لا تراهن على عدم تأثير إعلامنا الجديد في المجتمع لأنك ستجد ما يثبت كسبه للرهان. ولا تراهن على عدم جدوى عمل إنساني في مجتمع متأصل على الخير والتكافل الاجتماعي على مر الزمن. تاريخ مملكتنا وشعبها مليء بالقصص التي تقرأ من خلالها ما يترجم معنى المواطنة والإنسانية السعودية. ما شهدته منطقة القصيم من خلال إبداع مشاهير "السوشل ميديا" من عمل إنساني جبار خلال ساعات معدودة، يفوق إنجاز عمل مؤسسات خيرية متخصصة على مدى شهور أو سنوات في ذات المجال. كان لإيمان سمو أمير القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، دور مؤثر وأساسي في تبني ونجاح الفكرة الإنسانية الرائعة التي قدمها الإعلامي منصور الرقيبة وزملاؤه، وهي توظيف برامج التواصل الاجتماعي لعمل خيري من خلال الإعلان عبر حساباتهم للمساهمة في تسديد ديون المعسرين وإخراجهم من دهاليز السجن. كان لموافقة سمو أمير منطقة القصيم ودعمه وتشجيعه دور محوري في نجاح البادرة الإنسانية الخلاقة، والنابعة من إيمانه بالشباب ودورهم الواعد في تجسيد إنسانية المواطن السعودي. توجيه الأمير فيصل للشباب بالعمل مع لجنة تراحم القصيم ممثلة برئيس مجلس إدارتها المتميز الأستاذ سليمان العُمري والمشاركة الفاعلة للدكتور حمد الصقعبي، ليتم وضع الخطط المثالية ووضع الهدف السامي بأن يكون الإسهام بتفريج كربة أكثر من 100 سجين أجبرتهم الظروف المادية القاسية على الدخول للسجون. نجح الفريق الإنساني الرائع في إجراء دراسة أولية للحالات الموقوفة وفرزها وفق شروط تسهم في خروج أكبر عدد ممكن، ومن ثم انطلقت الحملة عبر برامج التواصل الاجتماعي، وتم نشر الأرقام المخصصة للحملة وحساب المساهمة فيها؛ وكان ذلك اليوم التاريخي الإنساني للمملكة الذي لا ينساه الجميع وهو يوم الثلاثاء الموافق 8/ 6/ 1438ه. حظيت الحملة الإنسانية في كل تطوراتها منذ إطلاقها بمتابعة الملايين من رواد قنوات التواصل الاجتماعي من جميع المناطق ودول الخليج بل وبعض الدول العربية؛ وذلك بحماس وبمشاعر الرحمة والسعادة، حيث أسهم ذلك في مشاركتهم ومشاركة رجال الأعمال والشركات التجارية وخلال ست ساعات حتى انتهت الحملة بجمع أكثر من مليون وثمانمائة ألف ريال. هذا النجاح الكبير فاض عن الهدف المحدد ب 100 سجين، ليشمل 10 سجناء إضافيين، ويستمر دفق أموال المحسنين وأهل الخير حتى تجاوز المبلغ أربعة ملايين ريال حسب آخر إعلان له. لقد لعب الإعلام الجديد دورًا أساسيًا في نجاح هذا العمل الجبار من خلال عدد من رواد التواصل الاجتماعي في منطقة القصيم، ما يمثل تجربة فريدة وكفيلة في إثبات مدى تأثيرهم على مجتمعنا عن طريق عمل خيري ضخم كهذا. أتمنى أن يكون هذا النجاح منقطع النظير حافزًا على تكراره في رمضان واستغلال شهر الخير لهذا العمل، وأن نراه في جميع مناطق المملكة. ومن الجميل أن يكون لدينا تنافسية في أعمال خيرية إنسانية مماثلة وأن تكون بإشراف إمارات المناطق. وفي الختام، يسرني أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي أعضاء ملتقى إعلاميي الرياض "إعلاميون"، أن نزف التهنئة بالنجاح المبهر الذي تحقق في منطقة القصيم بدعم وتوجيه ووقفة سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، وعمل زملائنا نجوم السوشل ميديا ولجنة التراحم وكل من ساهم أو تبرع لهذه الحملة الإنسانية الفريدة. سلمان الشريدة عضو ملتقى إعلاميي الرياض