أكدت المملكة العربية السعودية أهمية القطاع السياحي في زيادة النمو الاقتصادي، وخلق الفرص الوظيفية، وتعزيز التنمية المستدامة والاجتماعية، ودعم الجهود التي تسهم في تطوير الصناعة السياحية، داعيةً للمحافظة على البيئة، وتطبيق المبادئ المستدامة، وضرورة تمكين الأفراد وخاصة النساء في هذا القطاع المهم، إلى جانب تعزيز التعاون الدولي والجهود المشتركة لدعم القطاع السياحي الذي تضرر بشكل كبير من جائحة كوفيد-19، وتكثيف العمل للتعافي من أثرها. جاء ذلك ضمن كلمة المملكة التي ألقتها السكرتير الثالث لوفد المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة ريم بنت فهد العمير، في المناقشة العامة لبند " تنفيذ المدونة العالمية لأخلاقيات السياحة"، ضمن أعمال اللجنة الاقتصادية والمالية (الثانية)، خلال الدورة ال 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وأوضحت العمير في الكلمة: إن المملكة تولي اهتماماً وحرصاً كبيراً لتنمية القطاع السياحي، حيث تشكّل المملكة بمساحتها الشاسعة وتضاريسها المتباينة ومناطقها المختلفة وجهةً للاستكشاف والسياحة، مشيرةً إلى أهمية صناعة السياحة التي تسهم في تحقيق الأهداف التنموية والاجتماعية والوطنية. وبينت أن المملكة تدعم السياحة لمساهمتها الإيجابية في تعزيز الاقتصاد المحلي والتنمية الداخلية وتعزيز أهداف التنمية المستدامة، حيث تساهم السياحة في توفير مصادر للدخل لأفراد المجتمع، وفي خلق فرص العمل للشباب السعودي، وتوفر فرصاً للأعمال التجارية التي تعتمد على الشركات المتوسطة وصغيرة الحجم في تعزيز مدخولها، وتساهم كذلك في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني، إضافةً إلى كونها جسر للتواصل الإنساني والثقافي مع شعوب العالم، وتأكيد التواصل والتفاهم المشترك. وأضافت العمير: أن المملكة تشارك في عضوية ثلاث لجان أساسية في اليونسكو وهي المجلس التنفيذي، ولجنة التراث العالمي، ولجنة التراث الثقافي غير المادي، حيث تمتلك المملكة تراثاً ثقافياً غنياً، فتتميز باختلاف مناطقها من صحرائها الشاسعة إلى جبالها الشاهقة، وتم توثيق العديد من المظاهر الثقافية في المملكة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي. ولفت النظر إلى أن من أهم النقاط التي تعزز من الجذب السياحي للمملكة، هي وجود معالم تاريخية ومظاهر التراث الثقافي، التي تمتاز بتاريخ وحضارة عميقة، وعلى سبيل المثال مدائن صالح في منطقة العلا، حيث أدرج الحِجر في العلا ضمن لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، فيما تشكل العلا موطناً لمجموعة من المواقع التاريخية والأثرية وعاصمة للمملكتين الدادانية واللحيانية، إضافة إلى احتضان كثير من مناطق المملكة الواسعة، العديد من المواقع التي تعكس التاريخ وثقافة الأرض السعودية، مبينةً أنه تماشياً مع رؤية المملكة 2030م، تعمل حكومة المملكة على بناء مدينة نيوم وهي أحدى أكبر المشاريع التي ستسهم في دعم القطاع السياحي وقطاعات أخرى، حيث تجسد نيوم رؤية تعتمد على تنمية مستدامة تتوفر فيها أفضل الفرص الاقتصادية وسبل العيش. وقالت السكرتير الثالث لوفد المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة، أن المملكة اعتمدت الإستراتيجية الوطنية للسياحة، التي تهدف فيها إلى رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي إلى ما يزيد على 10 % بحلول العام 2030م، وتوفير العدد الأكبر من الفرص الوظيفية تماشياً مع رؤية المملكة 2030م، إضافةً إلى إنشاء التأشيرة السياحية في سبتمبر 2019، التي تسمح لمواطني 49 دولة، الحصول عليها إلكترونياً، وتشمل ال 49 دولة ما يقارب 80 % من طاقة الإنفاق السياحي على مستوى العالم، وتضم 75 % من قاصدي الرحلات السياحية الفارهة عالمياً. كما أنشأت المملكة صندوق التنمية السياحي لتشجيع الاستثمارات السياحية في المملكة وتنويع مصادر الدخل وزيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي، وكذلك زيادة فرص العمل لبنات وأبناء المملكة في القطاع السياحي والإسهام في زيادة عدد السياح القادمين إلى المملكة وفقاً لمستهدفات الإستراتيجية الوطنية للسياحة ورؤية المملكة 2030، حيث يدعم الصندوق المشاريع التي تدعم تطوير السياحة المحلية في مختلف مناطق المملكة – بحسب ما جاء في كلمة المملكة خلال الدورة ال75 للجمعية العامة للأمم المتحدة . وتابعت العمير قائلةً: تأثر القطاع السياحي بشكل كبير نتيجة انتشار وباء كوفيد 19، فسعت المملكة من أجل تحقيق التعافي في القطاع السياحي الذي يعاني عالمياً في ظل الجائحة، حيث ابتكرت حملة "صيف السعودية يتنفس" مع تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية لحماية العاملين والسياح، التي أشاد بها معالي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية عند زيارته للمملكة خلال هذه الحملة، حيث عملت وزارة السياحة على مواجهة التحديات الناتجة من انتشار الوباء وخلق فرصة لتشجيع السياحة الداخلية والترفيه عن مواطني المملكة في ظل الجو السلبي الذي أحاط العالم بسبب الجائحة. وأضافت: أن مجموعة العشرين برئاسة المملكة العربية السعودية، ومن خلال مجموعة العمل الخاصة بالسياحة، سلطت الضوء على دور السياحة في تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، وأهمية الاستجابة المشترك لجائحة كوفيد-19، وتطوير التنمية الشاملة من خلال السياحة وحماية البيئة والحفاظ على التراث الاجتماعي والثقافي، وتعزيز السفر الآمن والسلس، وأهمية تنسيق الجهود والتعاون الدولي في سبيل دعم الدول التي تعتمد على القطاع السياحي بشكل كبير للتعافي من آثار الجائحة. وأكدت العمير أن للمملكة جهوداً رامية لرفع نسبة عمل المرأة خاصةً في قطاع السياحة، حيث عملت على تأهيل النساء ضمن برامج تدريبية متخصصة وموجهة للمرأة السعودية، كما أن أعداد الخريجات من المعاهد السياحية في مناطق المملكة في ارتفاع، حيث تسعى الجهات المعنية لإدماج المرأة في القطاع السياحي بشكل أكبر وعلى مختلف الأصعدة لتحسين وضعها في قطاع السياحة وتمكينها، مشيرةً إلى أن المرأة السعودية تبوأت المناصب الكبرى في هذا المجال على الصعيد المحلي كوجود نائب وزير السياحة للشؤون الإستراتيجية والتخطيط، وعلى الصعيد العالمي حيث تشغل سيدة سعودية منصب المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة السياحة العالمية.