اجبر فيروس (كورونا) الدبلوماسية العالمية الى التعامل عن بُعد ، فنجد المؤتمرات واللقاءات السياسية والصحية وغيرها تتم عبر الدوائر التلفزيونية عن بعد وكان هذا الخيار الوحيد امام استمرار فيروس (كورونا ) في حصد أرواح البشر وإيقاف الطيران واتخاذ الاحترازات الهامة ضد انتشاره بين البشر. ونحن نعلم ان الدبلوماسية هي السلوك الذي يتخذه الأفراد من اجل احداث بعض التغيرات على القرارات والسياسات المتخذة من قبل الحكومات والدول عبر أساليب منها الحوارات المباشرة والاجتماعات على الطاولة واللقاءات الجانبية. واتسعت تصنيفات الدبلوماسية في الآونة الأخيرة لتشمل عدة مسميات منها الدبلوماسية البرلمانية والدبلوماسية الكلاسيكية والدبلوماسية الثقافية ودبلوماسية المؤتمرات، وكل هذه الأنواع وغيرها تهدف الى الالتقاء وتبادل وجهات النظر ونقاش الاتفاقيات والقرارات وجهاً لوجه. ولعل ما فرضه فيروس كورونا على الدبلوماسية ولم يكن متوقع في هذه المرحلة التي يمر بها العالم ان يكون هناك تصنيف جديد للدبلوماسية وهي الدبلوماسية الكورونية (عن بُعد) وهي ان يمارس الدبلوماسي عمله عن بعد دون الالتقاء بالأشخاص مباشرة. وقداستشعره المسؤولين على كافة المستويات فبدأت الاجتماعات تعقد عن بُعد مستخدمين أنظمة التقنية الحديثة ، ففي اجتماع وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي الاستثنائي في 14 مارس 2020 اجتمع الوزراء مستخدمين تقنية الفيديو كونفرانس، وكذلك المنظمات الدولية أصبحت تعقد اجتماعاتها عن بعد فاليونسكو عقدت اجتماعها في 18 مارس 2020 لمناقشة وضع الطلاب والعملية التعليمية بعد تهديد فيروس كورونا. وقد استشعرت المملكة العربية السعودية ذلك الخطر ، وانطلاقاً من مسؤولياتها ومكانتها الدولية وترأسها لقمة مجموعة العشرين فقد أوضحت باتخاذ التدابير الاحترازية ضد انتشار فيروس كورونا في اجتماعاتها القادمة حرصاً منها على تعزيز الجهود الدولية والدعم والتنسيق للتصدي للأثار الإنسانية والاقتصادية الناجمة عن هذا الفيروس وتوج ذلك اجتماع رؤساء مجموعة قمة العشرين والتي عقدت برئاسة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في 26 مارس 2020 لبحث جائحة فيروس كورونا ، وتلتها اجتماعات في اغلب دول العالم وجميعها استخدم التقنية في الاجتماع عن بُعد وعدم الجلوس على طاولة او اللقاء في ردهات القاعات. وسوف يكون هذا النمط من الدبلوماسية السمه الغالبة لأي لقاءات بين الدول وبين المسئولين على صعيد أدارة الأزمات وحتى الاجتماعات واللقاءات في معظم المحافل والهيئات العالمية وسوف تلجأ اليه الدول في اجتماعاتها مثل مجالس الوزراء ومجالس الشورى والاجتماعات الأخرى.