خلال زيارة الحملة الطبية التي نفذها مركز سعود البابطين لطب وجراحة القلب في ذكرى اليوم الوطني ال 81 سرد مسن حكايته مع التدخين قائلا : عرفت التبغ وأنا في العقد الثاني من عمري ، حينها كنا ندخن باستخدام عظمة ساق الخاروف ، حيث تحشى العظمة بالتبغ ونشعل طرفا منها وندخن من الطرف الآخر. ويتحدث أبو إبراهيم وهو يبتسم ابتسامة ملؤها الندم واصفا تجريم المجتمع للمدخنين بقوله ، لم نكن نجرؤ على ممارسة التدخين لأكثر من مرة واحدة في اليوم ، وكان المدخن يبتعد عن النطاق العمراني في قريتنا التي تبعد عن الرياض كيلومترات قليلة ، ولم يكن أحدا من رفاقه يجرؤ على حمل علبة السجائر ، وكان الحل الوحيد هو إخفاء العلبة بدفنها في الرمل في مكان معلوم. مبينا أن التبغ يرد إليهم عن طريق “التهريب” من بعض دول الجوار ، حتى عرف السجائر المعلبة مطلع العام 1952 ميلادية. ويتذكر أبو إبراهيم أول علبة شاهدها في ذلك العام قائلا : كانت العلبة تحمل صورة جمل ، ولذا كنا نسمي الدخان حينها “أبو جمل” ، ثم تلاه نوعا آخر اكتسب شهرة أكبر ولا يزال معروفا لدى كبار السن المعاصرين الآن وهو “أبو بس” وتسميته جاءت من صورة القطة التي على العلبة ، ثم توالت الأنواع ، فيما ظل التدخين يعتبر جريمة مجتمعية لعقود طويلة. يستشهد أبو إبراهيم بوعيد والده على أنه وعيد كل الآباء حينها ، يقول .. “كان والدي يتوعدني وأخوتي بين حين وآخر قائلا .. (لن يدخل منكم بيتي مدخن)، مستدركا.. “ومع ذلك تمردت على وعيده ودخنت ، لكني اليوم نادم أشد الندم”. ويبرر أبو إبراهيم ندمه بضعف قواه البدنية في حركته اليومية وفقدان وجهه للنظارة التي يفترضها ، وعلى الرغم أنه قادر على المشي والحركة البسيطة ، إلا أنه أكثر ضعفا من أبناء جيله على صعيد الجسد ، ويضرب مثلا بعجزه عن حمل السلع التي يشتريها لمنزله من مأكل ومشرب ، وأن مجرد المحاولة منه في حمل صندوق خضروات على سبيل المثال يكلفه تعبا مظن ، كما أنه لا يستطيع صعود عتبات قليلة ، وحين يحاول فإن صدره يضيق وتزداد صعوبة التنفس لديه. تجدر الإشارة أن حملة التوعية بأخطار أمراض القلب التي نفذها مركز سعود البابطين لطب وجراحة القلب التابع لمديرية الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الواحد والثمانين أظهرت مؤشرات حول ارتفاع مستوى الاهتمام من قبل العامة بالحملات التوعوية في المجال الطبي وزيادة الثقافة الطبية لديهم. وقد قامت الفرق الطبية التابعة لمركز البابطين أجرت كشوفات طبية ل 1084 مراجع لمراكز الحملة ، معظمهم من السعوديين والبقية من 13 جنسية عربية وأجنبية . 665 منهم من النساء والبقية ذكور ، فيما تراوحت أعمار المراجعين بين 9 أعوام و 67 عاما ، مشيرا إلى أن الهدف الرئيس من وراء الحملة هو تنبيه الناس من الوقوع في أمراض القلب ، إيمانا بأن الحفاظ على الصحة مطلب شرعي ووطني .