في يومك يا وطن، يحق لنا أن نفتخر ونتباهى بإنجازاتك التي لا تنتهي، كما يحق لنا أن نرفع رؤوسنا إلى عنان السماء، ونردد بأعلى صوت "نحن أبناء هذا الوطن الشامخ الأبي.. وطن العزة والكرامة، وطن المبادئ والقيم، وطن الخير والسلام.. نحن أبناء المملكة العربية السعودية". في يومك يا وطن.. نعاهدك على الحب الذي لا ينقطع، والولاء المستمر.. نعاهدك على بذل كل غالٍ ونفيس من أجل المحافظة على ترابك وقرارك.. نعاهدك بمواصلة مسيرة التقدم والازدهار التي رسمتها القيادة الحكيمة للنهوض بالبلاد والعباد.. ونعاهد ولاة أمرنا على السمع والطاعة. في كل عام نحتفل فيه بيوم الوطن، تبدو المملكة فيه على موعد مع التألق والازدهار "الاستثنائي"، هذا الموعد يتجدد بعزيمة ولاة الأمر وإصرارهم، على تكون المملكة في مقدمة الأمم بما تملك من إنجازات علمية واقتصادية وسياسية واجتماعية وغيرها. وهذا ما حدث ويحدث على أرض الواقع منذ أطلق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبمباركة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، رؤية 2030 في صيف عام 2016، ومنذ هذا التاريخ وإلى الآن، وقطف ثمار الرؤية لم يتوقف، والحديث عن مستقبل مزدهر للمملكة وشعبها لم ينته بعد. أردد بكل الصدق والإخلاص، أن لتلك الرؤية مفعول السحر في إعادة صياغة المملكة الثالثة على أسس قوية ومرتكزات ثابتة، وقيم ومبادئ راسخة، لا تتمتع بها إلا الدول الكبيرة في العالم، فمنذ بدء تنفيذ برامج الرؤية على أرض الواقع، والعالم بأسره يترقب ماذا ستفعل المملكة في إعادة صياغة المجتمع السعودي، وكيف ستواكب التحولات العالمية، وكيف ستحافظ على مكانتها الاقتصادية والدينية والسياسية، وكيف ستقتحم الباب المغلق على دول العالم الأول، وتشاركها التقدم والازدهار، وقد أجابت ثمار الرؤية على كل هذه الأسئلة وغيرها؟. ظن البعض أن جائحة كورونا التي أطلت برأسها القبيح على كوكبنا، ستعطل مسيرة المملكة، أو أنها ستؤجل برامج الرؤية وتربك حساباتها، إلا أن المملكة كانت لها حسابات أخرى، بعدما أصرت على مواجهة الوباء بكل حكمة وحزم وذكاء، وفي خط موازٍ واصلت تنفيذ برامج الرؤية وفق جدولها المسبق، في مشهد استثنائي، أكد لمن يهمه الأمر أن العالم بدا مرغماً على تقليص برامج التنمية لديه من أجل مواجهة الوباء، في المقابل كانت المملكة تنفق بسخاء على تنفيذ مشاريع الرؤية وتعزيز الازدهار. ما تفعله المملكة في تحقيق رؤيتها الطموحة وسط هذه الظروف الصعبة عالمياً، هو درس مجاني للدول التي أرادت أن تتعلم مبادئ الإصرار والعزيمة على صنع المستحيل، وتحقيق المعجزات، ويبقى ما تحقق غيض من فيض، فمازال في جعبة الوطن المزيد والمزيد، وفي اليوم الوطني ال92 سيكون لدينا ما نكتبه في حب الوطن. هنيئاً لشعب المملكة قيادتها الرشيدة التي لا تتدخر وسعاً في تأمين أقصى درجات الرفاهية لمواطنيها.. وهنيئاً لنا هذا البلد المعطاء والخيّر، وكل عام وأنت بخير وسلام يا وطني.