هاجم الإعلامي خالد دراج المؤسسات الصحفية قائلا إنها تحتاج لاجتثاث كامل لكل كوادرها واستبدالهم بعقليات تتفاعل مع المجتمع ومشاكله في البرنامج التدريبي التثقيفي الذي أقيم بالنادي الأدبي الثقافي بالطائف ليومي الاثنين والثلاثاء الماضيين بعنوان (( التحولات المهنية في ممارسة العمل الإعلامي ))حيث قدم الإعلامي الأستاذ خالد محمد دراج هذا البرنامج ضمن فعاليات جماعة فرقد الإبداعية بالنادي وقد بدأ البرنامج بكلمه لرئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بالطائف الأستاذ عطاالله بن مسفر الجعيد حيث قام بتقديم البرنامج مرحبا بالحضور ثم عرج على السيرة الذاتية للأستاذ خالد دراج ومسيرته المهنية و الإعلامية تحدث بعد ذلك الأستاذ خالد دراج عن سعادته بالعودة إلى النادي الأدبي الثقافي بالطائف بعد غياب دام لأكثر من ثلاثين عاما عندما حضر إلى النادي و هو طالب في المرحلة الثانوية ثم تحدث عن مواصفات الإعلامي الناجح و عن الاحتراف في الصحافة قائلا إن أغلب المحررين الصحفيين الحاليين متعاونون مع الصحف وليسوا محترفين مشيرا إلى أنه لا يوجد مسمى صحفي متعاون في الصحافة العالمية مبديا أسفه على ذلك، ثم تحدث عن مراحل الصحافة و الحركة الصحفية بالمملكة مشيرا إلى دور الطائف الإعلامي في مراحل الصحافة السعودية وقال إن الطائف تقع في مرحلة بين صحافة الأفراد و صحافة المؤسسات في عهد الملك فيصل رحمه الله عندما اجتمع مع ملاك الصحف في مدينة الطائف وقال لهم (نتطلع لدمج الصحف الفردية وتحويلها إلى مؤسسات صحفية ) . وتحدث عن سبب عدم وجود صحيفة عكاظ بمدينة الطائف حيث قام مؤسس الصحيفة أحمد عبدالغفور عطار بإصدار تصريحها من مدينة الطائف كمخرج لبعض التعقيدات في إصدار التصاريح فاستأجر غرفة في فندق العزيزية و سجل هذه الغرفة كمقر للصحيفة لاستخراج التصاريح اللازمة لصحيفة عكاظ و تحدث عن الحركة الصحفية في الطائف وروادها مثل الأستاذ محمد الزايدي و الأستاذ مناحي القثامي و الأستاذ سليمان الزايدي و الأستاذ حماد السالمي و الأستاذ سعد الثوعي و الدكتور محمد قاري السيد و غيرهم و قال بدأت الطائف تتشكل إعلاميا في عام 1400 ه حيث بدأت الصحف بفتح مكاتبها تباعا منذ ذلك العام ثم قام بإجراء مقارنة بين الإعلام السعودي و الإعلام البريطاني، و تحدث بعد ذلك عن مراحل تطور أدوات الصحفيين و الفرق بين الأدوات القديمة من أجهزة وتقنيات و ما كان يعانيه الصحفيون من صعوبات في التصوير و طرق إرسال الإخبار و المواد الإعلامية و الأدوات التي كانوا يستخدمونها و الفرق بينها وبين التطور الكبير الذي حصل في هذا المجال في ظل وجود الهواتف الذكية والإنترنت . وفي حديثه عن مستقبل المؤسسات الصحفية قال: إن المؤسسات الصحفية تحتضر الآن في ظل المعطيات و التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي حيث وصلت كبريات الصحف في المملكة إلى تسريح كثير من موظفيها بسبب الفكر الضيق في إدارات هذه الصحف حيث لم يتم التخطيط واستشراف المستقبل للانتقال بين مرحلة الصحافة الورقية إلى الصحافة الالكترونية و الإعلام الجديد و قال أنا لا أتوقع كباحث أن تختفي المؤسسات الصحفية و لكنها ( ستنكمش ، وستتقلص ، وستندمج ) مشيرا إلى أن الاندماج هو أحد الحلول المطروحة في وزارة الإعلام حيث ستبقى ثلاث كيانات و مؤسسات صحفية كبرى و تدمج بقية المؤسسات بها ،وتحدث عن دور رؤساء التحرير في تغييب الوعي لدى القراء ولدى المجتمع ودورهم في انحدار المهنة الصحفية و ممارستهم للتزلف الصحفي دون أن يطلب منهم ذلك ،وعن التحول الكبير في المفاهيم الإعلامية خصوصا ما يقدمه الإعلام الجديد الذي وصفه بإعلام العامة و الدهماء وتصدره وانحسار دور الصحف و الإعلام الورقي الصادر عن المؤسسات الصحفية الكبرى و قال يجب أن يترجل كثير من رؤساء التحرير لهذه المؤسسات والصحف ، وفي حديثه عن الإعلام الجديد في المملكة قال دراج إنه سبق جميع الدول العربية وحتى مصر حيث يوجد شباب في بعض مواقع التواصل الاجتماعي و الصحف الالكترونية لديهم من المهنية الصحفية و الاستقصاء ما تفوقوا به و تميزوا عن غيرهم ثم قام بعرض بعض النماذج لمقاطع فيديو وثقت حوادث و أثارت الرأي العام وحركت كثيرا من الأجهزة الأمنية والحكومية و الوزارات و المسؤولين وعلى أعلى المستويات و التي تعد أعمالا إعلامية مؤثرة و قوية و قال: إن مقطع فيديو يصوره شخص في الشارع أو امرأة تقف على نافذة منزلها قد تقدم قضية و سبقا تعمل عليه الصحافة الورقية لعدة أشهر و عرض بعض النماذج لمثل هذه المقاطع ثم تحدث عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الرأي العام حيث عرض مقطع فيديو يتناول قضية الخلاف بين الفلبينوالكويت حول العاملات المنزليات و قال إن هذا المقطع أثار الرأي العام في الكويت بشكل كبير وتم توظيفه إعلاميا و سياسيا واجتماعيا من قبل كثير من الأطراف و هذا المقطع من الآف المقاطع التي أثارت الرأي العام في كثير من الدول و كثير من المجتمعات ، و عن توزيع الصحف السعودية مجتمعة قال خالد دراج إنها لا توزع أكثر من 50 ألف نسخة ورقية في اليوم ورغم ذلك فهي محل ثقة المعلن أكثر من الصحف الالكترونية ثم عرض عده لقطات و مقاطع فيديو لبعض الحوادث التي كان لها تأثير على الرأي العام و قام بشرح آلية التنظيم الإرهابي داعش في التأثير في البعض عبر مثل هذه المقاطع من الإعلام الجديد ثم ذكر بعض الإحصاءات عن عدد المستخدمين في فيسبوك و يوتيوب و انستقرام وتويتر و قال إن استخدام المجتمع السعودي لمواقع التواصل الاجتماعي يعد مرتفعا جدا مقارنة ببقية الدول العربية حيث ذكر بعض الإحصاءات لأعداد المستخدمين للمواقع المختلفة ثم تحدث عن مستقبل الإعلام السعودي قائلا إن المؤسسات الصحفية الكبرى لم تقدم برامج تدريبية وتنمية مستدامة لكوادرها و إعلامييها و ذلك فهي تحتاج إلى اجتثاث كامل لكل كوادرها الحاليين واستبدالهم بعقليات تتفاعل مع المجتمع ، وتساءل عن الصحافة الاستقصائية و الصحفيين الاستقصائيين في المملكة وغيابهم مشيرا إلى أن الصحفيين الاستقصائيين و على المستوى العالمي يأخذون أعلى المرتبات في مهنة الصحافة و أنهم غير موجودين في السعودية لأن الصحف لا تريد أن تنفق و أن ملاك الصحف وأعضاء مجالس إداراتها لا يهمهم سوى الكسب المادي وتغليب الجانب التجاري و قال دراج إنه في إحدى القضايا الإعلامية التي كان يغطيها حول إحدى الشركات الكبرى استدعاني الملك سلمان حفظه الله عندما كان أميرا للرياض لمكتبه وبعد أن تأكد من مستنداتي وصدقها نصحني قائلا ( يفترض و أنت تملك الأدلة أن تضع في اعتبارك المصلحة العامة وتنتبه لمن يتصيد بعض الأخبار المثيرة ) و كانت هذه نصيحة غالية و هامة قدمها لي سيدي خادم الحرمين عملت بها في بقية مشواري الصحفي . هذا وقد حضر الدورة أكثر من تسعين متدربا ومتدربة من الإعلاميين و المهتمين ، وفي نهاية البرنامج قام رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بالطائف الأستاذ عطا الله بن مسفر الجعيد والأستاذ خالد دراج بتكريم المتدربين وتقديم شهادات حضور البرنامج لهم ثم قدم الجعيد بعد ذلك درعا تكريميا من النادي للأستاذ خالد دراج والتقطت بعد ذلك صورة جماعية للمتدربين و المدرب و أعضاء النادي.