تزداد المخاوف في الجزر الفرنسية في الكاريبي مع اقتراب الإعصار إيرما من أراضيها، حيث يتوقع أن تتعرض جزيرتا سان بارتلمي وسان مارتن السياحيتين الشهيرتين لأسوأ الأضرار. وبلغت قوة هذا الإعصار الدرجة الخامسة الثلاثاء كما سيكون مصحوبا برياح وعواصف تقدر سرعتها ب360 كلم/الساعة وفق خبراء الأرصاد. وقد أغلقت المدارس والمؤسسات الحكومية في هذه المناطق المهددة، فيما قامت المستشفيات بتخزين الأدوية والطعام ومياه الشرب. حذر خبراء الأرصاد من أن الإعصار إيرما ازداد قوة الثلاثاء وأصبح من الدرجة الخامسة و"بالغ الخطورة" ما يهدد بحدوث فيضانات مع اقترابه من منطقة الكاريبي، التي تشهد أسوأ إعصار منذ نحو 20 عاما. فيما يتوقع أن يبلغ اليابسة مكتسحا مجموعة الجزر الفرنسية في الكاريبي وبينها غوادلوب قبل مواصلة طريقه إلى هايتي وفلوريدا. وقال المركز الأمريكي لمراقبة الأعاصير ومقره ميامي في بيان نشرته الساعة 12:00 ت غ إن إيرما ازداد قوة وبلغ الدرجة الخامسة القصوى، وهو مصحوب بعواصف سرعتها 360 كلم/الساعة. ويتجه الإعصار غربا بسرعة 22 كلم/الساعة، ويتوقع أن يؤدي إلى تساقط ما بين 10 و20 سم من الأمطار عند وصوله اليابسة. فيما حذر مركز مراقبة الأعاصير من أن "كمية الأمطار تلك قد تتسبب بفيضانات وانهيارات مدمرة". وتقع عين الإعصار على بعد 515 كلم شرق جزر ليوارد بغرب الكاريبي، وطلب المركز "تسريع الاستعدادات لحماية الأرواح والممتلكات حتى إكمالها" في المنطقة. وأمرت السلطات بإغلاق المدارس والمؤسسات الحكومية في غوادلوب، فيما قامت المستشفيات بتخزين الأدوية والطعام ومياه الشرب. وقالت سلطات ماريغو عاصمة غوادلوب إنه سيتم إجلاء سكان المناطق الساحلية إلى مناطق آمنة. ويتوقع أن تتعرض جزيرتا سان بارتلمي وسان مارتن السياحيتين الشهيرتين لأسوأ الأضرار. وقالت الحاكمة الفرنسية للجزر آن لوبيز إنه في ماريغو عاصمة سان مارتن يمثل الإعصار أكبر تهديد في 20 سنة، وإن عددا أكبر من الأشخاص مهددون في المناطق المعرضة للفيضانات بسبب الزيادة السكانية. خطر على فلوريدا ويأتي إعصار إيرما في أعقاب الإعصار هارفي الذي اجتاح ولايتي تكساس ولويزيانا الأمريكيتين أواخر الشهر الماضي. فيما أعلن حاكم ولاية فلوريداالأمريكية ريك سكوت حالة الطوارئ وقال إن إيرما يمثل "تهديدا كبيرا على ولاية فلوريدا بأسرها" وذلك بعد أسبوع على مصرع 42 شخصا على الأقل في الاعصار هارفي. واصطف الناس في طوابير لشراء البطاريات والمياه المعبأة فيما قطع عدد كبير منهم الأشجار المحيطة بمنازلهم وأحكموا النوافذ. وتعد الأعاصير من الدرجة الخامسة نادرة، ويمكنها أن تحمل رياحا قاتلة وعواصف عنيفة وأمطارا غزيرة. ويمكن لإعصار بهذه القوة أن يؤدي إلى تدمير سطوح المباني وتكسير زجاج النوافذ واقتلاع أشجار النخيل ليحولها إلى مقذوفات قاتلة. ويتوقع أن يصل إيرما اليابسة في ساعة متأخرة ساعة مبكرة الأربعاء وأن يتسبب في رفع منسوب المياه إلى ثلاثة أمتار فوق المستويات العادية، وتساقط أمطار بمعدل 25 سنتم في بعض المناطق، وتشكل "أمواج كبيرة مدمرة" بحسب تحذيرات المركز الوطني لمراقبة الأعاصير. وهارفي الذي حمل 127 سنتم من الأمطار إلى بعض أجزاء هيوستن، محولا الأحياء إلى بحيرات ومتسببا بأضرار مادية قدرت قيمتها بنحو 100 مليار دولار (85 مليار يورو)، بلغت قوته أربع درجات. يتوقع أن يتسبب الإعصار إيرما بتساقط ما بين 76,2 ملم و152 ملم من الأمطار على جزر شمال شرق الكاريبي، وأن تبلغ 254 ملم في بعض الأماكن في المنطقة الشمالية.