تولي منظمة التعاون الإسلامي تطوير مشاريع ممرات النقل العابرة للحدود بين الدول الأعضاء أهمية قصوى، إذ يأتي ضمن الأولويات الرئيسية على أجندة التعاون الاقتصادي للمنظمة ، لكون النقل من المحفزات الأساسية للتنمية الاقتصادية والقدرة التنافسية الدولية . وفي الوقت الذي انخرطت فيه دول أعضاء المنظمة في تنفيذ عدد من المشاريع في الأقاليم الفرعية، فإن منظمة التعاون الإسلامي حثت دولها الأعضاء ومؤسساتها على دفع التمويل اللازم لتنفيذ مشروع الخط الفرعي للسكة الحديد بين دكار وباماكو وسيكاسو وبوبو وديولاسو، على محور منظمة التعاون الإسلامي للسكة الحديد بين دكار وبورتسودان، وهو الخط الذي يربط شرق القارة الأفريقية بغربها . وفيما يخص قطاع النقل في أقاليم الدول الأعضاء في آسيا، دعت منظمة التعاون الإسلامي إلى تعزيز التعاون لتطوير محور الشرق والغرب العابر لبحر قزوين ومحور الشمال والجنوب للنقل متعدد الوسائط، وسيبرز هذا الجزء أنشطة المنظمة ومؤسساتها المعنية في مجال النقل . وبشأن التعاون في مجال النقل بين الدول الأعضاء، أشار الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في منظمة التعاون الإسلامي السفير حميد أوبيليرو، إلى أن المنظمة تسعى لاتخاذ عدة تدابير تشمل إنشاء اتحاد للنقل البري، وتطوير نظام شهادات الدخول المشترك، وإنشاء شبكة طرق برية مترابطة، وتوحيد الأحكام واللوائح المتصلة بالنقل البحري، وإنشاء مركز بنك بيانات لقدرات النقل البري، وإجراء دراسة لتحديد سبل وطرق القضاء على الاختناقات الحالية في السكك الحديدية بين الدول الأعضاء . ونظراً للأهمية القصوى لقطاع النقل، أكد السفير أوبيليرو أن الدورة الثالثة والثلاثين للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي التي ستعقد في إسطنبول خلال الفترة من 20 23 نوفمبر 2017م ، خصصت أربع جلسات على المستوى الوزاري تناقش تحسين ممرات النقل العابرة للحدود الوطنية بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي . وتبحث الجلسة الأولى منظور القطاع الخاص في ممرات النقل العابرة للحدود من حيث تقييم الأطراف الرئيسة والمستفيدين من هذه الممرات، كشركات الخدمات اللوجستية ومشغلي السكك الحديدية والشركات الصناعية العالمية، للعقبات الحالية والنظرة المستقبلية لعمليات ممرات النقل العابرة للحدود. وتناقش الجلسة الثانية الشؤون المتعلقة بحوكمة ممرات النقل العابرة للحدود من منظور الحكومات والمؤسسات التي تدير ممرات النقل والتحديات الماثلة في هذا السياق، في حين تناقش الجلسة الثالثة الآثار الاقتصادية والاجتماعية لممرات النقل العابرة، والجلسة الرابعة تبحث تجربة اقتراح الصين "حزام واحد، طريق واحد لتعزيز التعاون بين دول يورآسيا، ومحاولة مجموعة من الدول الأفريقية لتحقيق مشروع سكة الحديد الرابطة بين دكار وبورتسودان في واحد من أكبر مشاريع البنية التحتية في أفريقيا. ويشارك في الجلسات جميع وفود الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المشاركة في اجتماعات الكومسيك، وممثلو مؤسسات المنظمة والمنظمات الدولية المختلفة، بالإضافة ممثلي المجتمع المدني ورجال أعمال وأكاديميين.