤثرات، مبينا أن تحقيق السلامة في الحج واجب كل فرد مسلم، وأن التعليمات الصادرة من الجهات المختصة في المملكة مثل إمارة منطقة مكةالمكرمة من باب تحقيق السلامة للحجاج. وطالب آل الشيخ الدعاة والمرشدين بيان الأمور الملتبسة على الحجاج، وتعريفهم بأهمية الأمن في الحج، خاصة أن الدولة بذلت جهودا في خدمة الحجاج لتوفير أمنهم وأمانهم، ولم يصدر ولي الأمر قرار الحج بتصريح عبثا، بل بعد التقارير التي تأتي يوميا عن الزحام وكثرة الحجاج، ومراقبته للوضع وعلمه بحال الحجاج. ** المنيع: القرارات المنظمة للحج للمصلحة العامة وليست عبثا أوضح الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع عضو هيئة كبار العلماء، أن حملة “الحج عبادة وسلوك حضاري التي تبناها الأمير خالد الفيصل، عمل توعوي هام يساهم في توعوية الحجاج لأداء نسكهم على أكمل وجه بطريقة شرعية وحضارية، مبينا أن من يحج دون تصريح يعتبر عاصيا وآثما، وإثمه عند الله الذي هو بقدره، وحجه صحيح ولكنه عاص إن شاء الله عاقبه وإن شاء غفر له، مطالبا بإتباع أوامر ولي الأمر وعدم عصيانه، فلم يصدر هذه القرارات المنظمة للحج إلا لمصلحة الجميع ومنفعتهم. ** وزير الشؤون الإسلامية: الدعاة يساهمون في الحملة بالتوعية وصف وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بحملة “الحج عبادة وسلوك حضاري”، بأنها تساهم في توعية الحجاج بضرورة إتباع الأنظمة التي سنتها الدولة لتقديم أفضل خدمة لضيوف الرحمن، مشيرا إلى وزارة الشؤون الإسلامية ساهمت في الحملة من خلال دعاتها بتوعية الحجاج إلى إتباع تلك الأنظمة. وبين وزير الشؤون الإسلامية أنه لا يجوز تجاوز نقاط التفتيش بدون تصريح من الجهات المختصة، مشيرا إلى تجاوزها احتيال على الأخذ بالاشتراط في الحديث النبوي (فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني)، موضحا أن الاشتراط للعارض الذي لا يدري المرء عنه، وليس المخالفة ثم الاستدلال بالشرع لشرعنة مخالفه. ** العبيكان: الحملة تجسد هدي النبي في المناسك شرعيا وحضاريا اعتبر المستشار في الديوان الملكي الدكتور عبدالمحسن العبيكان، حملة “الحج عبادة وسلوك حضاري” نها “موفقة”، مبينا أن الأمير خالد الفيصل عرف عنه الخير والحزم في الأمور، والتفكير السديد، والتخطيط الموفق، لمعالجة كثير من المشكلات. وتمنى العبيكان أن تنال الحملة في نفوس الحجيج، ليسلم ركنهم من الرفث والإضرار بالآخرين، وليحصلوا على الراحة التامة عند الانتقال بين المشاعر، وليؤدوا الواجبات والسنن على وجهها، داعيا المولى توفيق القائمين على أعمال الحج، مطالبا عموم الحجيج الوعي تجاه كل ما يطلب منهم. ** السدلان: ضرورة التطبيق العملي الميداني لأهداف وبرامج الحملة يرى أستاذ الدراسات العليا في قسم الفقه المقارن في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية العلامة الدكتور صالح بن غانم السدلان ضرورة التطبيق العملي الميداني لأهداف وبرامج حملة “الحج عبادة وسلوك حضاري” له دور حضاري في الرقي، امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (خذوا عني مناسككم)، مشيرا إلى أنها تجسد المناسك التي دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم، مطالبا الحملة تنظيم ندوات عبر الفضائيات حول أهداف الحملة ليتفاعل الحجاج معها ويترسخ في دواخلهم مسمى الحملة التي تجمع بين العبادة والسلوك الحضاري. تعظيم الشعائر يشير الأستاذ المشارك في المعهد العالي للقضاء الدكتور هشام آل الشيخ إلى أهمية حملة “الحج عبادة وسلوك حضاري” التي دعا إليها أمير منطقة مكةالمكرمة، مبينا أنها تتوافق مع ما جاءت به النصوص الشرعية، حيث قال صلى الله عليه وسلم (من حج ولم يرفث أو يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه). وأكد آل الشيخ، أن تتبع أنظمة الحج التي فرضها ولي الأمر يعد عملا بمقتضى الحملة، مطالبا الإسهام في تطبيقها فعليا، وذلك بترك المجال للغير، داعيا الحجيج إلى الحرص على الالتحاق بالحملات لتنظيم الأمور. وتطرق إلى موضوع “الحج بلا تصريح”، موضحا أنه مخالفة لولي الأمر، داعيا حملات الحج عدم قبول أي مسلم يرغب الحج ما لم يحمل تصريحا من الجهات المختصة، وأضاف قائلا: “إن تعظيم شعائر الله، لا يكون في الأماكن المقدسة فحسب، فيمكن أن يعظمها الإنسان في بلده بالامتناع عن تكرار الحج”.