وسط مسلسل الصراعات الإقليمية والدولية يطل وجه الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريس" حائرًا، يحمل علامات المتورط، يكشف عن عجز وفشل صاحبه في إيجاد حل للنزاعات العرقية والطائفية التي باتت تهدد المجتمع الدولي بالعودة إلى شريعة الغاب. ورغم الاختبارات العديدة التي فشل فيها أيضا سابقوه، إلا أن هذا الأمين غوتيريس لم يستفد من دروس الإخفاق، وبدا يتصرف وكأنه في عالم آخر، ينصت فقط لمن ينجحون في استقطابه وخداعه، مستغلين ضعف خبرته واندفاعه وتسرعه، واعتماده على فريق مشكوك في انتماءاته وتوجهاته. وظهر ذلك واضحًا وجليًا في التقرير "اللقيط" الذي ألقى فيه "غوتيريس" بمسئولية معاناة أطفال اليمن على المملكة العربية السعودية، متجاهلاً كل التدخلات الإيرانية والممارسات اللا إنسانية للانقلابيين الحوثيين، وخرقهم لميثاق الأممالمتحدة وعدم الالتزام بمبادئ وقواعد الشرعية الدولية. الوجه الآخر وبهذا التقرير المشبوه كشف غوتيريس عن وجهه الآخر، ويبدو أنه سيقود المنظمة إلى نهاية النفق المظلم، ليقضي على ما تبقى من أمل في إصلاح هذا الكيان الدولي المنوط به الحفاظ على تحقيق السلم والأمن الدوليين. والمتتبع لخطوات هذا الرجل يتبين له أنه عشوائي القرار، يسير بلا خطة أو هدف، ولذا يتوقع الخبراء السياسيون أن تزداد المنظمة الدولية في عهده تعثرًا يلاحقها منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى الآن، مطالبين برحيله قبل أن يدمر المنظمة ويغلق أبوابها. فالأممالمتحدة التي نجحت في التوسط بين العراق وإيران عام 1991، وفي انسحاب القوات الروسية من أفغانستان، وإنهاء الحرب الأهلية في السيلفادور، تبدو الآن في عهد غوتيريس عاجزة عن إطفاء المناطق الملتهبة بعد أن تحولت أجهزتها إلى أداة قهر في يد الدول الكبرى، وهو ما أثر على دورها سلبيا، وجعلها أضحوكة في عيون العالم. أجندة إقليمية وعلى درب الخضوع للإملاءات الدولية، والأجندات الإقليمية التي تضعها دول لها أطماع خاصة في المنطقة العربية سار "غوتيريس"، وأصبح كالدمية، في يد العصابات والميليشيات والجماعات الإرهابية؛ مما أفقد المنظمة استقلالها وحيادها، وورطها في النزاع اليمني بما تبثه أجهزة المنظمة من تقارير وهمية وبيانات انتقائية غير موثوقة. وإذا كانت الإخفاقات المتتالية هي العنوان الرئيس الذي يتصدر نشاط المنظمة خلال السنوات الأخيرة، إلا إنها في عهد أمينها الحالي، دخلت غرفة الإنعاش مريضة عاجزة تعاني سكرات الموت، وظن غوتيريس" أنه إذا اتهم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن بما ليس فيها، وأدرجها في القائمة السوداء، سيكون قد فعل شيئا للمنظمة، هكذا اعتقد، ولكن سرعان ما خاب ظنه وفسد اعتقاده. واستنكرت تقريره المخالف للواقع والحقيقة معظم دول العالم، واعتبره خبراء القانون الدولي خطوة غير محايدة وانحيازًا كاملاً لطرف على حساب آخر في الأزمة اليمنية، وتخبطًا واضحًا في سياسات المنظمة، وخللاً كبيرًا في منهجية إدارة غوتيريس للصراعات الدولية. وصفه مختصون في الشئون السياسية بأنه مشبوه وسقطة كبيرة، وعلامة سوداء في تاريخ المنظمة؛ كونه لا يستند إلى أي بيانات حقيقية، ولا يعتمد على أسس ومعايير دولية، وأحدث حالة من الجدل داخل بعض أجهزة المنظمة، وأثار موجة من الشكوك حول قرارات المنظمة في المنطقة العربية بشكل عام والخليج بشكل خاص. ودعوا العالم إلى وقفة حاسمة ضد هذه التقارير المشبوهة التي تكشف عن تحكم يد خفية في أعمال المنظمة؛ جعلتها تسير وفقًا للأهواء السياسية والمصالح الشخصية أحيانًا. محذرين من أن تدفع تلك التقارير "المشوهة" لأن يجد العرب أنفسهم مرغمين على إدارة ظهورهم للمنظمة والبحث عن أي خيارات أخرى. وفشل "غوتيريس" ليس بجديد، فقد ثبت أنه صانع للفشل أينما حل ووجد، فمنذ أن كان في الحزب الاشتراكي كان سببًا في تدهور شعبية الحزب بالبرتغال. وحينما تولى رئاسة الوزراء قاد الحكومة البرتغالية للإفلاس، وبعد أن عمل مستشارًا في البنك الحكومي فشل فشلًا ذريعاً ولم ينجح في مهمته، وقد تم طرده من الحكومة بسبب تردده وضعف قراراته مما تسبب في انهيار الاقتصاد. وعرف عن "غوتيريس" الضعف في إدارة الملفات التي أوكلت إليه وفشل في معظمها، ولا يتحلى بصفات القائد أو المدير الناجح، كونه عنصريًا متعصبًا للديانة والجنسية، وقد ظهر ذلك في تعامله البغيض مع اللاجئين خلال توليه منصب رئيس مفوضية اللاجئين في الأممالمتحدة. تجاهل قضية العرب واليوم يتجاهل تماما القضية الفلسطينية القضية الرئيسية للعرب والمسلمين ويغض الطرف عن معاناة الروهينغيا، وفوق هذا وذاك أفشل العمل الإغاثي الإنساني للأمم المتحدة، يضاف إلى ذلك اختراق إدارته من أحزاب ومنظمات في اليمن لإدراج تقارير وإحصائيات مزورة، لتستمر مسيرة إخفاقاته التي تلازمه من قبل توليه منصبه كأمين عام لأخطر وأهم منظمة دولية ضلت الطريق إليه حتى جاءها صدفة. الفوضوي المتردد وغوتيريس لمن لا يعرفه انضم إلى الحزب الاشتراكي البرتغالي عام 1973م وفي العام التالي مباشرة 1974م أصبح نائبا في البرلمان البرتغالي، وانتخب رئيسا للجمعية البلدية لمدينة (فونداو) – مسقط رأسه في شمال البرتغال. كان منتقدوه من داخل الحزب الاشتراكي يأخذون عليه التردد والفوضى في الطريقة التي بنى بها مسيرته السياسية. ويرى المقربون منه أنه مضطرب القرارات، يتخذ بعض ردود الفعل غير المتوقعة والمنافية للمنطق؛ فعلى سبيل المثال كانت هناك محاولات لتعيينه رئيسا للمفوضية الأوروبية خلفا لجاك سانتير وجاك ديلور، وعلى الرغم من تأييد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي له وتأكيد جاك ديلور نفسه بأنه أفضل المرشحين لخلافته إلا أن غوتيريس خذل الجميع ورفض التقدم بترشيح نفسه. وعندما كان رئيسا للحكومة في البرتغال دمر بشهادة الخبراء الدوليين اقتصاد البلد فلم يدرك في الوقت المناسب ضرورة تغيير المنهج الاقتصادي الذي يتم تطبيقه في البلاد والقائم على الاستدانة والعجز في الميزانية. واجه عاصفة من الغضب وانتقده الرأي العام البرتغالي بسبب معالجة حكومته لبعض الموضوعات الداخلية آنذاك وتراجعها عن قرارات سبق اتخاذها مثل إنشاء محطات لمعالجة النفايات ومنع مصارعة الثيران في بعض مناطق البرتغال. ويؤخذ عليه أيضا رفضه العنجهي لطلب بعض رؤساء البرتغال من الاشتراكيين بشأن شغل بعض المناصب أو ترشيح نفسه لبعضها الآخر، كما يؤخذ عليه الخنوع وعدم امتلاك الشجاعة الكافية لمواجهة أعضاء حكومته عندما كان يقوم بإجراء تعديلات وزارية. فشل حكومي وفي ديسمبر 2001 قدم استقالته من رئاسة الحكومة بشكل مفاجئ بعد الهزيمة التي لحقت بالحزب الاشتراكي في الانتخابات البلدية، مفضلا الهروب من الساحة على المواجهة غير مكترث بإصلاح حزبه وتراجع شعبيته. ويوصف غوتيريس سياسيا بأنه يفتعل المشاكل لا تتوفر فيه حكمة القائد، فبعد أن جرى انتخابه أمينًا عامًا للحزب الاشتراكي، كان حادا، لا يجيد التعامل مع معارضيه ومنافسيه ورغم إخفاقاته كان يردد دائما أن مثله الأعلى في السياسة " أولف بالم " رئيس وزراء السويد الأسبق. ولم يفارقه الفشل أيضا عندما عمل بعد استقالته من الحكومة مستشارا لدى مجلس إدارة مصرف (الصندوق العام للإيداعات) وهو البنك الحكومي الوحيد في البرتغال، حيث فشل فشلا ذريعا في مهمته. وعندما تم تعيينه عام 2005 رئيسا للمفوضية السامية لشئون اللاجئين بالأممالمتحدة، لم يستطع إخفاء عنصريته التي رافقته طيلة شغله لهذا المنصب الذي رحل عنه قبل عامين (2015). خان سوهارتو ومن تناقضاته العالمية موقفه المتخاذل من الرئيس الإندونيسي الراحل سوهارتو عندما واجهه غوتيريس بشكل مباشر، وغير متوقع خلال قمة الاتحاد الأوروبي – آسيا في بانكوك عام 1996م طالبا منه إطلاق سراح زعيم المقاومة التيمورية الذي كان معتقلا في جاكرتا في مقابل موافقة البرتغال على افتتاح مكاتب لرعاية مصالح البلدين لدى سفارتين لدولتين صديقتين في كل من لشبونةوجاكرتا.