أكد سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن من فضل الله تعالى على بلاد الحرمين الشريفين وقيادتها التمسك بالعقيدة الصافية وتطبيق الشريعة الإسلامية، واتِّباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وبين سماحته أن دستور المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها قائماً على كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، تستمد منهما الدولة جميع أنظمتها، وتسعى في تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في الواقع العملي، وتعتني بإحياء الشعائر الدينية وإقامتها في ربوع المملكة وأرجائها. وأوضح سماحته أن من الشعائر الدينية التي اهتمتْ بها حكومة المملكة العربية السعودية شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم يكن ذلك مجرد عمل عفوي غير منظم، بل أنشأت لها هيئة خاصة لها إدارة مستقلة ولها مكاتب وفروع في جميع أنحاء البلاد الواسعة والمترامية الأطراف، تعنى بتنظيم هذا الجهاز الكبير، وتسيير أموره وشؤونه على وجه يليق بشأن هذه الشعيرة المباركة. و أكد سماحته أن الدولة قد أنفقت أموالاً طائلة في سبيل تنظيم عمل الهيئة وتطويرها وتزويدها بالأجهزة والوسائل التي تعين رجال الهيئة على أداء مهماتهم على أكمل وجه وأفضله. لافتا إلى أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد سارت في أداء مهمتها ورسالتها على وفق تعاليم الكتاب والسنة، وانتهاج منهج السلف الصالح في تطبيق هذه الشعيرة على واقع المجتمع وبين الناس. فكانت لرجال الهيئة جهود مباركة في الدعوة إلى الله، والدعوة إلى العقيدة الصحيحة، ومحاربة الشركيات والخرافات والخزعبلات، وإنكار المنكرات الأخلاقية والسلوكية. مؤكداً أنه كانت لهذه الجهود التي استمرت عقوداً من الزمن آثاراً طيبة وثماراً يانعة تمثلت في الحدِّ من انتشار الجرائم والمنكرات بأنواعها، وتحقيق الأمن والأمان في البلاد، وصيانة جناب التوحيد والعقيدة والأخلاق، وترغيب الناس في أداء الواجبات الدينية من الصلاة في الجماعة في المساجد، والمحافظة على صلوات الجمع والأعياد، وتعليم الناس أمور دينهم، وتصحيح عقائد الناس، وإبعادهم عن كثير من الأمور الشركية المنافية لعقيدة التوحيد، والمنكرات المنافية لأخلاق الإسلام وقِيَمه وفضائله. وقد تحلّى رجال الهيئة –عموماً– في قيامهم بأعمالهم ومهماتهم بانتهاج طريقة السلف الصالح من توخِّي الحكمة واللين في الدعوة والأمر بالمعروف، والرفق بالناس في الإنكار عليهم، ونصحهم وحسن توجيههم ومعاملتهم بالحسنى من منطلق الشفقة عليهم والرفق بهم والحرص على إصلاح حالهم. وقد أثمر انتهاج هذا النهج الوسطي السلفي في إصلاح أحوال كثير من أفراد المجتمع، وتوجيههم نحو الخير والصلاح، وإبعادهم عن طريق السوء والإجرام. وكانت لعناية حكومة خادم الحرمين الشريفين وكبير اهتمامها بهذا الجهاز المبارك أبلغ الأثر في نجاح عمل رجال الهيئة وتحقيقها لهذه الإنجازات الكبيرة، ووصولها للهدف المنشود والغاية المقصودة بعون الله وتوفيقه. وقد عزمت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بإقامة (المؤتمر الوطني لمنهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودور المملكة العربية السعودية في تعزيزه). ليقوم هذا المؤتمر بتسليط الضوء على جهود الهيئة خلال الفترة الماضية وإظهار مكاسبها وإنجازاتها، وبيان منهجها الوسطي السلفي، وإبراز دور المملكة العربية السعودية وحكومتها الرشيدة في تعزيز شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورعايتها لهذا الجهاز المبارك، ودعمه بكل وسيلة ممكنة. فجزى الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بموافقته السامية على إقامة هذا المؤتمر المبارك، وبارك في جهوده وجهود ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وجعلهما ذخراً للإسلام والمسلمين. وجزى الله القائمين على هذا المؤتمر وعلى رأسهم فضيلة الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند على جهوده المباركة، ووفق الجميع لما يحب ويرضى.