كشفت نتائج البحث في المحرك العالمي ” قوقل ” عن الآف الزيارات التي شهدها موضوع قيام أستاذ جامعي بسؤال طلابه عن قضية الناشطة منال الشريف ، بعد قيادتها لسيارتها في شارع بمحافظة الخبر ، والذي نشرته الوئام يوم السبت 03 رجب 1432 ه . وسجل محرك البحث حوالي 73.900 نتيجة أولية لعنوان الموضوع ، الذي حظي بتفاعل كبير ، تخلله سجالات بين مؤيدي ومعارضي قيادة النساء للسيارة ، عارض بعضهم مناقشة القضية في قاعات الدراسة وأسئلة الامتحانات بالجامعات ، ورأى البعض الآخر ضرورة النقاش حول مثل هذه القضايا ، بهدف تدريب الطلاب وتعويدهم على التفكير في طرق التعاطي والمعالجة لمثل هذه القضايا . شخص واحد فقط ، كان لديه رأي مختلف عما ذهب إليه ” المتحاورون ” في نقاشاتهم عبر منتديات الانترنت ، حول السؤال ” المثير لهذا الجدل ” . هذا الشخص هو أستاذ المادة مسفر الموسى ، المحاضر في قسم الإعلام بجامعة الأمام محمد بن سعود . الذي أكد بأن السؤال الذي أعدّه لطلابه « لا يناقش قضية الأخت منال الشريف في حد ذاتها، وإنما يحاول أن يأخذ الطالب إلى مساحة للتأمل في أسلوب الخطاب الصحفي والأطر الخبرية التي تم من خلالها معالجة القضية صحفياً ومحاولة ربطها بمتغير الانتماءات المتباينة في التفكير والمواقف لدى الصحفيين والصحافة المحلية » . ويشدد الموسى في تعليقه للوئام ، من المهم جداً أن يكون بمقدرة الطالب تطبيق النظرية وإنزالها على الواقع الفعلي. إذ لا فائدة في نظري من التشبث بمعرفة ماهية الأشياء دون معرفة استخدامها. مبيناً بأن الأسئلة لم تأتي لقياس حجم المعلومات التي أختزنها الطالب في ذاكرته، كما أن هذا ليس هدفها. عوضاً عن ذلك، فقد جاءت محفزة للنقاش والحوار والتأمل وفق المنهجية العلمية الجادة. وحول إجابات الطلاب ، وكيف جاءت ، أفاد بأنها « رغم تباينها إلا إنها كانت مميزة » . الأستاذ مسفر الموسى كشف إن المفاجأة الأكبر له ، كأستاذ للمادة ، لم تكن في الانتقادات التي تعرض لها ، أو الإشادات التي حظي بها وإنما « كانت عندما أعددت الاختبار ذات صباح لخمسة وثلاثين طالباً، لأفاجأ نهاية المساء بأن عدد قراء الأسئلة قد تضاعف ألف مره من خلال موقع الصحيفة » ، ويبرر ذلك ب « أن الصحافة الالكترونية استدلت طريق البوصلة وباتت تسير في الطريق الصحيح من خلال وظيفتها الرقابية على المجتمع بخلاف بعض الصحف التقليدية التي ما تزال رؤيتها متطابقة مع ما تراه أجهزة العلاقات العامة » . ولم ينفي كاتب السؤال في دردشة هاتفية للوئام ، أن يكون أساتذة الإعلام بالجامعات ، يقومون مع طلابهم بمحاكمة علمية مهنية لطريقة معالجة القضايا الاجتماعية في وسائل الإعلام ، ويكشف بأن طلابه « قد ناقشوا طيلة الفصل الدراسي العديد من القضايا المحلية والدولية التي تناولتها وسائل الإعلام مستخدمين في ذلك المداخل النظرية المناسبة وأدوات التحليل التي تعينهم على فهم ومعرفة الصناعة الإعلامية سواءً في جانبها اللغوي أو من خلال الصورة ».