تسعة أعوام تفصلنا عن تمام المائة، وقريب منها تفصلنا عن 2030.. قبل 91 عاما حقق الملك عبد العزيز طيب الله ثراه رؤيته، في تأسيس وطن فتيّ، يرتكز على وحدة أراضيه؛ ويستعيد حكم أجداده؛ ويقف به أمام العالم ليقول كلمته عربيا واسلاميا. آمن رجال الوطن معه برؤيته فتجلّت لهم المملكة عروساً، من وسط ركام الصراعات، ومن بين نقع المعارك، وانقشع الغبار، وخرج موكب الملك عبد العزيز بهيّاً منتصراً حاملاً راية التوحيد. لقد حقق حلمه وتجسدت رؤيته، ووقف بالوطن شامخاً ليتسلّم أبناءه الأمانة. قبل 91 عاما وقف أجدادنا يصفّقون فرحاً بإعلان توحيد المملكة، لقد أدركوا حلمهم، واليوم يدرك الأحفاد قيمة حلمهم في مستقبل واعد مشرق، بين الموحّد والمجدّد هناك مداد من سنين العمر عشنا دقائقها وأيامها بكل حواسنا؛ اختلطت فيها مشاعر أبناء الوطن، وانتظمت فيها صفوفهم، وتلاحمت فيها هويتهم تحت راية الوطن. تتجدد الرؤية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله، ويرعى حفيد المؤسس ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بذرتها ويقود دفتها، من توحيد المملكة إلى تجديدها، ومن صانع حدود الوطن ورايته، إلى صانع رؤيته، معزز مكانته. عقود تتلألأ فتزين جيد الوطن لن نتحدث هنا عن الماضي المشّرف الذي بناه آباءنا وأجدادنا لأنه محفور بالذاكرة، ولن نتحدث عن الحاضر الجميل الذي ساهمنا فيه، لأننا نعيش تفاصيله؛ ونقرا كل الحروف التي يخطّها شباب وبنات الوطن على وجه التاريخ؛ ولكن دعونا ننطلق في رحاب الرؤية، ونساهم جميعاً في رسم ملامح مستقبلنا ومستقبل أبناءنا. نستمد الضوء من انوار رؤية 2030، والتي أكد سمو ولي العهد أنها متجددة على رأس كل عقد. الكثير من المبادرات الواعدة تنتظر الطرح، والمنصات الخاصة بالرؤية مفتوحة لمن لديه فكرة تخدم المجتمع، وتستثمر طاقات الشباب بما ينعكس نفعه على الوطن. الهمم اليوم عالية، والنفوس تتطلع إلى لتحقيق وجودها. لقد أهدى سمو سيدي ولي العهد للوطن والمواطن ثمرة أفكاره، وبوابات النجاح. وبث في نفوس أبناء الوطن العزم ليحققوا أحلامهم، وتطلعاتهم. نحن اليوم لا نحتفل فقط بالمنجزات على أكثر من صعيد، بل نحتفل بأننا الجيل الذي يرى هذا التحوّل الكبير في تحقيق النجاحات. وبناء الوطن بملامح أجمل، وفق صورة عصرية تلائم تطلعات شبابه، وستحقق هذه الرؤية مكانة أجمل لاسم المملكة عالمياً، في وقت حساس يشهد ولادة نظام عالمي جديد، اقتصاديا وعلمياً وتقنيا وعسكريا. وكل عام أجمل بإذن الله، ونحن ننعم بالأمن بتوفيق الله، في ظل قيادة رشيدة واعية متطلعة. ماض تليد، وحاضر مجيد، ومستقبل واعد جديد.. دام عزك يا وطن.