كشف المتحدث الرسمي باسم مجموعة mbc مازن حايك حيثيات قرار وقف عرض الدراما التركية على شاشاتها، موضحاً ملابسات هذا التطور الذي كان شغل العالم العربي في الساعات الماضية، وتفاعل مع عدم صدور أي تعليق رسمي من المجموعة التي سبق أن أدت الدور الأكبر في إبراز هذه الدراما. وأجاب الحايك على عدة أسئلة بهذا الشأن في حديث له مع صحيفة الرأي. ● أصدرتْ مجموعة «mbc» قراراً بوقف عرض الدراما التركية. فهل سيحقق القرار أهدافه في ظل إقدام محطات أخرى على بثّ هذا النوع من الدراما؟ – ثمة هدف مبدئي من وراء القرار الذي اتخذناه بغض النظر عن نتائجه التجارية والانعكاسات المحتملة على نسب المشاهدة وغيرها. صحيح أن بعضهم قد يستفيد من وقفنا عرض الدراما التركية، ليكرّس هذا النمط في برمجته، وبذلك قد يحصد الأرباح التي ما كان يحلم بجنْيِها سابقاً ومعها نسب المشاهدة التي تحظى بها الدراما التركية على امتداد أكثر من 11 عاماً منذ أن كنا قد بدأنا بعرضها العام 2007 مع المسلسلات الغنية عن التعريف مثل «إكليل الورد» و«سنوات الضياع» و«نور». ولكن… لا بأس! ● الدراما التركية كانت تدرّ أموالاً طائلة على القناة و«mbc» محطة تبحث عن الربح بالتأكيد. فلماذا جاء قرار وقف العرض؟ هل هو قرار مفاجئ أم مدروس؟ – اتخذنا القرار داخل المجموعة لأسباب مبدئية، وفي صلب أولوياتنا المصلحة العامة لدولنا ومجتمعاتنا والأفراد، بغض النظر عن المعطى التجاري بمعناه الضيّق. ● لأسباب مادية وغيرها صدر قرار بإعادة الفنانة أحلام إلى برنامج «ذا فويس»، فكم يمكن أن تساهم الأسباب نفسها في العودة عن القرار بالنسبة إلى الدراما التركية؟ – الأمور مختلفة كلياً، ولا تجوز المقارنة بين هذه الحالة وتلك. في كل الأحوال، يبقى العمل الإعلامي عموماً، والتلفزيوني خصوصاً مفتوحاً على كل التطورات والاحتمالات، والأمور مرهونة بأوقاتها ضمن سلّم الأولويات. ● كيف تعامل صناع الدراما التركية مع القرار؟ – لستُ في موقع ولا في وارد الرد بالنيابة عن صنّاع الدراما التركية! يجب توجيه السؤال إليهم مباشرة. ولكن من جانبنا، نحن نرى أن من شأن قرارنا الأخير بالتوقف عن عرض الدراما التركية أن يُشكّل حافزاً لإنتاج مزيد من المحتوى الدرامي العربي والخليجي النوعي والعالي الجودة. إذاً، الفرصة متاحة بل مؤاتية اليوم، أكثر من أي وقت مضى، للسعي إلى منافسة الدراما التركية جدياً، عبر إتاحة الإمكانات المهنية والمادية والمعنوية للمنتِج الدرامي العربي، ومن ضمنها التعاون مع أكبر عدد ممكن من الكتّاب والمخرجين والتقنيين والنجوم والفنانين… إلخ، ضمن الحرص على تأمين مواصفات إنتاج عالية قادرة فعلاً على المنافسة إقليمياً وعالمياً. وللدلالة على ذلك، أستذكر تجربة مسلسل «عمر»، على سبيل المثال لا الحصر، الذي أنتجتْه mbc كنموذج رائد تمكّن من المنافسة ووصل إلى الملايين من العرب في المنطقة، وغير العرب في العالم، وذلك بفضل امتلاكه كل عوامل النجاح ومقوّماته، من ميزانية ضخمة وموضوع وحبكة درامية وإخراج وممثلين وعناصر إنتاجية متكاملة، وغيرها. ● ما البديل الذي ستعرضه شاشات «mbc» مكان الدراما التركية؟ – ثمة بدائل، منها طبعاً الدراما العربية والخليجية التي لها الأولوية، وبعدها المكسيكية والبرازيلية والكورية وغيرها. وبالمناسبة، كنا في mbc السبّاقين إلى إطلاق وعرض الدراما الكورية التاريخية والمعاصرة، بموازاة الاستثمار في الدراما العربية والخليجية وغيرها… لدينا دائماً مفاجآت ترضي الجمهور! ● هل البديل سيحقق ما كانت تحققه الدراما التركية من نسب مشاهدة وتالياً إعلانات ومداخيل مادية على المحطة؟ – هذا سؤال وجيه، ولكنه سابق لأوانه، ومن المبكر التكهّن بما ستؤول إليه الأمور. ومن يعش يرَ! يبقى المشاهد محور العملية الإعلامية والإنتاجية والتكنولوجية، ثم يأتي بعده المُعْلِن. إذ لا إعلام قوياً وناجحاً من دون تلك العوامل مجتمعة. ● هل ترى أن قرار وقف الدراما التركية سيصب في مصلحة الدراما العربية وتشجيعها؟ – كما قلت سابقاً، نأمل أن يُشكّل القرار الأخير حافزاً لإنتاج المزيد من المحتوى الدرامي العربي والخليجي النوعي والعالي الجودة! طبعاً، هناك عوامل واعتبارات إنتاجية يجب إعادة النظر فيها إذا أردنا فعلاً أن يصبّ هذا الموضوع في خدمة الدراما العربية. أولها السعي إلى تكبير السوق وإيجاد الميزانيات الإنتاجية والتسويقية الضخمة ومعها الكتابة والإخراج والتوليف وأحدث التقنيات السمعية – البصرية والموسيقى التصويرية… إلخ، مع العمل على إيجاد مزيد من الخبرات العربية المتفوقة والنجوم الشباب الجُدد وصقلهم وإدخالهم إلى عالم الدراما من بابها الواسع، إلى جانب النجوم المخضرمين الذين نعتزّ بهم. إذاً العملية في حاجة إلى وقت وجهد… ومَن جَدّ وجدَ! ● هل هناك إمكانية أيضاً لعرْض برامج جديدة؟ أم أن الدراما يحل مكانها الدراما فقط؟ – للدراما جمهورها، كالدراما الخليجية والمصرية واللبنانية والسورية وغيرها… كما أن للسينما جمهورها، وللبرامج الترفيهية والحوارية والرياضية، وغيرها. وهناك بالطبع جمهور يحبّ متابعة كل ما سبق، بما في ذلك «برامج المواهب» التي تلقى إقبالاً لدى الشباب وكل الشرائح والفئات العمرية. إذاً، ليس هناك نَمَط تلفزيوني أو برامجي يمكنه أن يحلّ مكان الآخر.