* مئات الصواريخ تسقط في إسرائيل وطائرات تقصف غزة * التصعيد يعقب التوتر المستمر منذ أسابيع في القدس * الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة تركزان على وقف التصعيد احتشدت قوات إسرائيلية على طول الحدود مع قطاع غزة اليوم الخميس فيما أطلقت فصائل فلسطينية مسلحة الصواريخ على إسرائيل وسط تصاعد للأعمال القتالية أثار القلق الدولي وأشعل فتيل اشتباكات بين اليهود والعرب في إسرائيل. واحتدمت موجة من العنف بين اليهود والأقلية العربية داخل إسرائيل خلال الليل وشملت هجمات على كُنس يهودية واشتباكات بين يهود وعرب في الشوارع في بعض البلدات. ووسط مخاوف من أن العنف قد يخرج أكثر عن السيطرة، تعتزم واشنطن إرسال مبعوثها هادي عمرو للمنطقة لإجراء محادثات مع إسرائيل والفلسطينيين. لكن جهود إنهاء أسوأ مواجهات في سنوات تبدو بعيدة جدا عن تحقيق أي تقدم. وقصفت إسرائيل، في تجدد للغارات الجوية اليوم الخميس على قطاع غزة، بناية سكنية مؤلفة من ستة طوابق في مدينة غزة قالت إنها تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير القطاع. وأفاد مسعفون في غزة بأن ما لا يقل عن 83 شخصا قُتلوا في القطاع منذ تصاعد العنف يوم الاثنين مما شكل ضغطا إضافيا على المستشفيات التي تعاني بالفعل من وطأة جائحة كوفيد-19. وقال عامل البناء أسعد كرام (20 عاما) وهو يقف على جانب طريق لحقت به أضرار جراء الضربات الجوية "نواجه إسرائيل وكوفيد-19. نحن بين عدوين". وسقط عمود لخطوط الكهرباء على جانب الطريق وتقطعت أسلاكه. وقالت الشرطة إن صاروخا أطلق من قطاع غزة سقط على بناية قرب تل أبيب، العاصمة التجارية لإسرائيل، مما أسفر عن إصابة خمسة إسرائيليين. ودوت صافرات الإنذار في أنحاء جنوب إسرائيل وهرع الآلاف على إثرها إلى المخابئ. وقال الجيش إن سبعة قُتلوا في إسرائيل منذ بدء أعمال العنف الأخيرة. وقالت مارجو آرونوفيتش، وهي طالبة في تل أبيب عمرها 26 عاما، "إسرائيل كلها تحت الهجوم. إنه وضع مرعب حقا". وقال متحدث عسكري إسرائيلي إنه يجري حشد قوات قتالية على الحدود مع القطاع وإن إسرائيل في "مراحل مختلفة من الإعداد لعمليات برية". والخطوة تعيد للأذهان توغلات مماثلة تمت خلال حربين دارتا في 2008-2009 وفي 2014. وقالت السلطات الصحية في قطاع غزة إنها تتحرى وفاة عدة أشخاص خلال الليل تشتبه في أنه نجم عن استنشاق غاز سام. وأضافت أن عينات تخضع للفحص ولم يتم بعد التوصل لنتائج نهائية. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن للصحفيين عقب اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "أتوقع وآمل أن ينتهي هذا قريبا، لكن إسرائيل لديها حق الدفاع عن نفسها". ودعا جيمس كليفرلي وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اليوم الخميس إسرائيل وحماس والفلسطينيين إلى التراجع عن حافة الهاوية ووصف التصعيد الحالي بأنه مروع وطالب حماس بوقف الهجمات الصاروخية على إسرائيل. * مواجهة مفتوحة تعهد نتنياهو بمواصلة "التحرك لضرب القدرات العسكرية لحماس" وغيرها من الجماعات التي تعمل في قطاع غزة. وتعتبر الولاياتالمتحدة وإسرائيل حماس جماعة إرهابية. وقتلت إسرائيل أمس الأربعاء قياديا كبيرا في حماس وقصفت عدة مبان، منها بنايات مرتفعة وبنك، قالت إنها مرتبطة بأنشطة الحركة. ورفعت حماس راية التحدي. وقال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية "المواجهة مع العدو مفتوحة". بدأت إسرائيل تحركاتها العسكرية بعد أن أطلقت حماس صواريخ ردا على اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين قرب المسجد الأقصى خلال شهر رمضان. وأثار القتال عبر الحدود توترا داخل إسرائيل حيث خرج بعض أبناء الأقلية العربية، التي تشكل 21 في المئة من سكان إسرائيل، في احتجاجات للتضامن مع الفلسطينيين. وتزايدت هجمات اليهود على مارة من العرب في مناطق مختلطة في إسرائيل خلال الليل. وقالت الشرطة إن شخصا في حالة حرجة بعد أن أطلق عليه عرب النار في بلدة اللد التي فرضت فيها السلطات حظر تجول. وذكرت الشرطة أنه تم اعتقال أكثر من 150 شخصا خلال الليل في اللد وبلدات عربية في شمال إسرائيل. ودفع ذلك رئيس إسرائيل ريئوفين ريفلين إلى التحذير من نشوب حرب أهلية بين العرب واليهود. وقال ريفلين، ومنصبه شرفي إلى حد بعيد، "رجاء أوقفوا هذا الجنون… نتعرض لخطر الصواريخ التي تُطلق على مواطنينا وشوارعنا، ونشغل أنفسنا بحرب أهلية لا معنى لها فيما بيننا". * إلغاء رحلات جوية ألغت شركات طيران أجنبية رحلاتها من وإلى إسرائيل بسبب الاضطرابات. وذكرت السلطات الطبية أن من بين القتلى في إسرائيل جنديا لقي حتفه أثناء دورية على حدود غزة وستة مدنيين منهم طفلان وعامل هندي. وقالت وزارة الصحة في غزة إن من بين القتلى في القطاع 17 طفلا وسبع نساء. وذكر الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس أن 400 صاروخ تقريبا من 1600 أطلقتها فصائل غزة لم تبلغ أهدافها وربما تسببت في سقوط قتلى ومصابين من المدنيين الفلسطينيين. وأدى العنف إلى تجميد محادثات خصوم نتنياهو لتشكيل حكومة ائتلافية للإطاحة به من منصبه بعد انتخابات غير حاسمة في 23 مارس/آذار. وعلى الرغم من أن الأحداث الأخيرة في القدس هي التي أشعلت فتيل التصعيد فإن الفلسطينيين يشعرون بالإحباط بسبب انتكاسات مُنيت بها آمالهم في إقامة دولة مستقلة خلال السنوات القليلة الماضية. ومن بين هذه الانتكاسات اعتراف واشنطنبالقدس عاصمة لإسرائيل وخطة أمريكية لإنهاء الصراع يرى الفلسطينيون أنها منحازة لإسرائيل وكذلك استمرار البناء الاستيطاني.