رجح علماء أمريكيون أن يكون سبب الشكل الحالي للقمر هو اصطدامه مع تابع آخر للأرض وأن يجيب هذا التصادم على السؤال الذي لم يحل حتى الآن بشأن السبب وراء اختلاف الوجه القريب من القمر عن الوجه الآخر له.ويرجح العلماء تحت إشراف مارتن جوتسي من جامعة كاليفورنيا وجود تابعين للأرض قبل عدة ملايين من السنين.ونشر الباحثون هذه النتائج اليوم في مجلة نيتشر البريطانية. ويحاول العلماء منذ سنوات معرفة السبب وراء الاختلاف الملفت للنظر بين وجهي القمر حيث يتكون جزء كبير من الجهة الأمامية للقمر من وديان مسطحة في حين أن الوجه الخلفي له عبارة عن مرتفعات جبلية. ويعتقد الكثير من العلماء أن القمر نشأ قبل نحو 4.5 مليار سنة عندما اصطدم جرم سماوي كبير بحجم المريخ بالأرض وأن الحطام الناتج عن هذا الاصطدام انصهر فيما بعد مع بعضه مكونا تابعا للأرض. ورسم الباحثون تحت إشراف جوتسي سيناريو آخر اعتمادا على عمليات محاكاة معقدة باستخدام الكمبيوتر حيث يرجحون أن يكون قد نشأ عن هذا التصادم الكبير تابع آخر للأرض أصغر من القمر بقطر نحو 1200 كيلومتر أي ما يعادل ثلث حجم القمر. وحسب هذا التصور فإن هذا التابع ظل عقب نشأته عدة ملايين من السنين في مدار مستقر نسبيا حول الأرض وذلك قبل أن يصطدم في النهاية بالقمر. وحسب نموذج المحاكاة فإن سرعة ارتطام تابعي الأرض وصلت 4ر2 كيلومتر في الثانية وأن الأحجار الناتجة عن هذا التصادم تراكمت في القمر الكبير، وبالتحديد في الناحية التي أصابها الارتطام وهو ما يفسر حسب العلماء وجود مناطق جبلية على الوجه الخلفي للقمر وكذلك زيادة سمك قشرة القمر في هذا الجانب عن الجانب المواجه للأرض وذلك لتعلق مادة التابع السابق الصغير بهذه الناحية.