متابعات - الوئام للسنة الثانية على التوالي، يعمل نظام الحمدين على منع الحجاج القطريين من أداء فريضة الحج، خامس أركان الإسلام، لأجل إقحام المشاعر المقدسة في أزمته، بعد مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب له. كما يعمل الشيطان، تفعل الصواب فيجرك ناحية الشر، هكذا كان دور قطر في موسم الحج، فكلما حاولت المملكة تسهيل الحج للقطريين، زادته سلطات الدوحة تعقيدا. السعودية تعي جيدا، كما يفترض بها كحاوية وحامية لبيت الله الحرام، مدى قدسية شعائر الحج، ولم تأل وزارة الحج والعمرة جهدا، منذ بدء الأزمة، لتسهيل استقبال الحجاج من الأشقاء القطريين. واعتمدت المملكة في ذلك كل الدعم الذي يمكن تقديمه، تارة بتوفير طائرات خاصة تابعة للخطوط الجوية السعودية لنقل كافة الحجاج القطريين واستضافتهم بالكامل على نفقة خادم الحرمين الخاصة، والتي منعتها السلطات في الدوحة ولم تمنحها التصريح بالهبوط، وتارة بإعفاء الحجاج القطريين من التصاريح الالكترونية لدخول المملكة العربية السعودية، وتارة بإدانة ممارسات قطر غير المسؤولة، وتارة بتوفير مسار خاص للحجاج القطريين بعد رفض نظام الحمدين توفير خدمة التسجيل لهم، عبر روابط إلكترونية، وأخيرا بتوفير روابط بديلة بعد التي تم منعها من النظام القطري. فيما اعتمدت قطر في ممارستها تجاه مناسك الحاج حسابات خاطئة، فعدد الحجاج من الأشقاء القطريين غير كاف لإرباك حسابات المملكة تجاه موسم الحج. السعودية التي يحمل الملك فيها لقب «خادم الحرمين الشريفين» لم تدخر جهدا لجعل موسم الحج أكثر يسرا وسهولة، والتي كان آخرها مبادرة "الطريق إلى مكة"، والذي يعني بإنهاء إجراءات الحجاج قبل الوصول إلى المملكة. سلوك قطر ليس بالجديد على العالم الإسلامي، فما تقوم به قطر حاليا سبقتها إليه إيران، ففي نهاية الثمانينات (بعد قطع العلاقات السعودية الإيرانية) منعت طهران حجاجها من أداء الفريضة لثلاث سنوات. وفي 2016 أيضا منعت إيران أيضا حجاجها البالغ عددهم 80 ألفا من أداء المناسك. لم نسمع حتى الآن عن أي شكوى جدية موثقة من أي مواطن قطري حول آليات السعودية في التعامل معهم خلال موسم الحج. ورغم ذلك، لا يزال نظام الحمدين يبث سمومه وأكاذيبه، معتقدا أن ممارسته قد تفيده في الخروج من عنق الزجاجة بعد مقاطعة المملكة له. تنوعت مبادرات المملكة العربية السعودية لجعل حج القطريين أكثر يسرا وسهولة، وذلك على العكس مما تفعله الدوحة بمواطنيها، فنظام الحمدين حجب الرابط الأول الذي أطلقته وزارة الحج والعمرة مطلع شهر ذي القعدة الجاري، ما دعا حكومة خادم الحرمين، اليوم (الجمعة) لإطلاق الرابط الثاني. ولم ترد السلطات المختصة في قطر على مخصر الاتفاق المقدم لأجل التنسيق في موسم الحج، حتى انتهاء المدة المتفق عليها في 1439/10/15، ما يعكس المتسبب الحقيقي في "تسييس الحج".