على مدار السنوات الماضية اتسمت العلاقات السعودية الإماراتية بوضوح الرؤى والثبات أمام التحديات على مر العصور، فهي تعتبر صمام الأمان لشعوب الخليج وللأمن القومي الخليجي، وضمانة أساسية لحماية المصالح الحيوية للعالمين العربي والإسلامي في ظل المخططات المعادية للمنطقة، والتي صاغتها دوائر أجنبية تستهدف المنطقة، وينفذها بعض من يوالونها في الداخل. وتسعى الدولتان إلى مجابهة التحديات التي تواجه أمن منطقة الخليج العربي في ظل المستجدات الإقليمية الراهنة، وصولاً إلى طرح رؤى وطنية للتصدي لها، وذلك انطلاقاً مما تمتلكه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من قدرات اقتصادية وعسكرية وبشرية. ففي ظل ما تتعرض لها المنطقة العربية من تجاذبات وتعارضات تفرضها المصالح الإقليمية والدولية، يظل الرهان الحقيقي حالياً وفي المستقبل، معلقاً على التعاون السعودي الإماراتي من أجل حماية المنطقة مما يحاك ضدها، خاصة أن الثقل الإسلامي والدولي الذي تمثله المملكة العربية السعودية، من شأنه أن يدفع إلى نجاح أي تعاون ثنائي أكثر فاعلية على الساحتين الدولية والإقليمية. علاقات قوية واستراتيجية ومما لاشك فيه إن العلاقات القوية والاستراتيجية بين الإمارات والسعودية أصبحت تمثل شرطاً للسلام الإقليمي بسبب قدرة البلدين على إعادة هندسة الأمن الإقليمي لمنطقة الخليج العربي، في ظل غياب عربي وخليجي، وتأسيس معادلة إقليمية أمنية جديدة تتعامل مع المتغيرات والتجاذبات الإقليمية والدولية الخطيرة تجاه المنطقة. لذا فالعلاقات السعودية الإماراتية كانت ومنذ عقود، مميزة وقائمة على الرابطة الدينية والأخوّة العربية والتراث الاجتماعي المشترك، ولكنّ هناك مقوّماً آخر للعلاقة بين الدولتين، وهو الأمن الوطني لكل منهما وهذا المقوّم صار أكثر أهمية بسبب التحوّلات الإقليمية والعالمية. إذن لا بد من التذكير بأن الفرص الموجودة في العلاقات السعودية الإماراتية كبيرة وتبقى واعدة، نظراً لثقل الدولتين في الأسرة الخليجية، وتقارب وجهتي نظرهما إزاء الكثير من القضايا المصيرية للخليج والعرب بشكل عام». أما السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان بن عبد العزيز، قطعت شوطاً طويلاً في إرساء دعائم علاقاتها الإستراتيجية مع دولة الإمارات في المجالات والميادين كافة، على أسس ثابتة وراسخة ومستقرة، وتطمحان، كأكبر قوتين اقتصاديتين في المنطقة، في الوصول إلى الشراكة الاقتصادية بينهما من أجل خدمة شعبي البلدين الشقيقين والمنطقة. صمام أمان للأمن القومي العربي إن السعودية والإمارات هما صمام الأمان للأمن القومي العربي، حيث تسعى قيادتا البلدين إلى تحقيق أكبر قدر من التوافق والتنسيق السياسي والأمني العربي في مواجهة الأخطار كافة، في ظل توافق رؤى الجانبين حول أهمية الوقوف يداً واحدة في مواجهة محاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. الإمارات ظلت عضداً للمملكة ظلت الإمارات عضداً للمملكة في جهودها للدفاع عن المصالح العليا للأمة العربية والعلاقات بين البلدين الشقيقين استراتيجية راسخة وثابتة، وأن أصدق تعبير عن قوة العلاقات ومتانتها بين السعودية والإمارات يتجلى من خلال التواصل العفوي بين الشعبين وتقارب وجهات النظر حول مختلف الموضوعات ونشير في هذا الصدد إلى تدفق آلاف السعوديين في كل العطل والإجازات مهما كانت قصيرة إلى دولة الإمارات. فالمملكة العربية السعودية تحظى بمكانة خاصة لدى دولة الإمارات منذ قام مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، بإرساء وتطوير هذه العلاقات مع أخيه عاهل المملكة العربية السعودية آنذاك الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله. المملكة دولة قائدة ومحورية إن المملكة العربية السعودية دولة إسلامية عربية قائدة ومحورية، تتمتع بثقل ديني على مستوى العالم بأكمله بحكم احتضانها للحرمين الشريفين ومهد الإسلام وقبلة المسلمين، كما تمثل ثقلاً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً على مستوى الشرق الأوسط، وبها رابع جيش في المنطقة، ودولة الإمارات تدرك أهمية المملكة ومحورية دورها في حلحلة قضايا المنطقة، ما عمق من التعاون الاستراتيجي بين البلدين في الفضاء الجيوسياسي الخليجي والعربي الذي يشهد العديد من التحديات. والبلدين يقومان بدور محوري في التنسيق الإقليمي ضد المجموعات المتشددة، خاصة داعش والقاعدة، كما يمثلان أهم قوتين في التحالف العربي في مواجهة التدخل الإيراني في اليمن، حيث يعمل التحالف على ردع إيران، واستقرار اليمن، وتوحيد أكبر عدد من الدول العربية والإقليمية حول مصالح محددة، وإقامة توازن قوى جديدة في المنطقة، واستعادة المبادرات السياسية والأمنية. علاقات مميزة وراسخة أن أهم ما يميز العلاقات السياسية بين السعودية والإمارات، أنها وصلت مرحلة تشكيل محور استراتيجي في المنطقة التي تتعرض لأزمات ومخاطر متلاحقة، مشدداً على أن السعودية والإمارات يمثلان بما لديهما من مكانة إقليمية ودولية وبحكمة قيادتيهما عمقاً استراتيجياً للأمن القومي العربي. واخيرا وليس اخر نقول أن العلاقات السعودية – الإماراتية تمثل ملمحاً ناجحاً بامتياز، في العلاقات الثنائية وأن النهج السياسي هو نهج استراتيجي فعال في إيجاد دور محوري للنظام العربي على الساحة الإقليمية، يستطيع من خلاله هذا النظام الدفاع عن وجوده ونصرة قضاياه بعد مراحل متتالية من التشرزم والإحباطات والهزائم.