د.مطلق الروقي ماقبل 21 جمادى الاولى 1351 ه ، كان هذا الوطن أقاليم مشتته تغلب عليها الصراعات والنزاعات فقيض الله لها القائد المؤسس الملك عبد العزيز برؤية الدول القائمة على الكتاب والسنة دستورا ومنهاجا فأصبحت في مدة وجيزة تعتبر قصيرة بعمر الدول من دولة تفتقد كل مقومات الحياة ، وتواجه تهديدات سياسية ، ومخاطر أمنية ، وتحديات تنموية كبرى ، إلى دولة عصرية تحجز لها مكانة سياسية واقتصادية مرموقة بين الدول المتقدمة ، بفضل دور القيادة الحكيمة ، والإدارة الرشيدة التي سارت على خطى المؤسس في تحقيق التنمية الشاملة والمتكاملة في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية حتى تحولت هذه الدولة من صحراء قاحلة تغيب فيها كل مقومات الحياة إلى مدن عصرية تنعم بكافة المشاريع الخدمية . ورغم ما تحقق من إنجازات شهدتها المملكة العربية السعودية ، يبدو العام الموافق للذكرى 88 من عمر الوطن الغالى ، مختلفاً عن بقية الأعوام ، حيث حمل الكثير من القرارات والمعطيات التى ترتقى بالمواطن ، وتحقق للوطن تقدمه وإزدهاره ، وتحافظ على ما وضعه الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود من لبنات قبل 87 عاما ، وسار عليه من بعده ملوك المملكة العربية السعودية . مضى هذا العام من تاريخ الوطن ، بإنجاز ملفات صعبة ظلت معلقة لأعوام طويلة ، لنكمل معها مسيرة البناء والتحدي ، ونحافظ على ما تحقق من إنجازات ومكتسبات ، لم يكن الطريق إليها سهلاً ويسيراً ، فبدون الحزم والعزم ، من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، لما كانت هناك قرارات تاريخية فى معالجة هذه الملفات ، ولعل أهمها :ملف الفساد ، حيث قاد سمو ولي العهد حملة لمكافحة الفساد أصبحت مثالاً يحتذى به تنادي شعوب الدول الأخرى حكوماتها بمثلها لاجتثاث الفساد ، وصدر قراراً يسمح بقيادة المرأة للسيارة التي ظلت محل نقاش لسنوات طويلة مابين مؤيد ومعارض،حتى كان القرار التاريخي حاسماً ومنصفاً للمرأة لتشارك شقيقها الرجل فى بناء وتنمية وطنها وفق مبادىء الدين الحنيف وقيم وتقاليد مجتمعها . في هذا العام شهد العالم بأسرة ، ثمار برنامج التحول الوطني تحقيقاً لرؤية 2030 بمشاريع تنموية ، تخلق إقتصاداً متنوعاً لا يعتمد على النفط ، وجيلاً جديداً من السعوديين المهرة المسلحين بالعلم والمعرفة ، وما "نيوم "و"القدية " و"البحر الأحمر " ، إلا دليل لتحقيق الحلم وجعل المملكة واحة للاستثمار الآمن المستقر ، ووجهة سياحية مختلفة لجذب السياح دعمها قرار تطوير "العلا التاريخية" . وجاء الأمر الملكي بإنشاء وزارة الثقافة إيمانا بالدور الثقافي في تنمية المجتمع وتنويره ،وإبراز الدور الحضاري للمملكة العربية السعودية ، وحمل هذا العام إنجازات رياضية تمثلت في تأهل المنتخب الوطني لكأس العالم في روسيا ، وقرارات إصلاحية للاتحادات والأندية الرياضة بدأ بقرار سمو ولي العهد بتسديد ديون الأندية ، وزيادة عدد المحترفين . وعلى الصعيد السياسي كانت المملكة حاضرة حزماً وعزماً ، فبعد عاصفة الحزم ضد ميلشيات الحوثي الإرهابية في اليمن ، كان قرار قطع العلاقات مع كندا دلالة حزم ورسالة سياسية سعودية جديدة مفادها أن كل أن من ينال المملكة مهما بلغت قوته أو مكانته سيكون الرد مزلزلاً وغير متوقعاً ، وفي نفس الأمر واصلت القيادة السعودية دورها الريادي العربي والإسلامي في رص الصف، ونبذ الفرقة ، فأسهمت جهود خادم الحرمين الشريفين في رأب الصدع بين اثيوبيا وارتيريا بعد قطيعة دامت عشرين عاماً؛ وكذلك إنهاء الخلاف بين جيبوتي وارتيريا لتؤكد المملكة إنها الشقيق الأكبر ، الذي يحمل دائما هم تحقيق السلام لمافيه خير ومصلحة كل الشعوب. فى يوم الوطن ( 88)، يجب أن نفخر بقيادة الوطن التي تعمل على راحة مواطنيها من خلال السعي للتنمية الشاملة والمتكاملة في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، لذلك واجبنا أن نلتف حول قيادتنا الرشيدة ، وأن نكون أكثر قوة وصلابة فى حماية الجبهة الداخلية ، كما يحمى جنودنا البواسل جبهتنا الخارجية ، لنصنع جميعا أيقونة جديدة فى الانتماء والولاء وحب الوطن . د.مطلق الروقي