بأفكار نوعية، وابتكارات تحمل صفة "الريادة" يطل علينا سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان فترةً بعد أخرى بمبادرة أو مشروع غير تقليدي، يؤكد للجميع أن المملكة سلكت طريق "الريادة" العالمي في كل خطوة تخطوها، ولن تحيد عن هذا الطريق قيد أنملة، ومن لا يصدق، عليه أن يطلع على تفاصيل أول مدينة غير ربحية في العالم، أعلن عن إنشائها ولي العهد، في مشهد أذهل المواطنين والعالم، وأكد للجميع أن اهتمام ولاة الأمر، لا يقتصر على السياحة والصناعة والتقنيات فحسب، وإنما يمتد إلى القطاع غير الربحي ايضاً بآليات عمل مُغايرة وأهداف نوعية. أقر وأعترف أن نظرتي كانت قاصرة، عندما اعتقدت أن نصيب القطاع غير الربحي من برامج رؤية 2030 هي فقط حزمة الأهداف المُعلنة سابقاً، وأبرزها رفع مساهمة القطاع من 0,3% إلى 5 في المائة من الناتج المحلي، والوصول إلى مليون متطوع في المملكة بحلول 2030، ولم أكن أدرك أن هناك من يفكر في تطوير هذا القطاع إلى أبعد من ذلك، عبر تأسيس مدينة هي الأولى من نوعها في كوكب الأرض، ستصبح نموذجاً مُلهماً، لتطوير القطاع والنهوض به إلى مستويات دولية، ليس هذا فحسب، وإنما تصبح حاضنة للعديد من الشباب النابغ والمبدع، وكذلك المؤسسات غير الربحية المحلية والعالمية. ولم يكن اهتمام ولاة الأمر بالقطاع غير الربحي، من فراغ، وإنما من إيمان راسخ منهم بأهمية هذا القطاع، لتعزيز صفة العطاء بين أفراد المجتمع، من خلال مشاركتهم في برامج ومبادرات التطوع المجتمعة والإنسانية، وتحفيزهم على أن يكونوا فاعلين ومؤثرين في محيطهم الاجتماعي، ومثل هذه البرامج والمبادرات كثيرة ومتنوعة في مجتمعنا. ولكن كان ينقصها دعم القطاع بأفكار جديدة، وبرامج حديثة، تمزج برامج التطوع ومبادرات فعل عمل الخير، بالابتكار والإبداع وريادة الأعمال، وهو ما سنراه داخل مدينة الأمير محمد بن سلمان قريباً. ولنا أن نتخيل المشهد الذي ستكون عليه المملكة، عندما تحقق المدينة الجديدة كامل أهدافها وتطلعاتها بتبنى مفهوم التوأم الرقمي على العديد من الأكاديميات والكليات، بما يضمن تحويل تلك المدينة إلى مركز للإبداع، وتحقيق طموحات المبتكرين في العلوم والتقنية بالأنظمة المتطورة، مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء والروبوتات، وهذه الأنظمة باتت العنوان الأبرز لكل تطور يشهده العالم. أعيد وأكرر إعجابي بما تأتي به رؤية 2030 وبرامجها المتنوعة، ويزداد إعجابي أكثر بفكر الأمير محمد بن سلمان، الي يسبق العالم فيما وصل إليه. وهنا أتذكر حديث سموه عندما أعلن عن تفاصيل الرؤية للمرة الأولى في صيف 2016، إذ أكد أن المملكة لن تنهض إلى بسواعد أبنائها، لأنهم الأجدر على ذلك من غيرهم. كما أعلن عن رغبته في أن يكون للمملكة جيل من العلماء والمبدعين والمخترعين القادرين على ابتكار أفكار غير تقليدية، تُعيد اكتشاف البلاد، وتوظيف إمكاناتها فيما يفيد البلاد والعباد، وها نحن نرى ذلك أمراً واقعاً بأعيننا.