رعى نائب وزير التعليم الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي صباح اليوم الأحد، حفل افتتاح المؤتمر الدولي للهوية الوطنية في ضوء رؤية المملكة العربية السعودية 2030، الذي نظمته جامعة شقراء، وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بأحد فنادق الرياض، نيابة عن وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ. وأكد الدكتور عبدالرحمن العاصمي في كلمته الافتتاحية في المؤتمر أن المملكة أولت اهتماماً كبيراً بمفاهيم الهوية الوطنية منذ عهد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه- وأن هذا المؤتمر يأتي استمراراً للنهج الإداري الذي تضطلع به جامعاتنا الوطنية في سياق دعمها لتوجهات المملكة التنموية وتحقيق رؤاها وتطلعاتها المستقبلية. وقال: نعيش في العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – حيث تشهد المملكة اهتماماً غير مسبوق بهويتنا الوطنية من خلال منظومة من المبادرات والبرامج والمشاريع التي تستهدف تعميق الانتماء الوطني وتعزيز القيم الإيجابية كالوسطية والتسامح وتحمّل المسؤولية الاجتماعية والالتزام بالعمل في ظل ما يشهده العالم من تغيرات. ولفت النظر إلى أن التعليم يمثل مدخلاً لتحقيق أهداف الدولة، فمهامه ومسؤولياته تتعدى حدود تكوين المعرفة إلى فضاءٍ رحب يعمل على غرس قيم المواطنة وتنميتها في نفوس الطلاب بما يعزز روح المبادرة والعطاء وتحمّل المسؤولية ليكونوا شركاء في بناء المستقبل وترسيخ المنجزات السعودية الحضارية والفكرية والتنموية. من جانبه أكد مدير جامعة شقراء الدكتور عوض آل خزيم الأسمري أن الهوية الوطنية من القضايا الأساسية المهمة في عمليات الإصلاح والتطوير لأنها تعني الصلة بين الفرد والدولة، وأن العولمة قد أفرزت واقعاً جديداً في مجال إعادة تشكيل الهويات الوطنية وتعزيزها ،الأمر الذي يستوجب على الجامعات القيام بدور في تعزيز الهوية الوطنية السعودية، وهو ما تبنته جامعة شقراء وأفرز هذا المؤتمر الدولي الأول من نوعه على مستوى الجامعات السعودية تحت عنوان (الهوية الوطنية في ضوء رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وبشعار – مستعدون للمستقبل ومشاركون في صناعته، وذلك انسجاماً مع الرؤية التي جاءت الهوية الوطنية أحد توجهاتها الرئيسية لبناء المواطن السعودي. بدوره ألقى الدكتور طلال بن عبدالله الرشيد كلمة خلال المؤتمر أكد فيها أن التحديات الوطنية تتطلب إعادة تشكيل الهوية الوطنية بما يتواكب مع المتغيرات المعاصرة وأن لا يكتفى بمؤتمر واحد بل يجب أن يكون الحوار حوله في كل المحافل الثقافية والأدبية والمهرجانات وعبر المساجد والمدارس والجامعات ومراكز الأبحاث ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى وذلك لدعم عمليات الإصلاح والتطوير النهضوي الذي تعيشه بلادنا بصورة غير مسبوقة، وهذا ما استشعرته جامعة شقراء وعملت عليه. إثر ذلك انطلقت جلسات المؤتمر بمشاركة أكثر من 57 متحدثا عبر 10 جلسات رئيسية على مدى يومين يُعرض فيهما 138 بحثاً عبر 32 ورشة عمل لغرض تحقيق أهداف المؤتمر، وهي تعزيز الهوية الوطنية وغرس قيم الانتماء والولاء الوطني وقيم الوسطية والتسامح ودعم برنامج تعزيز الشخصية السعودية كأحد أهم البرامج الاستراتيجية لرؤية 2030، وكذا عرض التجارب العالمية والرؤى الاستشرافية في مجال تعزيز الهوية الوطنية.